يعتبر مربو النحل (منتجو العسل) موسم 2010/2009 حالة استثنائية وخاصة بخصوص منتوج العسل، ذلك أن الغلّة التي جناها هؤلاء كانت ضئيلة جدا مقارنة بالأعوم المنصرمة التي كان فيها المنتوج وفيرا، واختلفت الآراء وتباينت التصريحات بشأن الأسباب التي أدت إلى جني كمية ضعيفة فاجأت الجميع . فمقدم بوزيان الذي يزاول هذا النشاط في مكان غير بعيد عن عاصمة المكرة يرى بأن المبيدات التي استعملها الفلاحون في نزع الحشائش الضارة على مساحات زراعية واسعة بمناطق الولاية هي التي أضرت بأسراب النحل بإسثتناء الملكة التي عادة ما تمكث بداخل الخلية ولا تغادرها ونتيجة لذلك تكبّد خسائر في 14 خلية وصاحبه بابا أحمد سجّل بدوره خسائر معتبرة طالت 78 خلية يمتلكها ما دفع بالكثير من المربين إلى تحويل خلاياهم بإتجاه الولايات المجاورة آملا في أن تلاقي هذه الفئة الدعم اللازم من طرف المصالح الفلاحية. أما كشّار قدور نائب رئيس جمعية مربي النحل الحديثة النشأة بولاية بلعباس فقد أرجع ضعف منتوج العسل إلى عدة عوامل أهمها نثر مبيد » ديسي« decis المستعمل ضد الأعشاب الضارة من قبل الفلاحين في وقت غير مناسب أي في فصل الربيع عندما بلغت النباتات سمك 10 إلى 15 سنتيمترا الشيء الذي تسبب في هلاك الآلاف من النحل من صنف الشغالات (Butuneuses) وهي المختصة في امتصاص وجلب رحيق الأزهار والماء وحبوب الطلع (pollen ) يضاف إلى ذلك عامل الجفاف وكذا البرودة اللذان سادا المنطقة في موسم الربيع ويواصل محدثنا الذي يربي النحل بناحية سيدي دحو أن الخلية عادة ما تنتج من 20 إلى 30 كغ من العسل لكن هذه المرة تفاجآنا بتدنى المنتوج إلى 3 كلغ فقط وهو أمر محيّر جدا داعيا في الأخير إلى وجوب توعية الفلاحين من طرف المرشد الفلاحي لإقناعهم بضرورة نثر المبيدات في الوقت المناسب عندما تكون النبتة صغيرة بها 3 أوراق فقط أي في مرحلة (stade tallage) مشترطا في أن يكون المبيد خال من السموم عكس مبيد (Decis ) بينما بادي ميمون مربي آخر للنحل الذي بدأ ممارسة هذا النشاط كهواية ثم كحرفة منذ 26 سنة بإستعمال الوسائل التقليدية قبل أن يستخدم الطر ق العصرية التي ضاعفت من منتوج العسل 4 مرات يقول بأنه لم يجن في الموسم الفارط سوى 70 كلغ مقابل 15 قنطارا في الموسم ما قبله وهو أمر يبعث على الحيرة والتساؤل ما دفع به إلى البحث عن الأسباب التي تظل حسبه مجهولة لكن هناك من يرجعها إلى البرودة الشديدة التي ميزت فصل الربيع وآخرون يعزونها إلى نثر المبيدات أثناء ذات الفصل، وعلى كل فهي أسباب غير مقنعة مؤكدا في هذا السياق، بأن أسراب النحل لم تمت آنذاك بيد أنها هجرت الخلايا، ويضيف في هذا الخصوص بأن النحل أحجم عن الإقبال على الأزهار على غير عادته بسبب انعدام الرحيق بها رغم أن الجو كان وقتئذ صحوا ومشمسا وكان من المفروض اخضاع عينات من الأزهار من طرف المصالح الفلاحية أو الغرفة الفلاحية للتحاليل لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة المحيّرة، مبديا أسفه لتجاهل المصالح الفلاحية والغرفة الفلاحية لنشاط تربية النحل الذي ما إنفك يتوسع من عام لآخر، منتهيا في الأخير إلى وصف الموسم المنصرم بالإستثناء وإن تكررت الظاهرة في الموسم الجاري فستكون وبالا على مربي النحل ولا نتمنى ذلك أبدا، علما وأن هناك مربين آخرين للنحل ينشطون في مناطق مختلفة بالولاية شاطروا زملاءهم الرأي ونفس الإستنتاج الذي مفاده أن نثر المبيدات في وقت غير مناسب هو السبب في تدني المنتوج. إنشغال هؤلاء المربين نقلناه إلى الطيب صايم رئيس الغرفة الفلاحية الذي نفى نفيا قاطعا في أن يكون سبب تراجع منتوج العسل هو نثر المبيدات متحاملا على أولئك الذين يمارسون هذا النشاط بطريقة غير شرعية حيث يضعون خلايا النحل في أي مكان بدون ضوابط، مرحبا بالذين يزاولون هذه الحرفة بصفة قانونية معلنا استعداد الغرفة الفلاحية لدعمهم وموازتهم من خلال ضمّ جميعتهم المنشأة مطلع هذه السنة إلى الجمعية العامة لاحقا وتكثيف الجهود لحل مشاكلهم. أما حميد زواني مدير المصالح الفلاحية يرى من جهته أن الظروف المناخية ونقص غذاء النحل في ايام الربيع الفائت هما السبب الرئيسي في كل ما حصل ولا دخل للمبيدات في ذلك. الجدير بالذكر أن جمعية مربي النحل التي تأسست في مطلع أفريل 2010 يسعى أعضاؤها إلى وضع إطار خاص بنشاط تربية النحل والعمل على تذليل الصعاب التي تعترضهم في الميدان. ومن بين الأولويات التي يحملها البرنامج المسطر إحصاء مربّي النحل بولاية بلعباس ورسم خريطة خاصة بالمناطق الرعوية للنحل والحرص على التعاون وتنسيق الجهود مع الفلاحين لدرء كثير من المشاكل.