يشتكي سكان قرية" لصاص "التابعة لبلدية بن شود الواقعة شرق ولاية بومرداس، من العزلة والتهميش بعيدا عن أعين السلطات التي التزمت الصمت حيال المعاناة اليومية لهم، فعلى الرغم من تعاقب العديد من المنتخبين المحليين على رئاسة البلدية، إلا أن حال القرية لا يزال كما هو منذ عدة سنوات، الأمر الذي جعل العيش فيها شبه مستحيل بالنسبة لمواطنيها. عوامل عدة اجتمعت لتصنع المعاناة اليومية لسكان القرية التي تبعد بحوالي 10 كلم عن مقر البلدية، حسبما وقفت عليه "الحياة العربية" في جولتها الاستطلاعية للقرية التي أنهكها الحرمان والتهميش، حسب سكانها الذين لم يترددوا في التعبير عن استيائهم الشديد من الوضعية المزرية التي يعيشونها دون تحرك الجهات الوصية رغم الشكاوي العديدة والملحة قصد تحسين وضعهم اليومي وفك الغبن عنهم، إلا أن شكاويهم لا تزال حبيسة الأدراج على حد قولهم. أول مشكلة طرحها سكان القرية خلال لقائنا بهم، مشكل النقص الفادح في التزود بالمياه الصالحة للشرب والتي أضحت الشغل الشاغل لهم، حيث أكدوا أنهم لا زالوا يعتمدون في التزود بهذه المادة الحيوية على الوسائل التقليدية وجلب الماء من الينابيع والآبار على ظهر الدواب والبهائم. وقال محدثونا أن هذه الوضعية التي تؤرقهم تطرح بأكثر حدة خلال فصل الصيف، حيث يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام للتزود بها، فغياب ماء الشرب عن حنفيات سكان قرية لصاص ببن شود، فاقم من معاناتهم، إضافة إلى غياب وسائل النقل، إذ يضطر السكان إلى التنقل يوميا إلى الطريق السريع من أجل ركوب الحافلة التي تقلهم إلى مدينة دلس أو بومرداس، مضيفين أن الوضعية تتفاقم خلال الفترة الصباحية والمسائية، حيث تكون الحافلات ممتلئة عن أخرها من محطات انطلاقها. ومن بين النقائص كذلك التي يعاني منها هؤلاء عدم حصولهم - حسب قولهم- على سكنات ريفية رغم توافد اللجان التي قامت بمعاينة مختلف الأضرار، والشكاوي المتكررة التي يرفعها الراغبون في الاستفادة من إعانات السكنات الريفية التي أقرتها الدولة، إلا أن ذلك لم يشفع لهم في الحصول على حصصهم من الإعانات الريفية - يضيف سكان القرية- الذين تحدثوا عن مشكل انعدام غاز المدينة، حيث لا يزال السكان يتجرعون عواقب انعدامه والمشقة اليومية للحصول على هذه المادة الحيوية لاسيما مع البرودة الشديدة التي تشهدها المنطقة. وما زاد من استياء السكان جراء هذه الوضعية، هو مرور الأنبوب الرئيسي لغاز المدينة دون أن يستفيدوا منه رغم حاجتهم الماسة له -على حد تعبيرهم- وصبوا جام غضبهم على السلطات المحلية التي وقفت ساكنة حيال مشروع تزويدهم بالغاز الطبيعي. كما تحدث سكان القرية عن مشكل اهتراء الطرقات، إذ لا يكاد طريق بالقرية يخلو من الحفر واستحالت المشي عليها بالأقدام خاصة في فصل الشتاء، حيث تمتلئ الحفر المنتشرة على طول الطريق بمياه الأمطار لتتحول إلى أوحال يصعب تجاوزها على حد قولهم، مشيرين إلى أنه حتى المسالك الداخلية لمتسلم من الاهتراء ليقدم السكان على وضع الحجارة لسد تلك الحفر، وهو ما زاد من تأزم الوضع حسبهم، لتتحول بذلك إلى برك مائية ومستنقعات يستحيل تجاوزها، خاصة بالنسبة للأطفال المتمدرسين الذين يقطعون الكيلومترات يوميا للوصول إلى الابتدائية، مما يؤثر على مردودهم الدراسي. وعبر سكان قرية "لصاص" عن استيائهم الشديد من غياب التغطية والرعاية الصحية بالقرية، مؤكدين أن قريتهم تفتقر لمركز صحي من شأنه تقديم الخدمات الصحية لمرضاهم ما جعلهم يعانون الأمرّين نتيجة بُعد قاعات العلاج وصعوبة الوصول إلى أقرب مستوصف متواجد على مستوى البلدية، مما يعرض حياة المريض للخطر في حال حدوث بعض الحالات التي تستدعي التدخل العاجل خاصة النساء الحوامل. وأمام هذه الوضعية المزرية يناشد سكان القرية السلطات الولائية وعلى رأسهم المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بالتدخل العاجل وانتشال القرية من العزلة المفروضة عليها.