تعاني الرياضية النسوية في بلادنا و بالأخص بعاصمة الغرب الجزائري من التهميش و غياب الإهتمام وبإستثناء النتائج المحققة على المستوى الفردي فلم تعد هذه الشريحة من المجتمع قادرة على تحقيق الألقاب الجماعية بدليل عزوف المنتخبات النسوية في شتى الإختصاصات عن تشريف الالوان التي غابت منذ سنوات عن الساحة العالمية وأرجع العارفون بخبايا الوسط الرياضي النسوي إلى الظروف غير مساعدة على تنمية قدرات الرياضية خاصة في أصناف الكبريات. حيث كثرت في السنوات العشر الأخيرة ظاهرة توقف اللاعبات عن الممارسة في منتصف الطريق أو عندما تصل إلى سن معينة وفي عز عطائها الرياضي تصطدم بسندان التقاليد التي لا تزال متجدرة في مجتمعنا والتي تقف في طريق النجومية وتحرمها من بلوغ المستوى العالي وتواجه في نفس الوقت مطرقة الانتقاذات التي تؤثر على مسيرتها وغيرها من الامور التي تحول دون تطوير الرياضة النسوية في جميع الإختصاصات وبالأخص في مجال كرة القدم حيث لم تتخلص البطولة الحلية من عقدة القوانين التي تضع حدا للمشكلة الازلية التي تعرف بقضية ورقة التسريح التي لا تطبق على النوادي النسوية وهو ما تسبب في الفوضى و عدم تحكم المسؤولين في تحويل اللاعبات وبوهران يطرح بشدة مشكل القاعات حيث تزاحم الفتيات الرجال خلال الحصص التدريبية و لا تحظى الفرق النسوية برزنامة خاصة أو قاعة مخصصة لهن على غرار ما هو معمول به الوسط و الشرق فضلا على غياب التأطير و تضحية رؤساء النوادي بالفروع النسوية بحجة الأزمات المالية وفي الرياضات الفردية على غرار الجيدو والمصارعة لا توجد بوهران قاعة دجو للنساء و هو ما جعل المسؤولون يطالبون بإسترجاع دوجو كاسطور لفائدة المصارعات مع العلم أن هذه القاعة كانت عبارة صالة للممارسة الأيروبيك قبل تحويلها إلى» دوجو « مما يؤكد أنها في الأصل قاعة مخصصة للرياضة النسوية ولم يقتصر التهميش النسوي على البساط فقط بل شمل حتى الهيئات المنتخبة ما جعل عميد جيدو عاصمة الغرب الجزائري حيفري أحمد يناشد بفتح المجال للمرأة لولوج عالم التسيير على هامش الجمعية الانتخابية للرابطة الولائية التي أسفرت عن تزكية الدولي السابق خالد ابرهيمي رئيسا مؤخرا ، ليبقى السؤال مطروح هل ستجد صرخة حيفري صدى بتعيين البطلة عمور حورية لرئاسة احد لجان الخاصة بالرابطة الولائية و لم لا توليها شؤون المديرية التقنية فيها بما أن المنصب لا يزال شاغرا لحد الساعة أو قد يفتح لها المجال في الرابطة الجهوية التي ستجرى انتخابات مكتبها قريبا. ويتفق الكثيرون على ان تواضع نتائج الاختصاصات الجماعية مقارنة بالفردية إلى العقليات المتحجرة في المجتمع التي لا تزال لها فكرة خاطئة عن المرأة الممارسة للرياضة إلى جانب غياب إطارات متخصصة في الرياضة النسوية ، دون نسيان نقص الاهتمام و الرعاية خاصة في توفير الإمكانيات المادية مقارنة بالذكور ،مؤكدي في نفس الوقت ان النجاح على الصعيد الفردي جاء عن إرادة الجزائريات في رفع التحدي على غرار الرجال ، كل هذا جعل الرياضة النسوية بعيدة كل البعد عن منصة التتويج العالمي في شاكلة الألعاب الأولمبية بعد آخر ميدالية محققة في 2008 ، لتبقى الرياضة الجزائرية تنتظر بشغف خليفة بولمرقة أو بنيدة مراح جديدتينوهذا بوضع سياسة واضحة المعالم للرقي بسيدات الجزائر قبل الحديث عن الذهنيات المتحجرة و التعصب الاجتماعي .