بالرغم من ضياع الإرث الحقيقي لعميد الأندية الوهرانية فريق »ليزمو« إلا أن الذاكرة الحيّة التي يحتفظ بها الأبناء الحقيقيين بهذا النادي لا تزال شاهد إثبات على عراقة الإتحاد الإسلامي الوهراني، ورغم ثقل السنين وتعاقب الأجيال تبقى بعض الوجوه التي ساهمت في صنع تاريخ النادي تتمتع بذاكرة قوية تحفظ عن ظهر قلب المسيرة النضالية والرياضية لأعرق نادي جزائري ساهم بمواقفه السياسية في تحرير الوطن وتمرير رسالة شعب تحت تنظيم رياضي قدم شهداء ومجاهدين ولاعبين شرفوا الألوان منهم من أكمل المسيرة الكروية ومنهم من فضل نداء الوطن وسقط شهيدا في ساحة القتال ولمعرفة التفاصيل وأهم الحقائق التاريخية لنادي »ليزمو« العريق كان لنا حوار مع الحاج فضل الله بن علي أحد الفاعلين في الوسط الرياضي رغم تقدمه في السن إلا أنه لم يدخر أدنى جهد لتقديم يد العون للرياضة الجزائرية، رغم أنه يتقلد منصب مسير بنادي »شولي« وهو بعيد حاليا عن فريقه الأصلي »ليزمو« ولو أنه يشهد على تعاقب 3 أجيال من فريق الإتحاد الرياضي الإسلامي الشيخ فضل الله استحضر في هذه الجلسة أجمل الذكريات التي قضاها مع ناديه السابق »ليزمو« الذي إلتحق به في سن مبكرة لم يكن يتجاوز عمره آنذاك السبع سنوات علما أنه من مواليد الفاتح مارس من سنة 1932بحي المدينةالجديدة، إذ التحق بالنادي تحديدا سنة 1939، وكان الشرف العظيم في تمثيل ألوانه رفقة مجموعة من اللاعبين في بطولة شمال إفريقيا، ويتذكر الحاج فضل الله، هزيمة العميد أمام ممثل المغرب نادي كازابلانك اوتتلمذ حاج بن علي على يد المدرب بوارن الهواري وغيرها من الحقائق ستكتشفونها في هذا الحوار. كيف هي الأحوال؟ ج: بخير والحمد لله، فقد قبلت الدعوة، رغم المرض الذي أعاني منه، لأنني استعيد قواي كلما أسمع أنني مطلوب من أجل إتحاد الرياضي الإسلامي لوهران. كيف كان إلتحاقك بفريق إتحاد وهران؟ ج: يبتسم ... كان ذلك في سنة 1939 بعدما انبثق فريق إتحاد وهران من حي شعبي قبل أن يتحول إلى نادي، كنت ألعب الكرة في الشارع وعشقي لفريق إتحاد، جعلني ألتحق به، لا أتذكر الكيفية لأني طعنت في السن، لكنني أؤكد لك أن »ليزمو« كان فريق عظيم ومحبوب لدى سكان الحي الشعبي بالمدينةالجديدة. كيف جاءت فكرة تأسيس نادي رياضي في تلك الحقبة؟ ج: في البداية دعني أعلمك أن »ليزمو« أسس لغرض سياسي إبان الإستعمار الفرنسي لأجل تفعيل الحركة السياسية النضالية لحزب جبهة التحرير وكان أول نادي سمّي بالإتحاد الرياضي الإسلامي، هذه التسمية إستقطبت الشارع الوهراني، لأنه أول نادي جزائري أسسه عرب وجزائريون. ومن كان له الشرف في تأسيس »ليزمو«؟ ج جاج صادق بومعزة رحمه الله بمعية عدة علماء في الدين في ذلك الوقت والبداية كانت من حي الطحطاحة بالمدينةالجديدة (شارع الإستقلال حاليا) وكان النادي يطلق عليه الإسم »الوهراني« في الجزائر ليتوالى بعد ذلك تسيير شؤونه العديد من الأسماء المعروفة. حدثنا عن مسيرتك الرياضية في ذلك الوقت؟ ج مسيرتي متوقفة عندما وصلت إلى صنف الأواسط، وبصراحة لم أجد مكانتي الأساسية وسط لاعبين، لم أر مثلهم لحد الآن ودليل هو انتدابهم كلهم في أندية مغربية تهافتت في ذلك الوقت على أبناء »ليزمو« خلال مشاركة الفريق في دورات خارج الوطن. ماذا فعلت بعد ذلك؟ ج بقيت مع النادي، إلا أن حظيت بفرصة للإنضمام ضمن نادي فرنسي صغير والمسمى »بأتلتيك ستيوان« حيث لم أستطع أن أفرض مكانتي في إتحاد وهران بعناصر قهرت جميع الأندية بالجزائر، على غرار شراكة، لعربي، ناير، بن جهان كمال قائد الفريق آنذاك، درويش، لزاني، بن جهان ميلود، كشاش، موسى ، سوالمية، فنون، وبرجلال، وهذه الأسماء كانت ترعب منافسيها آنذاك ورغم خسارتهم أمام وداد »كزابلانكا« المغربي ، إلا أنهم أحسن وخير ما أنجبت »ليزمو« في ذلك العهد، لكن للأسف إنتهى كل شيء بعد ذلك. ماذا حدث للفريق بعد ذلك؟ ج في سنة 1954 وقبل بداية الموسم الكروي بعدما أنهى »ليزمو« مشاركاته السابقة واستولى على جميع البطولات في الجهة الغربية جاءت الثورة المجيدة وإلتحق نصف التعداد لخدمة جبهة التحرير الوطني، فهناك من كانت مهمته بالجبال والآخرون في المجال السياسي إلى غير ذلك جلهم استشهدوا والتاريخ شاهد على ذلك وكم كان عددهم كبيرا ...! هذا بالنسبة لدوره السياسي والنضالي وماذا عن مسيرته الكروية؟ ج كان أول نادي من الجهة الغربية بعد شباب قسنطينة ومولودية وجمعية وهران بالإضافة إلى مولودية العاصمة، من قاطعوا البطولة المنظمة من طرف »الدريكتوار« الفرنسي، هذا ما جعل البطولة تتوقف إلى غاية 1958، وكانت هي بداية المرحلة الثانية لفريق إتحاد وهران. وكيف كانت عودة »ليزمو« إلى الواجهة؟ ج العودة كانت بأكبر خطأ إقترفته الإدارة وأنا منهم، عندما قررنا إجراء تربص بالمغرب، لمدة عشرين يوما، حيث لعبنا دورة كروية ما بين »وجدة وفاس ومكناس ضيعنا خمسة لاعبين تقمّصوا ألوان الوداد المغربي، والنادي الملكي وذلك ما جعل إدارة تعود إلى الجزائر بدونهم لأنهم غادروا النادي، فكان خطأ فادحا شاركت فيه أنا شخصيا واعترف به بعد توقف البطولة في الستينات تزامنا مع إستقلال الجزائر، فكيف كانت إنطلاقة »ليزمو« في عهد الحرية؟ ج كانت هناك جمعية عامة تم تأسيس بها الإدارة الجديدة، حيث تم إنتداب عدة عناصر من النوادي الشعبية التي كانت قد أسست على غرار »كان بلانتير« وبعض اللاعبين من الأواسط، على غرار (حمدان، كفاف، شلال، سنوساوي، سنهاجي، بن سلاح، بن عيسى علي، سالم، حماني ، كولو محمد ، علال ، بن جلال، بلعالي)، هذه المجموعة خطفت الأضواء بمدينة وجدة المغربية، عندما شاركنا في دورة »الملك عبد الله« وكان فيها التتويج لصالح مولودية وجدة بعد نهائي يبقى راسخا في شطت الأذهان، عندما إنتهت المواجهة بالتعادل الإيجابي وذهبنا إلى رميات الترجيح التي إبتسمت في الأخير لأصحاب الأرض. ما قصة »ليزمو« مع فريق النجاح؟ ج نعم، فريق النجاح وهو نسخة من »ليزمو« لأن جل اللاعبين كانوا من مدرسة إتحاد وهران، وصعّبوا لنا من مهمة الصعود، ثم جاء قانون الرابطة الجهوية الذي سهل من مأمورية النجاح عندما طالب »ليزمو« بمشاركة اللاعبين الذين أمضوا الموسم الذي سبقه رغم ذلك صعدنا إلى القسم الجهوي الأول. منذ ذلك الوقت ولم تحقق ليزمو أي العناصر إنجاز فما هي الأسباب الكامنة وراء ذلك؟ ج أولا هناك مشكل كبير سوف أعلمك به بعد ... إما السبب الثاني هو لهفت الأندية الكبيرة على لاعبينا حيث كنا نجد صعوبة كبيرة في الأساسية للحفاظ على العناصر لمدة أربعة لقاءات، وكلما ظهر عنصر إلا وتم لصفة إنتدابية وخطفه وقانون (66) قتل فريق إتحاد وهران ، عندما سمح للنوادي الكبيرة استقدام لاعبين من نوادي الأقسام السفلية، حيث فقدنا تسعة لاعبين في ظرف قياسي توجهوا إلى مولودية وهران، وإتحاد وهران، بالإضافة إلى مديوني التي واجهنا معها مشاكل كبيرة وكان ذلك في عهد الرئيس بوزيدي والذي يعتبر من أحسن المسيّرين الذين تعاقبوا على رئاسة النادي. لكن الفريق لم يحقق إنجازات؟ ج أهدافه كانت شريفة رغم مسيرته الطويلة وهو من أسس الفروع الأخرى، حيث وبفضل »حاج باغوز« تم إنشاء فرع كرة اليد، السلة ، الشطرنج، ألعاب القوى، السباحة وهي حاليا غير موجودة... للأسف ذهب كل شيء وكل مجهودات بذلت من أجل لا شيء... وماذا عن السبب الثاني الذي ساهم في تراجع مستوى النادي العريق؟ ج مشكل المقر الحالي للفريق، هو من جعل إتحاد وهران لا يحقق إنجازات ، هو ولسوء الحظ سبب ما يعانيه الفريق، يملك ليزمو أكبر مقر على المستوى الولائي، مولودية وهران لم يكن لها مقر كبير كليزمو، لكنه لم يستغل لصالح الفريق، وكل من جاؤوا بعد ذلك للنادي لم يحافظوا على ممتلكات النادي لحد الآن. هل من توضيحات أكثر في هذا الشأن؟ ج مقر إتحاد وهران الذي تحصلنا عليه بعد الإستقلال والذي كان في بداية الأمر مغلق، حيث كنا نملك مكتب صغير كنهج بن عودة ثم فندق الروايال حاليا لتتحول بعد ذلك للمقر الحالي لجمعية وهران »لازمو« بساحة »عيسات إيدير« ونظرا لعراقة إتحاد وهران والفروع الكثيرة تم منحها المقر الحالي، وكان يجمع شمل عائلة »ليزمو« لكنه استغل فما بعد من طرف الرؤساء ليتحول إلى ملكية خاصة، فهناك من إستأجره، وهناك من فتح محلات، ولم يحاسب أحد على ذلك لذا أصبح يسيل لعاب كل من يريد أن يترأس ليزمو، ليغلق جزء الكبير منه، حيث لا نعلم ماذا يوجد في داخل سوى مكتب صغير ومحليين مفتوحين رغم أن القانون يمنع ذلك، وأريد أن أضيف شيئا. تفضل ...؟ ج أريد معرفة مصير الكؤوس والشهادات التي تحصل عليها الفريق في السبعينات والثمانينات قبل قانون الإصلاح الرياضي فلم نجدها، والذي حز في نفسي مؤخرا هو رمي إنجازات اللاعبين لسنوات ال 60 والتي تعتبر مفخرة الفريق، حيث كشفها أحد رجال النظافة وهي مرمية في »الزبالة« وأخذته عزة النادي وجاء بهم إلينا، ولا أعرف المتسبّب في ذلك. هل هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل بالنادي قابعا في الأقسام الدنيا؟ ج أقسم بأغلظ الإيمان أن المقر هو الذي تسبب في تأخر »ليزمو« ولو يتدخل أحد المسؤولين ويحق في الأمر سوف يكتشف الكارثة، فمن يترأس »ليزمو« يستعمله لمصالحه الشخصية، وهناك حقائق لديّ بالإثبات وإذا تم الإعتراض على كلامي، فهي موجودة. ما هي الحلول في نظركم؟ ج الحل هو إستغلال المقر لمصلحة الفريق، وإذا تم كراؤه أو أي عملية تجارية يجب أن تعود فوائده لصالح الفريق، كما يتوجب على من يصرّحون بأن »ليزمو« سيعود أن يتوخوا الحذر من بعض المتطفلين الذين هم محسوبين على الفريق، ومشاورة أبناء الفريق على الأقل القدماء من أجل أن يسترجع »ليزمو« بريقه ، إتحاد وهران كبير قزمه بعض أشباه المسيّرين الذين تعاقبوا على النادي. هذا ما تريد أ ن تختم به الحوار ج يجب إستعمال المقر لمصلحة »ليزمو« والإعتناء بالفئات الشابة ورعايتها وفتح فروع التي أغلقت في وقت سابق ، كما أطالب من مسؤولي الرياضة فتح تحقيق بشأن المقر لأنه نقمه على إتحاد وهران وليس نعمة إلا لمن استغلوه وأشكركم على هذا الحوار.