استنكر قادة دول مجلس التعاون الخليجي التهديدات الإسرائيلية ضد سوريا ولبنان، مؤكدين رفضهم التام لها وللمحاولات الإسرائيلية المستمرة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وطالبوا "بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي". وبحث القادة خلال قمتهم التشاورية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض امس برئاسة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، تطورات الأوضاع بالمنطقة في ظل استمرار عوامل التوتر في قضية الجزر الإماراتية الثلاث وأزمة الملف النووي الإيراني وفلسطين والعراق والسودان والصومال وغيرها من قضايا المنطقة. وجدد قادة دول المجلس الخليجي في بيان لهم في ختام قمتهم التشاورية "تأكيدهم والتزامهم بمبادئ مجلس التعاون الثابتة المتمثلة في احترام الشرعية الدولية، وحل النزاعات بالطرق السلمية". وأكدوا على "أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية"، ورحبوا بالجهود الدولية القائمة للتوصل إلى حل سلمي لأزمة الملف النووي الإيراني. وأكد القادة مجددا "مواقف دول المجلس الداعمة لحق دولة الإمارات في اتخاذ كافة الإجراءات السلمية لاستعادة سيادتها الكاملة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التي تحتلها إيران" وطالبوا ايران بالاستجابة لمساعي الإمارات لحل القضية عبر المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. وفي الشأن العراقي، أكد قادة دول المجلس على أهمية احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق والحفاظ على هويته العربية والإسلامية، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية. وأعربوا عن الأمل في أن تسهم نتائج الانتخابات النيابية العراقية التي أجريت في مارس الماضي في تشكيل حكومة عراقية وطنية بعيدا عن الطائفية والعرقية والتدخلات الخارجية، وذلك لإنجاح العملية السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية ورسم مستقبل مشرق للعراق. وعبر القادة عن قلقهم البالغ من استمرار فرض الحصار الإسرائيلي الجائر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وقرار الحكومة الإسرائيلية ترحيل عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية. وأعربوا عن الأمل بأن تسهم الجهود المبذولة لإحياء المفاوضات على المسار الفلسطيني -بما في ذلك المباحثات غير المباشرة مع إسرائيل- في بلوغ هدف السلام المنشود. وعبر القادة عن تضامنهم مع السودان وأشادوا بالجهود التي تبذلها حكومة الخرطوم لحل مشكلة دارفور، مؤكدين دعمهم لوحدة السودان، وأعربوا عن أملهم بأن تتضافر جهود الأطراف المعنية لحل أزمة دارفور والتجاوب مع المساعي القطرية في هذا الشأن. وأكد البيان الختامي على مواقف دول المجلس الثابتة لنبذ "العنف والتطرف والإرهاب"، معربين عن تأييدهم لكل جهد إقليمي أو دولي يهدف إلى "مكافحة الإرهاب"، وشددوا على ضرورة تفعيل القرارات والبيانات الصادرة عن المنظمات والمؤتمرات الإقليمية والدولية المتعلقة بمكافحة "الإرهاب". كما أعرب القادة عن قلقهم من استمرار عمليات القرصنة البحرية في الممرات المائية في خليج عدن والبحر الأحمر وغيرها، مؤكدين على أهمية تضافر الجهود وتكثيف التنسيق الإقليمي والدولي للتصدي لهذه العمليات. وشددوا على ضرورة إزالة ما تبقى أمام استكمال متطلبات الاتحاد الجمركي الخليجي، تمهيدا للإعلان عن الانتهاء من الوضع النهائي للاتحاد عام 2011. وأقر القادة في ختام لقائهم التشاوري الثاني عشر، توصيات وزراء الداخلية والمالية بشأن تسهيل انتقال السلع وعبور الشاحنات بين دول المجلس ومعالجة قضية تكدس الشاحنات في المنافذ الحدودية. وشارك في الاجتماع ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز الذي ترأس الجلسة، وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، وفهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان. وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية قال في تصريح له في وقت سابق، إن هذا اللقاء الذي يعقد ليوم واحد ومن دون جدول أعمال يعد فرصة للتأمل والمراجعة لكل مسارات التعاون المشترك ويعزز التواصل بين القادة. وأوضح العطية أن اللقاء سيتيح لقادة دول المجلس استعراض ومتابعة مسيرة العمل المشترك بجوانبها السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والاجتماعية والثقافية.