يتواصل برواق محمد راسم بالعاصمة، معرض الفنان التشكيلي دليل ساسي، والذي ينظم تحت عنوان “حرية الضوء”، ويشمل 40 لوحة فنية أنجزت بتقنية حديثة يبرز فيها العدد الهائل للألوان الموجودة بالطبيعة، كما أنها تلخص تجربته المتميزة والتي توصل إليها بعد سنوات من البحث وهو يعكف حاليا على توظيف هذه التقنية في إنجاز لوحات تراثية. تجربة استعمال الضوء في الفنون التشكيلية، هي أكثر ما يميز أعمال الفنان التشكيلي الجزائري دليل ساسي، والذي لا يقتصر اسمه فقط على هذا المجال بل سجل حضوره أيضا في البحث في مجال الإعلام الآلي، الذي ساعده في تطوير من أدواته الفنية، وأن يعمق في مضامين لوحاته باعتماده على التقنية الرقمية وفي معرضه المقام حاليا بقاعة محمد راسم بالعاصمة، والذي زاره أول أمس وزير الثقافة عز الدين ميهوبي والذي اشاد بدوره عن اهمية اللوحات والتقنيات التي وصل إليها هذا الفنان، يعرض دليل ساسي أربعين عملا قدم فيها نماذج واضحة عن طريقته الفنيّة المبتكرة، وهي أعمالٌ تشترك في كونها تشكّل محاولة لاكتشاف أسرار الضوء. وفي احدى تصريحاته للحياة العربية قال الفنان دليل ساسي أنّ بداية اشتغاله على هذا الموضوع تعود إلى أكثر من ثلاثين سنة، حيث حاول التقاط صورة للشمس خلال هبوب عاصفة رملية، وحينها اكتشف أنّ هناك حزمة من الألوان تُحيط بالشمس، ما دفعه إلى تخصيص خمس سنوات من البحث المعمّق للوصول إلى تقسيم الضوء واللّون، وتفريعها للحصول على ألوان مختلفة، مضيفا أنّه بإدخاله الفيزياء إلى الفن التشكيليّ، يكون قد توصّل إلى كسر كلّ القواعد الكلاسيكية التي كانت معتمَدة في هذا المجال. ومن الأمور المثيرة التي أشار إليها، امتلاكُه لوحة تحتوي على باقة لونية تصل إلى 12 مليون لون، هذا فضلاً عن أنّ كلّ لوحة من اللّوحات الأخرى التي بحوزته تتشكّل من 6 مليون لون على الأقل. ومن العناوين التي يقدمها هذا المعرض “أضواء الصحراء” و”انعكاسات” و”الصيادون” و”انسجام” وكلها أعمال تعكس بيئات جزائرية متنوعة القصبة وساحل البحر والصحراء مليئة بالألوان الطبيعية وتلك التي عكستها تقنيات الحاسوب. للاشارة، دليل ساسي هو من مواليد الجزائر العاصمة سنة 1943، متخرج من كلية العلوم السياسية والاقتصادية بالجزائر، اشتغل بشركة السوناطراك كإطار مختص في المعلوماتية بالمدرسة الوطنية للعلوم في الإعلام الآلي ، هو فنان تشكيلي باحث وناقد، مهتم بتنظيم المواعيد والأحداث الفنية والثقافية، رئيس دائرة الفنون بين سنتي( 1988- 2002 )، عين محافظا لمعرض ” صباح الخير باريسوالجزائر العاصمة 2002 ، ثم محافظا لمعرض اليوم الوطني للقصبة ” يا بهجتي ” قصر رؤساء البحر، ثم محافظ للمعرض الدولي ” لننقد الأمزاد “تمنراست 2011 ومن أعماله الأدبية ” عشق الكلمات ” إكراما للفنان الراحل ” مومو ” صدر في 2009 ، “ألوان وأضواء الجزائر”، أنجز العديد من المعارض منذ 1992 إلى غاية اليوم.