افتتح أول أمس بالمتحف الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط بقصر مصطفى باشا بالقصبة ، معرض جديد للمؤلف والفنان التشكيلي دليل ساسي بعنوان " تلمسان ألوان وتراث " ، المعرض الذي يمتد من 15 إلى غاية 23 ماي يضم 100 لوحة تخلد العديد من المواقع والمزارات التي التقط لها ساسي صورا مثل المسجد الكبير الذي يعود إلى العهد المرابطي، ومسجد ابي الحسن التنسي بالقرب منه ، ومركب العباد الذي يضم ضريح شيخ الشيوخ سيدي أبي مدين الغوث ، وقصر السلطان والمسجد والمدرسة الخلدونية أو مدرسة سيدي بومدين كما يحلو لأهل تلمسان تسميتها، والعديد من المزارات كسيدي الحلوي ومسجد ندرومة ، وعن معرضه هذا يقول دليل ساسي "وبهذا الحدث العالمي الذي يبعث تلمسان من جديد ،يقصد تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية 2011 ، يملي علي واجبي الثقافي وضميري قبل كل شيء كمواطن للتفاعل مع الحدث واقعيا وعمليا ، من خلال المساهمة والاتجاه مباشرة إلى عين المكان ، من اجل إحياء صور حاضر تلمسان كما هي اليوم لتبقى وتمكن من رؤيتها بكل فخر في المستقبل ،فالرؤية الواضحة التي قام عليها مسعاي الثقافي والفني تتمثل في وضع طريقتي التقنية والعلمية الخاصة التي تجمع بين فن التصوير وقوة وسائل المعلوماتية والفنون التشكيلية ، لإنشاء مجموعة فريدة من أعمال مخصصة كليا لتلمسان وضواحيها من طريق الاستقاء من آثارها اللامعة وإرثها الغني " . وعن التقنية التي يستعملها ساسي في أعماله الفنية والتي تستعمل فيها المعلوماتية قال لنا ساسي ذات مرة في تلمسان تحديدا ، أن ما يشاهد على اللوحات من ألوان ما هو إلا تحليل للترددات بواسطة استعمال البرامج المعدة( لوجسيال ) قد تصل أحيانا إلى 4 برامج حسب قيمة اللوحة ، ويقوم هو بتحليل الضوء ومن تم استرجاع الألوان المتخفية التي لا تستطيع العين المجردة رؤيتها ، فأنا لا أدخل الألوان كما يفعل الفنانون الآخرون وإنما أستعيدها واسترجعها ، وإذا كان الغير يبحث عن الألوان فأنا الألوان هي التي تأتي إلي ، وأضاف ساسي أنه قد يصل عدد الألوان المسترجعة إلى 3 ملايين ونصف في لوحة واحدة فقط كما هو الشأن في لوحة " قصر الحمراء " ، وفي لوحة سيدي بومدين هناك 2529527 لون مسترجع من الضوء . للعلم فان دليل ساسي هو من مواليد الجزائر العاصمة سنة 1943 ، متخرج من كلية العلوم السياسية والاقتصادية بالجزائر ، اشتغل كاطار بالسونطراك وكاطار مختص في المعلوماتية بالمدرسة الوطنية للعلوم في الإعلام الآلي ، هو فنان تشكيلي باحث وناقد ، مهتم بتنظيم المواعيد والأحداث الفنية والثقافية ، رئيس دائرة الفنون بين سنتي( 1988- 2002 )، محافظ معرض " صباح الخير باريس والجزائر العاصمة 2002 ، محافظ معرض اليوم الوطني للقصبة " يا بهجتي " قصر رؤساء البحر –حصن 23- ، محافظ المعرض الدولي " لننقد الأمزاد "تمنراست 2011 ومن أعماله الأدبية " عشق الكلمات " إكراما للفنان الراحل " مومو " صدر في 2009 ، وله تحت الطبع " ألوان وأضواء الجزائر" بالوكالة الوطنية للطباعة والإشهار ، أنجز العديد من المعارض منذ 1992 إلى غاية اليوم ، كما تخصص في الفن الرقمي منذ أول معرض له " فجر2006 " ، بسوناطراك بحيدرة وبإقامة الدولة الميثاق