أصبحت دورات كرة القدم ما بين الأحياء التي تنظم كل شهر رمضان الكريم بورقلة فرصة ملائمة للتسلية وأيضا لتعزيز أواصر الأخوة وتوفير إطار للصداقة بين المشاركين، كما أوضحه عديد المنظمين. هذه الدورات التي تجمع ليس فقط الشباب ولكن أيضا الكهول المهيكلين ضمن فرق تمثل أحياء مختلف مناطق مدينة ورقلة والتي تتابعها جموع غفيرة من عشاق الساحرة المستديرة, أصبحت من سنة إلى أخرى تقليدا رمضانيا مدرجا ضمن يوميات الورقليين، كما جرى توضيحه. وعادة ما تنظم تلك اللقاءات الكروية التي يشرف عليها إطارات من مديرية الشباب والرياضة للولاية فوق ميادين كرة القدم المصغرة “ماتيكو” وذلك بعد أداء صلاة العصر مباشرة وتتواصل إلى غاية بضعة دقائق قبل موعد الإفطار، أو خلال السهرات الرمضانية طيلة أيام هذا الشهر الفضيل. وأوضح في هذا الخصوص رئيس نادي الهواة لالة منصورة “أنه وللمرة ال11 على التوالي ينظم النادي بالتنسيق مع مصالح مديرية الشباب والرياضة وبلدية ورقلة وكذا الأمن الولائي دورة ما بين الأحياء خاصة برمضان”. وأضاف أحمد ورقلي أن “هذه اللقاءات الكروية تستقطب يوميا جموعا غفيرة من الجماهير التي تتشكل غالبيتها من الشريحة الشبانية المتعطشة لمثل هاته المنافسات الرياضية لملء أوقات الفراغ خلال هذا الشهر المبارك”. ويشارك في هذه الطبعة الجديدة التي تحمل شعار “الأخلاق الرياضية ومكافحة العنف والمخدرات”, 20 فريقا يمثلون التجمعات السكانية الكبرى لمدينة ورقلة على غرار بوعامر والمخادمة والرويسات وحي النصر وبني ثور وسعيد عتبة والقصر القديم. وبالمناسبة, شدد ورقلي على أهمية تشجيع هذا النوع من التظاهرات الرياضية التي لا يتوجب أن تتوقف فقط –حسبه– على شهر الصيام فحسب، بل يتعين أن تنظم على مدار أيام السنة للمساهمة في ترقية ممارسة كرة القدم و اكتشاف المواهب الشابة الراغبة في تحقيق مشوار مشجع في هذه الرياضة الشعبية وتمكينها كذلك من الحصول على فرصة للإندماج في الأندية الكروية الناشطة في مختلف الأقسام. أكثر من 25 ملعبا جواريا قيد الإنجاز من جهته, ذكر صالح كارابي عضو لجنة التنظيم للنادي الرياضي الهاوي حاسي فتوح أن دورة هذه السنة التي ينظمها ناديه, تجمع 18 فريقا وهي مفتوحة لمختلف الفئات العمرية، مؤكدا أن “الممارسة الرياضية بصفة عامة تعد اليوم عنصرا لمكافحة الآفات الاجتماعية و انتشار المخدرات في أوساط الشباب على وجه الخصوص”. ودعا كارابي من جهة أخرى إلى ضرورة تدخل الهيئات المعنية بقطاع الشباب والرياضة لتجاوز “العجز” المسجل بورقلة بخصوص الفضاءات المخصصة لتنظيم مثل هذه التظاهرات، وأيضا لتكوين لاعبي هذه المنطقة التي تزخر –كما أضاف– ب”خزان من الشباب الموهوب الذي يطالب فقط بوسائل قليلة وتأطير فني جيد ونفسي أيضا حتى يتمكن من إثبات والبرهنة على طاقاته الذاتية في الميدان”. بدوره, أشاد مدير قطاع الشباب والرياضة لولاية ورقلة بهذه المبادرات التي, من ضمن أهدافها, “تجميع الشباب حول الكرة المستديرة وتعزيز أواصر الصداقة فيما بينهم وكذا التحسيس من مخاطر الآفات الاجتماعية”، حاثا المشاركين على التحلي بالروح الرياضية. وبخصوص استحداث فضاءات جديدة للمنافسات, ذكر بوبكر شتحونة، أن هناك أكثر من 25 ملعبا جواريا قيد الإنجاز مزودين بالعشب الإصطناعي عبر الولاية. وستضاف هذه الملاعب الجوارية الجديدة التي توجد في مراحل مختلفة من تقدم الأشغال والمدرجة ضمن الجهود المبذولة لتدعيم شبكة المنشآت الرياضية, إلى 164 منشأة مماثلة قيد الإستغلال عبر تراب مجموع بلديات الولاية، حسب المصدر ذاته.