يرى الكاتب والروائي الجزائري فيصل الأحمر أن تأخر الرواية الجزائرية، راجع إلى قلة الدعاية عبر وسائل الإعلام الجزائرية ويخص بالذكر الإعلام الثقافي الذي لا يهتم بهذا النوع الأدبي. قال الكاتب والشاعر فيصل الأحمر في حديث جمعه ب”الحياة العربية” إلى أن الساحة الثقافية بالجزائر تعاني من تغيب مثقفيها، من خلال غياب الدعاية لأعمالهم وقلة المنابر الثقافية والنقدية التي من شأنها تقييم الأعمال وإيصالها للقارئ، وما هو موجود حاليا من تأليف وإبداع يقول الكاتب هو عبارة عن مبادرات فردية يقوم بها الكاتب أو المبدع لتقديم أعماله والتعريف بها للجمهور، وفي هذا الصدد تحدث فيصل الأحمر على ما تقدمه مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت حسبه المنبر الوحيد الذي يقربه من قرائه، حيث سمحت بخلق فرص التواصل المباشر وتقديم جديده وإبداعه. وعن ما هو موجود في الساحة الجزائرية قال محدثنا أن الساحة الثقافية بالجزائر تزخر بأسماء مميزة يمكن أن تبلغ العالمية إذا تم تسليط الضوء عليها ومنحها الدعم اللازم، لكن ما يجري في بلدنا يقول الكاتب هو عكس ذلك حيث يتم تكريس لأسماء معينة على حساب الأغلبية. أما بخصوص الرواية الجزائرية التي رغم توفرها على أسماء كبيرة إلا أنها لم تنل بعد نصيبها من البوكر فقال صاحب رواية “أمين العلواني”، أن الرواية الجزائرية حققت نجاحات كثيرة شأنها في ذلك شأن مثيلاتها، وإذا كان روائيونا لم يحصلوا على البوكر فإن كثيراً من البلدان العربية لم تحصل عليها بعد”. وعن النقد والمشاكل المطروحة بشأنه يقول فيصل الأحمر”السبب باعتقادي البون الشاسع بين النقد الأكاديمي الممارس بجودة عالية في الجامعة وبين التغطية الصحفية السريعة وغير المتخصصة في كثير من الحالات التي نراها عبر صفحات الجرائد” مضيفا” الأمم الأخرى عرفت كيف تضع قوائم نقد هو في منتصف الطريق بين فائدة الأول وفعالية الثاني على المستوى التداولي، فنجد دوريات للقارئ العام تقدّم نقدا ليس أكاديميا متخصصا ولا يخلو من جدية الطرح، ويكون ذا فعالية كبيرة على مستوى ربط الصلات بين الكتاب والقراء، وهو دور تقوم به جميع المنابر الإعلامية بجودة كبيرة، هذا النوع من النقد هو الذي يعوزنا نحن هنا ولا حل له خارج السياسة العامة للبلاد”. وعن واقع كتابات الخيال العلمي الذي يعد توجهه الأول في الجزائر يقول صاحب “حالة حرب..حالة حب” هناك تباين في ردود الفعل اتجاه كتابات الخيال العلمي غالبا ما تبدأ بنوع من الرفض لعدة أسباب منها أنه أدب غير واقعي، أو هو نوع أدبي موجه بنسبة كبيرة للأطفال أو لا طائل منه لأنه لا يهدف إلا للمتعة ، ومنها ردود الفعل العربية البحتة التي تنطلق من أنه أدب لا يتماشى مع أمتنا المتخلفة علميا وقليلة الحظ من التكنولوجيا” مشيرا إلى أن بعد سنوات من التواجد استطاع هذا النوع الأدبي من حجز مكان له في قائمة التأليف الأدبي ودليل على ذلك يقول أنه في السنوات الأخيرة ظهرت أعمال جامعية ونقدية تناولت أعمال تنتمي لهذا النوع، وهذا ما اعتبره اعتراف غير مباشر بهذا النوع الأدبي الذي يراه مغامرة في الكتابة أكثر من كونه نمطا أدبيا محصورا في التعبير عن هواجس الغد، على المستوى الجماهيري.