ادعى وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الثلاثاء، أن علاقات المغرب مع إسبانيا أفضل من الجزائر وموريتانيا. وجاء ذلك في كلمة له خلال اجتماع لجنة الخارجية والحدود والدفاع الوطني والمناطق المغربية المحتلة في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، لمناقشة مشروعي قانونين لترسيم الحدود البحرية للبلاد. وقال بوريطة: “أحسن علاقات الجوار المغربي الموجودة مع إسبانيا، والتنسيق الذي عندنا مع الجارة الشمالية أفضل من الجزائر وموريتانيا”. وأضاف: “عندنا علاقات جيدة جدا مع إسبانيا على المستوى التجاري والتعاون الأمني في مكافحة الهجرة والإرهاب”. وأوضح أن التداخلات الحاصلة في الحدود البحرية بين المغرب وإسبانيا ستحل من خلال “الحوار الذي يجب أن يؤسس ويبنى على تعزيز الشراكة بين البلدين”. وصادق مجلس النواب المغربي، في 23 جانفي الماضي، على مشروعي قانونين لمد ترسيم الحدود البحرية لتشمل إقليم الصحراء، رغم معارضة كل من إسبانيا وجبهة البوليساريو. وعقب التصويت، وصف بوريطة، هذا اليوم ب “التاريخي”. وذكر موقع “هيسبريس” المغربي، أنه “رغم ما وصفه ب”الأزمة الصامتة” بين الرباطومدريد، بخصوص ترسيم الحدود البحرية، بوريطة، أكد أن أحسن علاقات الجوار بالنسبة للمغرب هي، التي تجمعه مع إسبانيا”. وأضاف وزير الخارجية المغربي: “الرباطومدريد تعتزمان بحث آليات جديدة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما، خصوصا في الأمن ومحاربة الإرهاب والهجرة”، مضيفا: “للأسف هذه العلاقات غير موجودة مع الجارين الجزائري والموريتاني”. وقال وزير الخارجية المغربي: “المغاربة خلقوا تخوفا من ترسيم الحدود أكثر من الإسبان”، مشددا على أن مسألة ترسيم المياه البحرية مسألة سيادية للمغرب، جرت دون تشاور مع إسبانيا”. وتابع: “لكن واجب الحوار يقتضي فتح نقاش معها، واصفا العلاقات مع الجار الشمالي بأنها جيدة جدا”، بحسب الموقع المغربي. وعن الخلاف بين المغرب وإسبانيا، بشأن ترسيمِ الحدود البحرية المتاخمة لجزر الكناري، قال ناصر بوريطة: “المناطق الاقتصادية الخالصة والجرف القاري لا تتحدث عنها الاتفاقيات الدولية وقانون البحار بمنطق السيادة، بل بمنطق الاستغلال”. ولفت الموقع إلى أن الخلاف بين المغرب وإسبانيا، يتمحور حول منطقة محاذية للجبل البركاني “تروبيك”، التي تبعد عن سواحل الأقاليم الجنوبية مئات الكيلومترات، وهي منطقة تخفِي احتياطيا كبيرا من المعادن والغازات، مثل الكوبالت والتيلوريوم والأتربة النادرة، التي تشكل مفتاحا لتطوير تقنيات جديدة. وتقول إسبانيا، إن “الجزر البركانية الواقعة قبالة سواحل الجنوب المغربي، تمثل امتدادا جيولوجيا لجزر الكناري، وبالتالي هي جزء من الجرف القاري الإسباني”، بحسب الموقع، الذي أشار إلى أن مدريد حاولت عام 2014، بعد سلسلة من الدراسات البحرية، السيطرة على المنطقة البركانية، التي تقع على بعد حوالي 269 ميلا، جنوب جزيرة “ال هييرو”. وتلوح مدريد، بسلك الخطوات القانونية لمنع بسط سيطرة المغرب على الجزيرة البركانية، التي يوجد بها الجبل البركاني، الذي توجد بباطنه ثروة معدنية هائلة، حسب الموقع المغربي، الذي أوضح أن مجلس المستشارين، صادق، الثلاثاء، على “مشروعي قانون يبسطان سيادة المغرب الكاملة على حدوده البحرية”، مشيرا إلى أنه من المقرر أن يتم نشرها في الجريدة الرسمية، خلال أيام، لتصبح سارية المفعول”.