تتواصل في مختلف دور الثقافة المتواجدة عبر التراب الوطني فعاليات شهر التراث، الذي يأتي هذه السنة في شكله الإستثنائي بسبب تفشي وباء “كوفيد -19″، وذلك من خلال عرض أفلام تتماشى بالمناسبة وبمناسبة شهر رمضان الفضيل. ففي دار الثقافة “ولد عبد الرحمن كاكي” بمستغانم، فمازالت تعرض خلال هذا الشهر عرض أفلام عبر الانترنت منها أفلام وثائقية وريبورتاجات حول التراث المادي وغير المادي لمستغانم في إطار شهر التراث، كما يتضمن هذا البرنامج، تقديم محاضرات وندوات علمية حول التراث الثقافي المستغانمي وعرض صور ورسومات تشكيلية للمعالم الأثرية ونشر أفلام وثائقية وريبورتاجات تتمحور حول التراث المادي وغير المادي، فضلا عن حوارات مع مثقفين وباحثين ومهتمين بالحفاظ على هذا الموروث الثقافي والحضاري. وتكيفت فعاليات التظاهرة هذه السنة، مع الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد والمتعلق بتفشي فيروس كورونا، حيث قررت دار الثقافة الاعتماد في تقديم مختلف فقرات البرنامج المسطر على الوسائط الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وتم في افتتاح هذه الفعاليات، نشر أول عدد من سلسلة “تراثنا هويتنا”، التي استضافت الشاعر عبد القادر عرابي في فيديو لمدة 20 دقيقة للحديث عن الشعر الملحون والشعبي ومكانتهما ودورهما في الحفاظ على الهوية الوطنية وتوثيق الأحداث التاريخية والاجتماعية، وبالموازاة مع ذلك، أطلقت ذات المؤسسة الثقافية مسابقات لاختيار أحسن قصيدة أو رواية أو قصة وأحسن لوحة تشكيلية وكذا أحسن فيلم حول يوم العلم. وفتحت هذه المسابقة التي تتم المشاركة فيها حصرا عن طريق البريد الإلكتروني للتلاميذ في مختلف الأطوار التعليمية والطلبة الجامعيين بهدف التنشيط العائلي والثقافي داخل المنازل في فترة الحجر الجزئي وخلق جو فني وإبداعي داخل الأسرة وحثها على التقيد بالتدابير الوقائية من تفشي وباء فيروس كورونا. ..عاصمة التيطري تحتفي بالموروث الشعبي وتسطر برنامجا للشهر الفضيل تحيي عاصمة التيطري المدية، برنامجا ثقافيا متنوعا على موقعها الإلكتروني، وعبر مواقع بعض المؤسسات الثقافية، منها متحف الولاية، احتفاء بشهر التراث، وتعتبر المناسبة فرصة للجمهور المتصفح لاكتشاف تاريخ حافل، لا تزال آثاره المادية وغير المادية شاهدة على الأمجاد والأحداث عبر فترات زمنية متعاقبة. وبما أن احتفالية هذه السنة بالحجر الصحي، لذلك خُصص لها شعار “اِلزم بيتك… حديثنا تراثك”، مع تثمين لموضوع التراث في ظل الرقمنة بمناسبة افتتاح شهر التراث لهذه السنة، والذي يأتي في ظروف استثنائية يشهدها العالم أجمع بما فيه الجزائر. وفي هذا السياق تبادر مديرية الثقافة بولاية المدية، بأخذ الجمهور في رحلة عبر تقنية الفيديو، لزيارة أحد أهم المواقع الأثرية على المستوى الوطني، وهو أشير، كما يمكن عبر هذه الخرجة الاستكشافية، زيارة أحد أهم أجزائه، وهو منزه بنت السلطان الذي يتواجد بمنطقة شامخة بعلوها؛ إذ نجدها على ارتفاع يفوق 1300م. وتشتهر بمناظرها الطبيعية الخلابة وطرقها الملتوية الصعبة، كما أن مدونة صغيرة حول هذه الخرجة الاستكشافية التراثية والسياحية سيتم نشرها على حساب المديرية، قام بإعدادها مختصون وتقنيون ودكاترة جامعيون حضّروا هذه الخرجة. ..حكايا من التراث الشعبي تشارك في هذا البرنامج الخاص بالتراث جمعية “شباب وفنون “ببلدية تابلاط بالمدية، من خلال حكايات شعبية موجهة أساسا للأطفال، كانت الجدات في الماضي يحكينها للصغار والكبار معا، وفيها كل المتعة والحكمة. وقد تكفل بالحكي والعرض في هذه المختارات التراثية الممثل مراد مجراد، حيث اختار، مثلا، حكاية “اليمامة والذئب” بالصيغة المحلية القديمة، وأضاف إليها بعض المؤثرات الصوتية، منها أصوات الحيوانات وصوت الصرصور في ليالي الصيف، حيث يحلو الحكي في الهواء العليل. وتتضمن النشاطات مسابقات عبر الانترنت خاصة ب “الأمثال والحكم وفنون الكلام” وكذا “الحكم والأمثال والألغاز والبوقالات”، وسجالا ثقافيا بعنوان “الحديث… تراثي”، وأعلام وعلماء المدية، واللباس التقليدي اللمداني الرجالي والنسائي، والبوقالات الافتراضية المخصصة لشهر رمضان الفضيل وكذا قعدات نسوية رمضانية.