تستعد الروائية الجزائرية ندى مهري قريبًا إلى إصدار النسخة الإنجليزية لرواية "مملكة الأمنيات"، ترجمة الدكتور حسام الدين مصطفى، رئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين. قالت "مهري" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" إنَّ الهدف من الترجمة هو التواصل مع الآخر، وعلى الكاتب أن يملك خطابًا إنسانيًا ليوصل رسائله للمتلقي في أي مكان بالعالم، على غرار الغرب الذي يوصل رسائله وفكره وإنتاجه الى العالم العربي بشكل مستمر، فمن الضروري أن نقوم بالمثل ونعمل على تطوير أعمالنا لإيصالها إلى الآخر. وأوضحت "مهري" إن التواصل ظاهرة صحية ولنا في العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية وغيرها بين الدول خير مثال. وأعربت "مهري" عن أمانيها أن تؤسس تواصلًا ثقافيًا وفكريًا وعلميًا متبادلًا عن طريق الترجمة والنقل من العربية إلى لغات أخرى للتعريف بالثقافة العربية وروافدها المختلفة، كون الثقافة العربية جزء استراتيجي من الثقافة العالمية؛ لأنه قد حان الوقت للانفتاح أكثر من أي وقت مضى على التنوع لأنه سمة ملازمة للعالم كما أن التنوع الفكري واللغوي والإنساني بين الشعوب، يساهم في تنمية المجتمعات وتوطيد أواصرها. ووصفت "مهري" علاقتها بالكتابة بأنها بالنسبة له حالة حب بالدرجة الأولى، وأجمل ما في الحب هو البوح، مضيفة "وأحبتي هم الأطفال والشباب، ولذلك أحب أن أكتب لهم وأن أشاركهم أفكاري وأعمالي، ووجدت من أدب الخيال بوابة للتواصل معهم؛ لأن في الخيال المتعة والجاذبية وغير المتوقع و قد تكون بعض الأمور واقعية وإن حدثت في الخيال، فالخيال بوابة لكل ما هو ممكن". وأردفت "مهري" قائلة : أنا أكتب من منطلق الإنسانية والتنوع فالقيم الانسانية الجميلة موجودة في كل مكان في العالم تماما كالهموم والخيبات فهي مشتركة ولا تحمل جنسية، واشكاليات الشباب وهواجسهم موجودة في كل مكان وتكاد تكون متقاربة، وأن اختلفت السياقات والثقافات وأساليب المعالجة من مجتمع لآخر . واستطردت قائلة "نحن لا نعيش في عزلة، بل نسكن في عالم بات قريبا منا بشكل مدهش شئنا أو أبينا، ولعل التطور التكنولوجي ساعد على هذا الاقتراب من أي وقت مضى، وهذا ما تؤكده المرحلة الراهنة إثر تفشي جائحة كورونا في العالم واللجوء إلى استخدام التكنولوجيا والعيش في عالم افتراضي كبديل مؤقت للعالم الواقعي". وواصلت "كما أركز في كتاباتي على تغيير الصور النمطية لبعض الأفكار الراسخة والسائدة في المجتمع كالصورة النمطية عن الفتاة ، فيمكن للفتاة العربية أن تكون بطلة ، وأن تكون خارقة ويعول عليها في أعلى المستويات وأعقد الظروف والتحديات". وتابعت "مهري" : وعلى ذكر الصور النمطية نجد أن الإنتاج السينمائي بالولايات المتحدةالأمريكية اهتم اهتماما نوعيا بفئتي الأطفال والشباب فلم يقتصر على تحويل روائع الأدب العالمي إلى أفلام أو رسوم متحركة بل أعاد صياغة بعض المفاهيم في بعض القصص العالمية الخالدة، وكسر بعض الصور النمطية، وأعاد كتابة نهايات جديدة لهذه القصص، فمثلا مشاعر الحب لم تعد مقتصرة على علاقة البطل بالبطلة وأن تنتهي مشاكل البطلة بوجوده في حياتها، فالأميرة النائمة قد تنقذها محبة الساحرة الشريرة التي أطلقت عليها لعنة جعلتها نائمة في أول الأم ، وأن بياض الثلج لا ينقدها الأمير بل ينقذها ذلك الشاب صائد المكافآت الذي أرسلته الساحرة للتخلص منها وهنا تنقلب الأحداث وتقود الأميرة جيشا لاستعادة مملكتها من الساحرة الشريرة, بل قد تنقذ البطلة مشاعر المحبة التي تحملها الأخت الى أختها مثل ما شاهدنا في فيلم الرسوم المتحركة (frozen). وعن تأثير جائحة كورونا على الأدب في المستقبل لطالما مر الأدب بالعديد من الجوائح على مدار التاريخ، وكان هو لسان حال وترجمة لكل مرحلة وكل حادثة تاريخية وإنسانية، فلا شىء يضاهي الأدب في التعبير عن المتغيرات، ولهذا أرى أن الأدب سيواصل دوره محملا بتجربة جائحة كورونا التي مست الإنسانية جمعاء. وأضافت "مهري" وربما هذه الجائحة سوف تعطي للأدب بعدًا جديدًا لطالما كان قليلًا في العالم العربي، وهو أدب الخيال والكتابة الاستشرافية والقراءات المستقبلية، ولأن الأدب ينفعل بالألم، وأن كورونا سببت الكثير من الآلام التي قد تشكل دافعا للكتابة للأطباء والممرضين حول العالم. جدير بالذكر أن رواية "مملكة الأمنيات" هي تتمة لقصة قصيرة كتبت "مهري"ها بالجزائر سنة 1996 بعنوان "أميرة النجوم"، وهي موجهة للشباب وتنتمي إلى أدب الخيال والفانتازيا وقد صدرت النسخة العربية منها في القاهرة سنة 2019 عن دار فهرس للنشر والتوزيع. وتدور الرواية حول فتاة في العشرينيات من العمر تخصصت في علم الفلك تنطلق في رحلة خيالية للبحث عن صديقتها أميرة مملكة النجوم.