تواجه أربعة سدود من بين الخمسة التي تتوفر عليها ولاية معسكر مشكلة التوحل التي قلصت من طاقة تخزينها للمياه وأثرت سلبا على برامج التموين بهذه المادة الحيوية سواء تلك الموجهة للشرب أوللسقي الفلاحي. وبلغت نسبة التوحل بهذه السدود حتى السنة الجارية 66ر25 بالمائة، حسب رئيسة مصلحة الري الفلاحي بمديرية الموارد المائية للولاية، ولد يروع والي. وأدت هذه الوضعية الى تقليص طاقة تخزين هذه المنشآت من 278 مليون متر مكعب إلى 67ر206 مليون متر مكعب حيث جاء سد فرقوق الذي تبلغ طاقة تخزينه الأصلية 18 مليون متر مكعب على رأس السدود من حيث نسبة التوحل ب 26ر94 بالمائة لتبلغ طاقة تخزينه الحالية حوالي 1 مليون متر مكعب. ويأتي سد بوحنيفية في المرتبة الثانية بنسبة توحل تقدر ب 69ر50 بالمائة، حسب السيدة ولد يرو، وقدرت طاقة تخزينه الأصلية ب 70 مليون متر مكعب بينما لا تتجاوز حاليا 52ر34 مليون متر مكعب يليه سد الشرفة بنسبة توحل تقدر ب 41ر15 بالمائة ثم سد ويزغت ب 09ر6 بالمائة. وتسبب توحل السدود الأربعة وتقلص طاقة تخزينها مع استمرار الجفاف وقلة التساقطات المطرية خلال السنوات الأخيرة في تقليص كمية المياه الموجهة لتموين السكان بالماء الشروب وتموين الفلاحين بمياه السقي الأمر الذي أثر على كمية ونوعية الإنتاج الفلاحي وخاصة الحوامض بسهل هبرة (منطقة المحمدية)، حسب تصريحات عدد من فلاحي المنطقة. ..تراجع المردود وملوحة الأراضي وأبرز رئيس جمعية مستعملي السقي لسهل هبرة، عزيز باشيك أن "فلاحي منطقة المحمدية المشهورة بإنتاج الحوامض عانوا كثيرا خلال السنوات الأخيرة نتيجة تقلص حصص السقي بسبب تراجع طاقة تخزين سد فرقوق الناتج عن امتلائه بالأوحال". واشار باشيك إلى أن "نقص حصص السقي الفلاحي التي يستفيد منها الفلاحون العاملون ضمن المحيط المسقي لسهل هبرة أدى من جهة إلى تراجع كمية ونوعية المنتوج وأدى من جهة ثانية إلى ارتفاع ملوحة الأراضي وتراجع خصوبتها". ومن جهته دعا رئيس جمعية منتجي الحوامض بولاية معسكر، محمد بخاري إلى "الإسراع في إنجاز قناة نقل المياه من سد بوحنيفية نحو سد فرقوق لتفادي تبخر وتسرب المياه التي تطلقها الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات لتوزيعها على الفلاحين من اجل استعمالها في السقي". وأضاف أن "نسبة كبيرة من المياه التي يتم ضخها من سد بوحنيفية نحوسد فرقوق عبر الوادي تتبخر في الأجواء أو تمتصها الأرض خاصة في فترات الحرارة مما يجعل ما يصل منها حقيقة إلى الفلاحين لا يزيد عن نصفها في أغلب الأحيان". كما أكد الأمين العام لغرفة الفلاحة للولاية، بوعلام دنة، أن "مشكل الجفاف وتوحل السدود بولاية معسكر أثر على أغلب سدود الولاية وخاصة سد فرقوق الذي اصبح "سدا ميتا" لا يستعمل إلا كقناة لجر المياه من سد بوحنيفية نحو محطات المعالجة للمياه الصالحة للشرب بمنطقة المحمدية ونحو المحيط المسقي لسهل هبرة". وأشار إلى أن "سهل هبرة بمنطقة المحمدية بشمال شرق ولاية معسكر هو الأكثر تضررا من توحل السدود حيث كان يعتمد بشكل شبه كلي على الحصص المائية التي تأتيه من سد فرقوق والتي تقلصت مؤخرا بشكل جعل منتوج الحوامض الذي تشتهر به المنطقة يتراجع بحوالي 30 بالمائة خلال موسم الجني الحالي مخلفا خسائر للفلاحين". ..إجراءات لمعالجة توحل السدود وذكر دنة أن الوزارة الوصية لم تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة هذه الظاهرة، فإضافة إلى برمجة عمليات على مستوى سدي بوحنيفية وفرقوق الأكثر تضررا من التوحل باشرت بإعادة الاعتبار لسهل هبرة وسهل سيق للقضاء على التسربات والتبخر وضمان اقتصاد الماء. كما قامت بإنجاز محطات لتصفية المياه المستعملة واستغلالها في الري الفلاحي منها 3 محطات بمنطقة المحمدية وانتهت مؤخرا من حفر 4 أبار ارتوازية مخصصة للسقي الفلاحي الجماعي ولا تزال الأشغال جارية على مستوى بئرين آخرين. ومن جانبها اعتبرت المكلفة بالإعلام بالوكالة الوطنية للسدود والتحويلات، صبرينة سماعيلي، بأن "توحل السدود ظاهرة طبيعية تحدث في كل السدود التي تتجاوز 50 سنة من الاستغلال". للتذكير، تضم ولاية معسكر أربعة محيطات فلاحية مسقية وهي سهل الهبرة بمنطقة المحمدية المشهور بإنتاج الحوامض وسهل سيق المعروف بإنتاج الزيتون وسهل غريس الذي تم استلام شطر واحد منه بمساحة 1200 هكتار وهو مشهور بإنتاج الخضر وخاصة البطاطا والبصل وأخيرا المحيط المسقي لسهل كشوط التي تقدر مساحته ب 500 هكتار.