أبرز رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد إبراهيم بوغالي، اليوم الأحد بالجزائر العاصمة، أهمية انعقاد الاجتماع ال47 للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بالجزائر، من أجل "رص الصفوف" في مواجهة مختلف التحديات الراهنة. وفي كلمة له خلال افتتاح أشغال الاجتماع، قال السيد بوغالي: "نجتمع اليوم في وقت دقيق وخطير على الساحة الدولية..فعسى أن نكون كالجسد الواحد وأن نشد أزر بعضنا البعض"، مؤكدا "أهمية انعقاد اجتماع الجزائر لنقف على التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على المستوى الإقليمي والدولي، لرص صفوفنا ودعم التضامن والتنسيق بيننا حتى نكون في مستوى هذه التحديات". وشدد على أهمية "تضافر جهودنا من أجل إرساء مبادئ التسامح والتعاون والتشاور في ظل الاحترام المتبادل بين الدول التي يكرسها ديننا الإسلامي، حتى نثبط أي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء بما يتبعها من محاولات لطمس هويتنا وقيم ديننا الحنيف". واعتبر أن "تكريس التشاور وتغليب لغة الحوار، حصن منيع من محاولات نشر الفتنة وافتعال الأزمات التي تؤرق شعوبنا وتفتح أبواب النزاعات التي تهدر كل طاقاتنا". وأضاف بالقول: "لقد واجهنا بحمد الله جائحة كورونا بثبات وتضامن ولنا اليوم أن نهيئ كل الظروف والإمكانيات لتعافي المنظومة الصحية في بلداننا وتحضيرها لأي هزة مماثلة في المستقبل، كما يجدر بنا التصدي للآثار الوخيمة التي لحقت باقتصاداتنا جراء تفشي هذا الوباء لبعث التنمية وإعادة الأمل في مجتمعاتنا". ومن جهة أخرى، أشار رئيس المجلس إلى ما يتعرض له "الشعب الفلسطيني الأعزل من قهر وممارسات وحشية واعتداء على حرماته وتدنيس القدس الشريف"، داعيا إلى "تجديد العهد بالدعم الكامل للشعب الفلسطيني الشقيق حتى ينال حقوقه الثابتة بما في ذلك قيام دولته المستقلة في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف". ولفت بهذا الصدد إلى سعي رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في "لم الشمل الفلسطيني هنا في الجزائر للوصول إلى توافق فلسطيني وطني يضمن وحدة الصف في مواجهة التحديات الخطيرة لقضيتهم". وفي سياق متصل، قال السيد بوغالي أن "الأوضاع في كل من اليمن وليبيا والصحراء الغربية والساحل وشرق افريقيا، تظل محل اهتمامنا وانشغالاتنا بما لها من تهديد للاستقرار والأمن والسلام على المستوى الجهوي والعالمي". وأوضح أن الاهتمامات تمتد أيضا إلى "ظاهرة التطرف وانتشار الإرهاب والجريمة العابرة للقارات التي تحصد الأرواح والممتلكات وتوظف في الغرب أساسا لضرب ديننا الحنيف وتشويه الحقائق". وتابع أن هذه التصرفات تعرف "مضاعفات غير مسبوقة باستعمال تقنيات الأنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي"، داعيا العلماء وأهل الاختصاص في هذه التقنيات إلى "التصدي لها بحزم ومنهجية". ومن جانب آخر، ذكر رئيس المجلس أن التغيرات المناخية تشكل في الظرف الراهن "أكبر تحد لنا جميعا بأبعاده الأمنية والاقتصادية والاجتماعية"، وحث في هذا الإطار على وضع "سياسات ذات توجه عملي دفاعا عن حقوقنا على المستوى الدولي كون دولنا ليست الأكثر تلويثا". وختم السيد بوغالي كلمته بالتأكيد على أن "الجزائر الجديدة بقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون، قد أكملت بناء مؤسساتها الديمقراطية استجابة لمطالب الشعب في حراكه المبارك وتسعى لتحقيق النهضة في كافة المجالات". وأضاف بالقول: "انطلاقا من الأخلاق السمحاء لشعبنا فإننا لن ندخر جهدا في مناصرة القضايا العادلة، والتضامن في كل ما يعود بالخير والاستقرار والرفاهية للشعوب المسلمة".