نظمت الإذاعة الثقافية، الأربعاء، ندوة تكريمية على شرف الشاعر محمد بلقاسم خمار بمناسبة اليوم الوطني للفنان، أبرز المشاركون خلالها الدور الفعال الذي لعبه الرجل في إثراء الحركية الثقافية بالجزائر، منوهين بخصاله الحميدة. أكد المشاركون في الندوة التكريمية التي نظمتها الإذاعة الثقافية بالنادي الثقافي عيسى مسعودي، للإذاعة الجزائرية أن الشاعر محمد بلقاسم خمار يعد من جيل شعراء الثورة التحريرية الذين ناضلوا بالكلمة في سبيل تحرير الوطن، مبرزين تميز أعماله الأدبية و الفنية والإعلامية. ..بلقاسم خمار من أغزر الشعراء الجزائريين نشرا و في هذا الصدد، أكد الدكتور أحمد حمدي، رفيق درب الشاعر بلقاسم خمار مساهمة هذا الأخير إبان الثورة التحريرية بتسخير قلمه للوطن و التضحية، إلى جانب دوره في تأسيس اتحاد الكتاب الجزائريين، موضحا أن الشاعر بلقاسم خمار يعتبر من أغزر الشعراء نشرا بالجزائر نظرا لعدد دواوينه المنشورة التي فاقت ال10 دواوين 90 بالمائة منها مخصصة للوطن. وفي سياق متصل، قال المتحدث ذاته، "إن الشاعر بلقاسم خمار من الرعيل الأول الذين رسخوا القيم الجديدة للشعر الجزائري الحديث"، مستذكرا ذكريات جمعته بالشاعر خلال مسيرته الحافلة خصوصا في العمل إلى جانبه بإتحاد الكتاب الجزائريين، معرجا على اسهاماته في انعاش الصحافة الثقافية في الجزائر، من خلال جريدتي الشعب و المجاهد و مجلة "ألوان" التي أسسها رفقة حرمه أمينة خمار كاتبة القصة القصيرة المميزة -حسب المتحدث-، إلى جانب انتاجاته السمعية البصرية لصالح مؤسستي الإذاعة والتلفزيون الجزائريين. من جانبه، تحدث الشاعر سليمان جوادي عن الجانب الجمالي في قصائد الشاعر بلقاسم خمار الموزونة رغم صعوبة تصنيفها في بحور الشعر الخليلية، مسترسلا في الحديث عن الجوانب الإنسانية و العلاقة الوطيدة التي تربطه بالشاعر الذي كان له الفضل حسب المتحدث- في ولوجه عالم الصحافة إضافة إلى تشجيعاته المستمرة له. نجلا الشاعر بلقاسم خمار مؤنس و لؤي، تحدثا بدورهما عن الشاعر بلقاسم خمار الوالد العاشق للبساطة بعيدا عن الأضواء و الشهرة والحريص دائما على غرس حب الوطن في أبنائه، مذكرين ببعض الأحداث التي ميزت حياة والدهم سواء داخل الوطن وخارجه. وفي رسالة صوتية بعث بها الشاعر بلقاسم خمار، عبر فيها عن اعتزازه الكبير بهذا التكريم الذي بادرت به الإذاعة الجزائرية، متمنيا لها المزيد من الإزدهار و التألق في خدمة الثقافة. للإشارة تم تسليم وسام تكريم لعائلة الشاعر بلقاسم خمار نظير جهوده المتميزة في خدمة الثقافة و الأدب الجزائري. ..نبذة مقتضبة عن سيرة الشاعر محمد بلقاسم خمار وُلد أبو القاسم خمار وهو محمد بلقاسم خمار في مدينة بسكرة، عام 1931م. درس فيها، ثم انتقل للدراسة الإعدادية في معهد "عبد الحميد بن باديس" بقسنطينة. ولدراسة المرحلة الثانوية انتقل الشاعر إلى مدينة حلب السورية، حيث أتم دراسته هناك، ثم التحق بجامعة دمشق ودرس فيها تخصص علم النفس في كلية الآداب من قسم الفلسفة، وتخرّج حاملا شهادة الليسانس في تخصصه. عمل مسؤولا بمكتب جبهةِ التحرير الوطني الموجود في دمشق، ثم واصل عمله في الصحافة في مؤسسة "الوحدة" للصحافة، حيث عمل محررا لمدة سنتين، ثم انتقل إلى وزارة الشباب والرياضة حيث عمل مستشارا. وعاد مجددا للإعلام، ليعمل في وزارة الإعلام والثقافة مديرا ومسؤولا عن مجلة "ألوان" الإعلامية.