نقلت مصادر إعلامية، عن وزارة الخارجية الإيرانية تحذيرها أمس، للدول الغربية من أن الضغط على إيران بفرض عقوبات مع استمرار المحادثات النووية، سيهدد فرص التوصل لاتفاق. وقال رامين مهمان باراست المتحدث باسم الخارجية في مؤتمر صحفي نقلته قناة (برس تي.في) التلفزيونية الإيرانية "أسلوب الضغط هذا (بفرض عقوبات) بالتزامن مع المفاوضات... لن يجدي. يجب على هذه الدول الغربية عدم الدخول في مفاوضات بمثل هذه الأوهام والتفسيرات الخاطئة، وأضاف المتحدث قائلا أن الدول الغربية "لديهم مفاهيمهم خاطئة وهذا سيمنعهم من التوصل إلى اتفاق سريع وبناء". ومن جهة أخرى، قال مسؤول إسرائيلي كبير، أن المحادثات النووية الدولية مع إيران لم تحقق شيئا واتهم بعض الدول الغربية بالحرص على إطالة أمد المحادثات. ووقفت اسرائيل -التي هددت بشن حرب لمنع "عدوتها" ايران من امتلاك أسلحة نووية- تراقب في قلق محادثات القوى العالمية الكبرى التي تضغط على ايران لكبح برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وخرج موشي يعلون نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي عن الصمت الاسرائيلي الرسمي على الجولة الثانية من المحادثات التي عقدت في العاصمة العراقية بغداد الاسبوع الماضي وقال انها لم تسفر سوى عن "مزيد من كسب الوقت لايران". وقال يعلون لراديو الجيش الاسرائيلي "لم يتحقق شيء ملموس سوى اعطاء الايرانيين ثلاثة أسابيع أخرى او نحو ذلك لتمضي في المشروع النووي الى حين موعد الاجتماع القادم في موسكو. "وللاسف لا أرى شعورا بمدى الحاح الامر بل ربما هذا في مصلحة بعض اللاعبين في الغرب لاطلالة أمد الوقت وهو ما سيصب بلا شك في صالح ايران".وفي جانفي الماضي اتهم يعلون الرئيس الامريكي باراك أوباما بتخفيف وطأة العقوبات على ايران خوفا من ارتفاع اسعار النفط، الامر الذي قد يضر بمسعاه للفوز بفترة رئاسية ثانية في انتخابات نوفمبر. وتقول واشنطن مثلها مثل اسرائيل ان القوة المسلحة يمكن ان يكون الخيار الأخير ضد إيران التي تنفي سعيها لامتلاك اسلحة نووية وهددت بالرد على عدة جبهات اذا تعرضت للهجوم. وخوفا من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط سعت ادارة أوباما الى طمأنة حكومة نتنياهو ان مسار المحادثات لم يستنفد بعد. وقال مسؤول أمريكي للصحفيين في إسرائيل يوم الجمعة "مخاوف نتنياهو من ان الوقت ينفد مبررة. "نشك في امكانية التوصل الى اتفاق مع إيران لكن علينا ان نستمر في المحاولة في المسار الدبلوماسي لان الخيارين .. إيران نووية او حرب إقليمية .. خطيران للغاية". وركزت جولة المحادثات النووية، التي جرت في بغداد على كبح برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم الى مستوى نقاء يبلغ 20 في المئة. وتصنيع القنابل يحتاج الى تخصيب الى درجة أعلى. وتطالب اسرائيل أيضا بان توقف ايران فورا تخصيب اليورانيوم لدرجة أدنى. وقال يعلون "حتى حين يواجهون بمطالب أقل لم يرد الايرانيون بعد بشكل ايجابي". وطالب بتشديد العقوبات وقال "نحن لم نصل في المحادثات حتى إلى هذا المستوى. وبدلا من ذلك نؤجل الامر من اجتماع الى آخر". وحين سئل عما اذا كانت الجولة القادمة من المحادثات في موسكو ستحقق نتائج حاسمة، قال يعلون "دعونا نأمل في ذلك... الايرانيون يريدون كسب الوقت يريدون خداع العالم الغربي والاستمرار في تشغيل أجهزة الطرد المركزي لتحقيق قدرات عسكرية". ورغم الاعتقاد السائد بان إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تملك اسلحة نووية شكك مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة في قدرة قواتها التقليدية على الحاق ضرر دائم بمنشآت ايران النووية المتفرقة الخاضعة لدفاعات قوية. وزاد هذه من التكهنات بأن اسرائيل متورطة في عمليات تخريب ضد ايران منها هجمات حرب الكترونية. وظهر امس الاثنين فيروس كمبيوتر جديد اطلق عليه اسم (فليم) يقول محللون انه طور لصالح نفس الدولة التي طور لصالحها من قبل فيروس ستاكس نت الذي ضرب البرنامج الايراني عام 2010. وسئل يعلون عن مدى صحة هذه التكهنات فقال "هكذا يبدو". ورأس يعلون من قبل المخابرات الاسرائيلية والجيش. وقال "أرى انه منطقي بالقطع ان يلجأ كل من يرى ان الخطر الايراني خطر ملموس - وهذا لا ينطبق على اسرائيل وحدها بل العالم الغربي كله بقيادة الولاياتالمتحدة - الى كل السبل المتاحة ومنها هذه لالحاق الضرر بالمشروع النووي الايراني".