اتهم جنوب السودان الخرطوم بإسقاط أسلحة من الجو للمتمردين وهو اتهام جاء في الوقت الذي يستعد فيه رئيسا البلدين للاجتماع لابرام اتفاق بخصوص امن الحدود يتيح استئناف تصدير النفط. ورفض السودان الاتهام ونفى أي صلة له بالمتمردين في الجنوب الذي انفصل عن الخرطوم في يوليو تموز العام الماضي بموجب اتفاق السلام الشامل لعام 2005 الذي وضع نهاية للحرب الاهلية. وكثيرا ما يتهم السودان بدوره جوبا بدعم المتمردين في اثنتين من ولاياته المتاخمة للحدود. وجاءت المزاعم في الوقت الذي وصل فيه الرئيس السوداني عمر حسن البشير الى إثيوبيا ليختتم مع نظيره الجنوبي سلفا كير محادثات استمرت اسبوعين بهدف وضع حد للاشتباكات بين الجانبين. ويحاول مسؤولون افارقة وغربيون الوساطة بين الجانبين عملا على التوصل الى اتفاق بشأن أمن الحدود بينهما بعد ان اقتربا من هاوية الحرب في ابريل نيسان. وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير ان طائرات عسكرية سودانية من طراز أنتونوف اسقطت بالمظلات ثمانية طرود من الاسلحة والذخائر لقوات زعيم الميليشيا ديفيد ياو ياو في شرق البلاد ي الجمعة والسبت. واضاف ان المتمردين هاجموا بعد ذلك بلدة ليكوانجول في ولاية جونقلي لكن قوات جيش الجنوب - الجيش الشعبي لتحرير السودان - صدت الهجوم. وقال ان الطائرات القت الأسلحة أمام الجميع بما في ذلك بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان. واتهم السودان بالتناقض بين أفعاله وأقواله حيث يجري محادثات لاحلال السلام لكن افعاله في أرض الواقع تدل على العداء لجمهورية جنوب السودان والتآمر عليها. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية الصوارمي خالد ان الجيش السوداني لا علاقة له بأي جماعة متمردة في جنوب السودان ولا يقدم اي دعم عسكري لهذه الجماعات. وقال سكان في منطقة جونقلي ان ياو ياو وهو واحد من عدة زعماء ميليشيات تحارب حكومة جنوب السودان يسعى لتجنيد شبان مسلحين من أبناء قبيلة مورلي المختلفة عرقيا منذ وصوله الى المنطقة في اواخر يوليو تموز. وتقول محطة اذاعية تبث على موجة قصيرة وذات صلة بتمرد ياو ياو ان الجماعة تحارب الحكومة ردا على انتهاكات ارتكبت خلال برنامج نزع السلاح الذي نفذته الدولة. وتتهم جماعات حقوقية وبعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان الجيش الشعبي لتحرير السودان بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان خلال حملة نزع السلاح التي تهدف الى وضع نهاية للاشتباكات بين قبيلتي المورلي والنوير. وتقول الاممالمتحدة ان زهاء 900 شخص قتلوا عندما هاجم قرابة سبعة الاف شاب مسلح من النوير قرى المورلي في منطقة بيبور في نهاية العام الماضي. وتنتشر الاسلحة في جنوب السودان بعد الحرب الاهلية الطويلة وتجد الحكومة صعوبة بالغة في بسط سيطرتها على اراضي الدولة الواسعة منذ اعلان الاستقلال.