يبدع الشاب طارق ذوادي من ولاية تبسة بريشته ليرسم أجمل اللوحات الفنية متحديا بذلك اضطراب طيف التوحد الذي لازمه منذ نعومة أظافره، ليكون أصغر مشارك والمتميز من بين كل الفنانين التشكيليين في الطبعة الخامسة عشر من الصالون الوطني للفنون التشكيلية بالولاية. ولم يكن هذا الاضطراب عائقا أمام طارق صاحب 17 عاما، حيث سرق الأنظار وتميز بين كل الحضور في فعاليات هذه التظاهرة الثقافية التي بادرت إلى تنظيمها دار الثقافة محمد الشبوكي من خلال لوحته الفنية وذكاءه وفطنته، رغم من صعوبة التواصل الاجتماعي واحتكاكه مع الآخرين، وعلى الرغم من تمدرسه على مستوى المركز البيداغوجي النفسي للأطفال ذوي الهمم بعاصمة ولاية تبسة منذ سنوات، إلا آن طارق لم يخف تميزه عن باقي زملاءه، وفق ما صرح به مدير ذات المركز، لطفي زنتري، مشيرا إلى انه كان يحقق نتائج جد حسنة في كل النشاطات خاصة منها الثقافية على غرار الفن التشكيلي، وأردف المتحدث قائلا أن موهبة الرسم التي تميز بها طارق فرضت على القائمين على المركز توجيهه نحو نادي الإبداع بدار الثقافة الذي رحب به وأتاح له الفرصة لتنمية موهبته تحت إشراف أستاذ مختص، وهو ما مكنه من المشاركة في الصالون الوطني ال15 للفنون التشكيلية . من جهته، ذكر محمد ذوادي والد الرسام طارق بأن ابنه ظهرت لديه موهبة الرسم والإبداع بأقلامه منذ الصغر، وكان يقضي أغلب وقته في البيت بين الأوراق والأقلام يرسم ويقلد الكتابات والخطوط حتى الصعبة منها، وهو ما مكنه من انجاز عشرات الرسومات التي تحمل بين طياتها دلالات مختلفة، مضيفا أن طارق اتخذ من الرسم وسيلة للتعبير والتواصل مع والديه ومشرفته التربوية بالمركز لإيصال ما لا يستطيع قوله وترجمته عن طريق الكتابات والرسوم، مبرزا بأنه يمتلك دقة كبيرة في استعمال الألوان و تنسيقها وتقليد الصور والرسوم. وبدوره، اعتبر مدير دار الثقافة، منير مويسي، بأن إتاحة الفرصة للرسام المبدع طارق للمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية يعد تشجيعا له على الرسم والمواصلة في تنمية موهبته التي يتميز بها عن الآخرين، ودعما معنويا له ولوالديه، وأضاف أن أبواب دار الثقافة من خلال ورشاتها في السمعي البصري والتصوير الفوتوغرافي والفنون التشكيلية وصناعة الخزف والمسرح وغيرها من النشاطات مفتوحة لكل الفئات والشرائح للانخراط فيها . نسرين أحمد زواوي