جدّد السيد رئيس الجمهورية، مساء الثلاثاء، تأكيد التزام الجزائر الثابت بدعم الكفاح المشروع للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في سبيل استرجاع كافة حقوقه غير القابلة للتصرف أو المساومة على رأسها حقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من جوان 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وفق القرارات الأممية والمرجعيات الدولية ذات الصلة. في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أكد أن الجزائر التي دفعتْ الثمن غاليا لاستعادة سيادتها واستقلالها، والتي كانت أرضها شاهدة على إعلان قيام الدولة الفلسطينية قبل خمس وثلاثين سنة، ستبقى على العهد داعمةً لقضايا التحرر ولن تَأْلُو جهدًا في دعم صمود الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه كاملةً غير منقوصة. وتوجه الرئيس تبون بتحية إكبار إلى هذا الشعب الصامد رغم كل الانتهاكات الفظيعة التي يتعرض لها، والمحاولات اليائسة لتصفية قضيته، والإجهاز على الأسس التي يُمكن أن يقوم عليها أي حلٍّ يضع حدًّا للاحتلال، وينهي مأساة الأشقاء الفلسطينيين، مشددا أن اليوم التضامني يأتي في سياقٍ يُواجه فيه الشعب الفلسطيني في ربوع أراضيه، لاسيما في قطاع غزة، عُدوانًا إجراميًا فظيعًا يَستهدف تصفيته عرقيا، فالاحتلال الصهيوني الذي فشل في إطفاء شعلة النضال والكفاح في قلب هذا الشعب الصامد، يحاول هذه المرة من خلال ارتكاب جرائم شنيعة من مصاف الجرائم ضد الإنسانية والفصل العنصري وجرائم الإبادة إلى إزالته وجوديا، وهو وضعٌ يُضاف إلى الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، ويشكل إمعانا في التقتيل والتدمير والتجويع والتيئيس وضربا للإنسانية في صميم مبادئها. وتابع قائلا "يحدث كل هذا في وقتٍ يُظهر فيه المجتمع الدولي، وأجهزة منظمة الأممالمتحدة المختصة، فشلا معيبا وخطيرا في إيقاف آلة الحرب الجنونية المسلطة على شعبٍ أعزل، وهو ما يضع على عاتقنا نحن دعاة السلام العادل، مسؤولية بذل المزيد من الجهود، والعمل على إعلاء مبادئ ومقاصد ميثاق الأممالمتحدة، وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، ووضع حدٍّ للظلم التاريخي المُسلَّط عليه، وعلى التَّحرُّك الفوري والعاجل من أجل إنقاذ مسار السلام الذي يعرف انسدادًا غير مسبوق، ولن يكون ذلك ممكنا إلا من خلال إجبار الاحتلال على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية، والالتزام باحترام قواعد القانون الدولي، والمضي قدما في تعزيز المكاسب القانونية والدبلوماسية للشعب الفلسطيني، خاصة من خلال تكثيف الجهود لتمكين فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في منظمة الأممالمتحدة". وجدد الرئيس تبون رفض الجزائر التّام لكل المحاولات الرّامية إلى طَمْسِ هذه القضية العادلة، سواء من خلال فرض سياسة الأمر الواقع التي يسعى الاحتلال عبرها إلى المساس بهوية المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي المحتلة، أو تغيير تركيبتها الديمغرافية عبر سياساته الاستيطانية، أو محاولات القفز على حقائق التاريخ والشرعية من خلال صفقات وهمية لن تغير من جوهر القضية شيئا، بل إن مصيرها كما أكدته كل التجارب التاريخية السابقة، آيل إلى الزوال ولو طال الزمن.