سجلت الإحصائيات الرسمية في تقارير كل من مصالح الأمن والدرك الوطني لولاية تيزي وزو 62 حالة انتحار خلال الفترة الممتدة من جانفي إلى نوفمبر 2006، (51 منهم من الذكور و11 نساء) وأغلب هذه الحالات سجلت في كل من سيدي نعمان، فريحة، إيلولة، واضية، تيزي غنيف، بوزقان وغيرها مقابل 30 محاولة انتحار منها 15 محاولة انتحار عند الرجال و15 عند النساء. ففي الأسابيع القليلة الماضية، أقدمت شابة تبلغ من العمر 27 سنة على وضع حد لحياتها بعد أن احتست مادة كيمياوية بمسكنها بتيزي غنيف بولاية تيزي وزو، كما أقدم طالب ثانوي في 17 من العمر على وضع حد لحياته رميا بالرصاص، وهذا بقرية »تاخريبت« ببلدية معاتقة بولاية تيزي وزو، حيث اتجه مباشرة إلى غرفة أبيه بعد عودته من الدراسة وأغلق الباب من الداخل، ثم أطلق الرصاص على نفسه من بندقية أبيه، وفور وقوع الحادثة تم نقل جثمان الضحية إلى مستشفى نذير محمد بتيزي وزو، فيما فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا في الأمر. هذه المعطيات الإحصائية، أكدت بأن عدد المنتحرين يرتفع لدى الفئة التي تتراوح أعمارها ما بين 17 و45 سنة، هذا وقد تعدت هذه الفئة لتصل إلى حدود 70 سنة و85 سنة بحالة واحدة لكلتا الفئتين، كما سجلت الإحصائيات الأخيرة أن أكثر الأشخاص المقدمين على الانتحار أميون، كما أكدت كذلك أن هذه الظاهرة مست كل الفئات الاجتماعية من أطفال وطلبة وبعض الإطارات مثل الأطباء والمحامين والمهندسين. ويقول المختصون في الطب النفسي في بحوثهم بأن 70٪ من عمليات الانتحار تتم عن طريق الشنق، وهي الطريقة الأكثر تداولا بين المنتحرين الرجال، و30٪ الباقية تمثل المنتحرات اللواتي يلجأن إلى التسمم، والسلاح ناري والأسلحة البيضاء أو القفز من مكان عال، والغرق في بعض الأحيان. ويذكر المختصون النفسيون أن المنتحرة تلجأ إلى وسيلة الانتحار السهلة وتبتعد عما يطيل المعاناة، بينما يفضل المنتحر الموت البطيء عن طريق الشنق أو استعمال وسائل حادة مثل شفرة الحلاقة أو السكين أو السلاح الناري، وتقع أكثر حوادث الانتحار بتيزي وزو، خاصة في فصل الربيع، فقد أحصى كلّ من الدرك الوطني ومصالح الشرطة انتحار سبعة أشخاص في شهر مارس المنصرم، ستة في أفريل وخمس حالات في شهر ماي، بينما سجلت الشهور الأخرى بين حالة وخمس حالات، أما الحديث عن الدوافع الحقيقية التي تدفع بشبابنا خاصة إلى ارتكاب هذا العمل فتبقى من تابوهات الأسرة الجزائرية، والتي يفسرها بعض الأخصائيين النفسانيين بتدهور المحيط العائلي وسوء الأوضاع المعيشية، زد على ذلك أن أغلب المنتحرين نشأوا في محيط تسوده القلاقل والاضطرابات، إضافة إلى الحرمان أو الإحباط العاطفي الذي يصيب البعض منهم. وقد أجمعت مختلف التحقيقات والدراسات أن 12٪ من المنتحرين يعانون من مشاكل اجتماعية، كما تبين الإحصائيات المقدمة لنا أن أكبر نسب انتحار سجلت لدى العائلات الفقيرة. حسان. ز