بمشهد تمثيلي يُصوّر لحظة شنق الشهيد البطل الرمز محمد العربي بن مهيدي من طرف السفاح الفرنسي مارسيل بيجار، تعود أحداث الفيلم التاريخي "العربي بن مهيدي" عبر "الفلاش باك" نحو أهم محطات حياة حكيم الثورة ومساره النضالي الحافل، منذ طفولته إلى غاية استشهاده. الفيلم يحكي في ساعة و55 دقيقة عن عملاق من عمالقة الثورة التحريرية، الشهيد الخالد، العربي بن مهيدي، الذي ألقى بثورته إلى الشارع فالتقطها الشعب، عمل سينمائي تاريخي، حاول رغم شح المصادر والكتب تسليط الضوء على أهم جوانب هذه الشخصية الفذة متعددة الرؤى ومتعددة الأبعاد، بداية بطفولته بين المسرح وكرة القدم، ليكبر الشاب ويكبر معه حب الوطن والكفاح لنيّل الحرية واسترجاع حقوق الشعب الجزائري، ينضم الشاب الشجاع لحزب الشعب ويشارك في مظاهرات 8 ماي 1945 للمطالبة بالاستقلال يعتقل ثم يطلق سراحه، تتعاقب المشاهد إلى غاية الثورة التحريرية في 1954 ، أين كان بن مهيدي العقل المدبرفيها .. دوره الرائد ومساره الحافل، عضويته الفاعلة بمجموعة ال22 ومجموعة الستة، دوره في مؤتمر الصومام ..حاول الفيلم إبرازها عبر مشاهد قوية ومؤثرة ركزت على الملامح الشخصية والتعبيرية للبطل، لنقل شجاعة، ذكاء وحكمة حكيم الثورة المتمسك باستقلال الجزائر إلى آخر لحظات حياته ، رغم تعرضه لكل أشكال التعذيب والتنكيل. مشاهد حزينة وأخرى قوية بما فيها المشهد الذي بدا فيه مبتسما غير آبه للموت وهو مكبل اليدين ومن حوله جلادوه ، ثم لحظة إعدامه شنقا دون محاكمة، مشهد أنهى سيرورة أحداث الفيلم وصفق له الجمهور طويلا، كما صفق لعبارات خلّدها التاريخ "القوا الثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب"، و"أعطونا طائراتكم نعطوكم قففنا"، "نريد للجزائر المستقلة جيلا متعلما ومثقفا"…. الفيلم، الذي احتضنته أوبرا الجزائر "بوعلام بسايح"، تزامنا والذكرى 67 لاستشهاد البطل بن مهيدي، حضر عرضه الشرفي الأول ، رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بالتربية والتعليم العالي والتكوين المهني والثقافة، محمد صغير سعداوي، ووزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، ابراهيم مراد، ووزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، ووزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، وأعضاء من الحكومة، وأعضاء من البرلمان بغرفتيه، وكذا شقيقة الشهيد، ظريفة بن مهيدي، ومجاهدين وفنانين وطاقم الفيلم.. ..الفنان خالد بن عيسى بطل الفيلم الكل يعرف العربي بن مهيدي ، له مكانة جد خاصة عند الجزائريين ، نتأسف لقلة المصادر والكتب التي تتناول مسار ونضال حكيم الثورة ، لقب بهذا لأنه كان ذكيّا يسمع أكثر مما يتحدث، صبورا، متفهما لجميع أصدقائه لا يتسرع، كان المهندس أثناء الثورة الرأس المفكر والمدبر، كان يجوّع نفسه ، يحضّرها لتحمّل عذاب العدّو الذي كان يتوقعه.. شخصية بهذه الخصّال جعلتني أتخوف تقمصها في بادئ الأمر، نظرا لثقل وحجم الشخصية، لكن هذا دفعني للعمل أكثر، رفقة جهود كل فريق العمل على رأسهم المخرج، الدور أثر في كثيرا مهنيا وشخصيا، وهو فرصة فريدة في مشواري، اغتنمها إلى أقصى درجة.. ..الممثلة سهى ولهى وراء كل رجل عظيم امرأة، وقد كانت وراء أسطورة الثورة الجزائرية العربي بن مهيدي، والدته المرأة التي ساهمت في تكوين شخصيته القوية وحبه العظيم للوطن، كان من شباب الجزائر الحالمين الواعيين المؤمنين بحرية الوطن، حاربوا جنبا الى جنب مع نساء الجزائر، وأنا فخورة جدا كوني جسدّت دور إحداهن، وعرض الفيلم في ذكرى استشهاد هذا البطل هو عرس كبير. ..الممثل محمد فريمهدي انتظرنا صدور الفيلم لأعوام عديدة، سعداء اليوم لرؤيته يعرض تزامنا وذكرى استشهاد الشهيد الرمز العربي بن مهيدي ، فيلم يحكي للأجيال قصة هذا البطل رفقة زملائه ، تاريخنا حافل واعتقد أن تلقينه عبر مادة التاريخ في المدارس والجامعات أو تدوينه في الكتب غير كافي، لابد من اعمال سينمائية ومسرحية تنقل وتوثق المادة بطريقة فنيّة، نتمنى أن يوزع الفيلم في غالبية ولايات الوطن وأيضا مشاركته في مهرجانات عربية ودوليّة . ..مخرج الفيلم بشير درايس أنا راض بنسبة 80 بالمائة عن الفيلم الذي اشتغلنا فيه عبر عدة محطات، كتابة العمل وحدها مرت على مراحل، انطلقنا من النص الأولي نحو أبحاث معمقة، التقينا أصدقاء بن مهيدي منهم أصدقاء الطفولة في بسكرة كعصامي، الهاشمي طرودي، الطيب ثعالبي والبعض ممن كان معه في السجن، ليعاد كتابة السيناريو النهائي، الذي كان كل مرة يعدّل حتى أثناء التصوير، لتلقينا معلومات وشهادات جديدة حول شخصية الشهيد البطل محمد العربي بن مهيدي .