نفى الدكتور إبراهيم خاطر، مدير عام وزارة الصحة في ولاية شمال دارفور السودانية، الأربعاء، أن يكون المستشفى الرئيسي في مدينة الفاشر قد خرج عن المل. وقال – في تصريحات خاصة ل«وكالة أنباء العالم العربي» – إن المستشفى الجنوبي، وهو المستشفى الرئيسي في المدينة، «لم يخرج عن العمل، وما زال يقدّم خدماته للمرضى والمصابين بصورة طبيعيّة، لكن هناك مخاوف من المرضى والزوّار، بسبب القصف الذي يتعرّض له المستشفى". وكانت تقارير قد تحدّثت في وقت سابق، عن توقّف العمل في المستشفى، الذي لجأ إليه مئات الجرحى والمصابين جرّاء المعارك المستمرة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في المدينة، منذ نحو شهر. غير أن خاطر وصف ما ورد في تلك التقارير بأنّه «كلام غير صحيح وشائعة»، قائلاً: «إن المستشفى الجنوبي يعمل كما كان»، لكنه أشار في الوقت ذاته «إلى أن المستشفى تعرّض للقصف عدّة مرات، لكن بعزيمة الطواقم الطبيّة والعمّال والموظفين، وجمهور الفاشر، ولجنة إسناد الصحّة بقيادة الولاية، والشركاء الآخرين من المنظّمات الوطنيّة والعالميّة، لم يتوقّف العمل نهائياً». وأضاف: «نتوقع كل السيناريوهات، ونضعها في الاعتبار، لأنّ العدو (في إشارة إلى قوّات الدعم السريع) هدفه الأول شلّ حركة المواطن، بالقصف المتكرّر للأسواق والأحياء الآمنة ومحطات المياه والمراكز الصحيّة وكلّ الخدمات… لكن هناك إصراراً وعزيمة لتقديم الخدمات، بما نمتلكه من موارد بشريّة وماديّة". وأردف قائلاً: «إذا توقّف العمل في المستشفى، فلدينا مجموعة من الخطط البديلة، إذ جهّزنا عدداً من المشافي والمراكز الصحيّة؛ نحن نُقاتل بالسلاح الذي نمتلكه ونعرفه، وهذه رسالتنا لكلّ مَن يظن أن القصف يُرهب الكوادر والطواقم الصحيّة… التزامنا باستمرار العمل هو التزام وطني وأخلاقي، لن نحيد عنه إلى آخر رمق". وذكر خاطر أن الوضع الصحي في مدينة الفاشر «مستقرّ نسبياً، وأي شخص وصل إلى المستشفى يستطيع أن يُقابل الأطباء، مع توفير خدمات المعامل والإشعاع والتنويم والعمليات الجراحية العامة والباطنية، وحتى الأسنان وخدمات الأطفال والنساء والولادة". وتفرض قوّات «الدعم السريع» حصاراً مُحكماً على مدينة الفاشر، في مسعى للسيطرة عليها، بعد أن أحكمت قبضتها على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور.