كشف الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، رشيد حشيشي، ليلة الأربعاء، عن افتتاح سوناطراك أسواقاً جديدة للغاز في أوروبا، مشيراً إلى توزيع ستة عشر عقداً لتسويق النفط الجزائري"صحراء بلاند" في العام 2024، بالتزامن، نوّه إلى قيام سوناطراك ب 14 اكتشافاً حتى آخر جويلية، بينما يبقى العدد مرشحاً للارتفاع مع نهاية السنة الجارية. وأبرز حشيشي، في حوار بثّه التلفزيون الجزائري، أنّ الاستقرار والصحوة الاقتصادية خلال السنوات الأخيرة، جعلا الجزائر محطّ اهتمام كبريات الشركات الطاقوية العالمية، وجرى ترجمة ذلك إلى إبرام عدّة اتفاقيات. وذكر حشيشي: "سوناطراك في مرحلة مفاوضات ستتوّج بعقود خلال الأشهر القادمة، وستضمن استمرار الإنتاج والاستثمار وفق قاعدة رابح رابح مع كبريات الشركات الطاقوية العالمية". كما لفت حشيشي إلى أنّ "سوناطراك تواصل استثمارها في النيجر"، وركّز على أنّ "المطلوب هو تجديد الاتفاقية الأمنية بين الطرفين"، بجانب تسجيله أنّ "سوناطراك شركة رائدة قارياً وذات خبرة عالمية، وتقدّم كل الدعم والمرافقة للأشقاء الأفارقة في المجال الطاقوي". وصرّح حشيشي، إنّ "مشروع الخط البحري لتصدير الكهرباء من إفريقيا عبر بوابة الجزائر إلى أوروبا ممكن جداً"، مؤكداً أنّ "مشروع تصدير الكهرباء إلى أوروبا عبر إيطاليا قيد الدراسة والإنجاز، وإسبانيا هي الأخرى أبدت رغبتها في ذلك". وتابع بالقول: "الجزائر ستكون بطارية أوروبا مع إمكانية تصدير الكهرباء الخضراء، والجزائر تمتلك إمكانيات و قدرات إنتاجية للكهرباء وكفاءات عالية مختصة". وأضاف المتحدث ذاته: "سوناطراك شركة رائدة وطنياً وقارياً، ومصنّفة في الصف الثاني عشر عالمياً، مجدّداً التأكيد: "سوناطراك هي قاطرة الاقتصاد الوطني ومن مهامها الأساسية تلبية احتياجات السوق الوطنية من المحروقات والمواد البترولية والتصدير لتمويل الخزينة العمومية". وأحال حشيشي على أنّ "سوناطراك شركة مدمجة من المنبع إلى المصبّ عبر الاستكشاف والتطوير والإنتاج والنقل والتحويل والتسويق"، مردفاً: "المجمع يستوعب 154 شركة فرعية ومساهمة موجودة عبر العالم، وذلك في قارات أمريكا اللاتينية وأوروبا وإفريقيا". وفي مقابل تذكيره أنّ سوناطراك تعتمد إستراتجية على المدى القصير والمتوسط والبعيد، ويتمّ المصادقة عليها من قبل مجلس الشركة والجمعية العامة، أبرز حشيشي تطلع المجمع الطاقوي للاستمرار في إنتاج 160 مليار متر مكعب من الغاز الأوّلي في آفاق عامي 2060 و2065. وشدّد حشيشي على أنّ "ترشيد استهلاك الكهرباء والغاز يعزّز قدرات التصدير"، كاشفاً أنّ "الجزائر تستهلك نصف ما تنتجه من الغاز، بواقع استهلاكي بلغ 25 مليار متر مكعب من الغاز لإنتاج الكهرباء". لاحظ حشيشي أنّ "مصفاة حاسي مسعود مشروع استراتيجي سيُعاد بعثه خلال أيام، وسيعالج خمسة ملايين طن من البترول الخام"، وأضاف: "مصفاة حاسي مسعود تقلّص التكاليف والمسافات لتزويد المناطق الجنوبية بالمازوت والبنزين والمواد البترولية". ولفت حشيشي إلى "تفعيل مشروع مركب ألكيل البنزين الخطي LAB بسكيكدة لصناعة المنظّفات مئة بالمئة في الجزائر، والمشروع بطاقة إنتاج تبلغ مئة ألف طن سنوياً". وحرص حشيشي على التأكيد أنّ سوناطراك ستظلّ قاطرة الاقتصاد الوطني، ووفية بالتزاماتها بتحقيق الأهداف المسطرة، وعلى الجميع الحفاظ على هذا المجمع. أكّد حشيشي أنّ مشروع صناعة البنزين بدون رصاص بأرزيو، سيدخل حيز الخدمة سنة 2025″، مبرزاً أنّ جهود الدولة لفائدة المواطن تترجمها أربعة عشرة محطة لتحلية مياه البحر قيد التشغيل، ستساهم في تلبية 40 بالمئة من احتياجات الساكنة من الماء، فيما تظلّ خمس محطات قيد الإنجاز. وبشأن التوظيف بسوناطراك، طمأن مسؤول المجمع أنّه يتمّ سنوياً عبر وكالة التشغيل وبحسب الاحتياجات، مشيراً إلى تشغيل أربعة عشر ألف موظف في جميع الاختصاصات في الجنوب خلال العشر سنوات الأخيرة. وتابع حشيشي: "تمكّنت سوناطراك بفضل جهودها الجبارة من تخفيض نسبة المحروقات من 97 بالمئة إلى 3 بالمئة وتسعى للوصول إلى نسبة أقل من 1 بالمئة"، مستطرداً: "أسعار المحروقات غير مستقرة وبعض الدراسات تقول إنّ الطلب على الغاز سيرتفع". أفاد حشيشي أنّ مشروع "بوستينغ 3" بحاسي الرمل سيدخل حيز الخدمة بدءاً من أكتوبر 2026 ومطلع العام 2027، ويأتي للحفاظ على مواصلة الإنتاج مع فرضية النضوب الطبيعي للطاقة الأحفورية. ولفت حشيشي إلى امتلاك الجزائر الإمكانيات لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ومن المرتقب التوقيع على دراسة جدوى لإنجاز رواق أخضر لتصدير هذه المادة نحو أوروبا سبتمبر القادم. أضاف حشيشي: "هنالك مشروع قيد الدراسة ويمكن أن يكون الأول من نوعه لإنتاج واستعمال الهيدروجين الأخضر، وهي اتفاقية بين سوناطراك وتوسيالي بأرزيو، مشدّداً على أنّ الجزائر يجب أن تكون من الأوائل في إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر. وانتهى مسؤول سوناطراك إلى أنّ مشروع إنتاج البولي بروبلين لصناعة مادة البلاستيك بأرزيو قيد الإنجاز، وسيدخل الخدمة في آفاق 2027، مشيراً إلى مشروع شراكة مع تركيا لمصنع إنتاج "البولي بروبلين" بنسبة 34 بالمئة، الذي سينطلق إنجازه في الأشهر القادمة.