بنك جديد لتمويل مشاريع البلديات والولايات تشغيل خمس محطات تحلية لمياه البحر قبل رمضان أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الثلاثاء بالجزائر العاصمة، أن الجماعات المحلية هي الركيزة الأساسية للدولة. في كلمة له خلال إشرافه على افتتاح أشغال لقاء الحكومة مع الولاة بقصر الأمم بنادي الصنوبر تحت شعار "الجماعات المحلية، قاطرة التنمية الوطنية"، قال رئيس الجمهورية أن الجماعات المحلية تعد "خط التماس بين الدولة والمواطن" وهي "الركيزة الأساسية للدولة"، مشددا على أنه "آن الأوان، بعد عقود من استقلالنا، لمراجعة قانوني الولاية والبلدية ليبلورا إرادة الشعب محليا". وكشف في هذا الصدد عن وجود "مراجعة عميقة في القانون من حيث الصلاحيات والإمكانيات المرصودة وتصنيف البلديات" بهدف "إرساء التوازن المالي والاقتصادي بين البلديات الغنية والبلديات الأقل غنى"، مشيرا الى أن "تسيير بعض الهياكل والمرافق سيعود إلى الدولة بدل البلديات حتى لا ترهق ماليا". ولفت رئيس الجمهورية الى أنه "لا مانع من أن تتنازل البلديات لفائدة مؤسسات محلية عن بعض الخدمات العمومية كمجال النظافة وإيجاد آليات قانونية للمحاسبة على الأداء"، مبرزا أنه تم في الصيغة الجديدة للقانون "اقتراح صفة الآمر بالصرف لرئيس المجلس الشعبي الولائي حتى يصبح المنتخب المحلي مسؤولا بكامل الصلاحيات"، كما سيتم إنشاء بنك جديد يُخصص لتمويل مشاريع البلديات والولايات. من جانب آخر، ذكر رئيس الجمهورية أن "أزيد من 5ر6 مليون جزائري شملتهم إصلاحات مناطق الظل"، مشددا على أن "بعض المسؤولين الذين تم إنهاء مهامهم كانوا يرون أن تنمية مناطق الظل ليست في نطاق مسؤولياتهم". وفي سياق ذي صلة، ألح رئيس الجمهورية على ضرورة "إنهاء تشييد واجهات البنايات غير المكتملة وإيجاد صيغ قانونية لتمويل استكمال بنايات المواطنين"، كما حث على "إيجاد صيغ لمنح عقارات لإنشاء نشاطات مهنية صغيرة لأصحاب الحرف في مناطق مخصصة". ودعا رئيس الجمهورية كل المسؤولين المحليين إلى "احترام النظام الإداري لاستقبال المواطنين، وخاصة الشباب منهم، للاستماع الى انشغالاتهم". وبذات المناسبة، جدد رئيس الجمهورية التأكيد على أن "الولاة هم تحت الحماية مع الأخذ بعين الاعتبار الأخطاء الإدارية التي يسقطون فيها ما لم تكن فسادا واضحا بكل الأوصاف"، مردفا بالقول: "نحن على علم ببقايا العصابة الذين يهددون الولاة والمسؤولين المحليين باستعمال الأبواق لثنيهم عن أداء مهامهم". وشدد بذات المناسبة على ضرورة محاربة البيروقراطية عبر "الرقمنة الشاملة التي اقترب تعميمها". وفي حديثه عن ملف تحلية مياه البحر، كشف رئيس الجمهورية أن الجزائر "ستقوم بتشغيل خمس محطات لتحلية مياه البحر قبل رمضان إن شاء الله"، داعيا الولاة إلى "الاندماج في نظام استغلال المياه المستعملة بكل الولايات وإيلاء العناية التامة لهذا المخطط". ..ويشيد بالشعلة الوطنية العالية لدى الشباب الجزائري أشاد رئيس الجمهورية، بالشعلة الوطنية العالية التي يتحلى بها الشباب الجزائري، داعيا مختلف المسؤولين الى استماع دائم للمواطن لا سيما فئة الشباب. وقال رئيس الجمهورية: "الحمد لله لما نرى الشعلة الوطنية عند الشباب، لذلك يجب ان نكون عند حسن ظنهم، لا سيما وان بلادنا قدمت قوافل كبيرة من الشهداء وعلى خلاف الجزائر لا يوجد أي شعب ضحى ب 5 ملايين و600 ألف شهيد بداية من المقاومة الشعبية التي دامت 70 سنة، ثم الثورة التحريرية المباركة التي قضت نهائيا على الاستعمار". وأضاف رئيس الجمهورية بالقول: "من يظن أنه ينال من بلادنا بسهولة أو بهشتاغ فهو مخطئ، فلا يوجد أي جزائري لا تسري في دمائه روح المقاومة"، لذلك –يقول رئيس الجمهورية– "لا بد أن نكون عند حسن ظنهم (الشباب)، وهي ليست ديماغوجية، ونحن في خدمة الشعب". كما شدد رئيس الجمهورية في هذا الاطار على ضرورة أن يكون كافة المسؤولين والمنتخبين "في استماع دائم للمواطن والتعامل معه بشكل لائق". وأكد أيضا على ضرورة "احترام كافة المسؤولين المحليين للنظام الإداري المتعلق بواجب استقبال المواطنين، وخاصة الشباب منهم، للاستماع لانشغالاتهم وأفكارهم". ..أوامر للحكومة بإعداد استراتيجية لتحصين الشباب من المخدرات شدد رئيس الجمهورية، على أن الحكومة مدعوة الى إعداد استراتيجية وطنية متعددة الأبعاد تعنى بمكافحة المخدرات وتحصين الشباب من مخاطرها، وذلك في غضون الثلاثي الأول من سنة 2025. وقال الرئيس تبون أن الحكومة "مدعوة لإعداد استراتيجية وطنية متعددة الأبعاد تعنى بمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية وتحصين الشباب من مخاطرها، وذلك في غضون الثلاثي الأول من سنة 2025" مع "إشراك كافة الفاعلين" في إعداد هذه الاستراتيجية. كما طالب رئيس الجمهورية الولاة بالعمل على إيجاد "مساحات تخصص للنشاطات المهنية الصغيرة التي ليس لها علاقة بالمناطق الصناعية"، وذلك من أجل "إنجاز ورشات لممارسة المهن اليدوية ومختلف الحرف كالبناء والترصيص"، وهو ما يساهم –مثلما قال– في "توظيف الشباب وخلق حركية اقتصادية". وأشار الى أن مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية "ستدرس كيفية تمويل هذه الورشات المخصصة للشباب". وبعد أن توجه بشكره لكل من ساهم في إحداث "حركية معتبرة" في قطاع المؤسسات الناشئة وخلق مناصب شغل جديدة، شدد رئيس الجمهورية على ضرورة "المواصلة على هذا المنوال، لاسيما على مستوى البلديات النائية". ووجه بذات المناسبة الولاة من أجل "دعم المشاريع الاستثمارية مهما كان حجمها مع تحفيز وتشجيع أصحابها بهدف خلق مناصب شغل جديدة"، مذكرا انه التزم خلال حملته الانتخابية الأخيرة ب"استحداث 450 ألف منصب شغل جديد".