السّلم كلمة واضحة المعنى، تعبّر عن ميل فطري في أعماق كلّ إنسان، وتحكي رغبة جامحة في أوساط كل مجتمع سوي، وتشكّل غاية وهدفا نبيلا لجميع الأمم والشعوب، وهو وضع يسود فيه الأمن والسّلام ويشعر فيه الفرد بالأمان والسكينة والاستقرار وهو عامل أساسي لتقدّم الأمم وازدهارها، وقد عاشت الجزائر في وقت مضى سنوات جمر، ألهبتها وزعت الرعب والخوف في الشعب الجزائري، لكن ما فتئت هذه الجمرات تنطفئ مع قدوم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من خلال تجسيده لميثاق السّلم والمصالحة الوطنية، كما انبثقت من رحم المجتمع جمعيات ومنظمات تدعو وتكرّس للسّلم والتعاون والنهوض بالجزائر وشعبها إلى مصفّ الأمم، ومن بين هذه الأخيرة المنظمة الوطنية لترقية ثقافة السّلم التي جمعتنا مع أمينتها العامة فاطمة الزهراء بوصبع الحوار التالي. حوار: أسماء زبار ...أولا نود أن تعرفونا بمنظمتكم؟ هي منظمة اجتماعية خيرية من بين أهدافها الرئيسية ترقية ثقافة السلم عن طريق غرسه وترويجه في المجتمع وتحصين الجبهة الاجتماعية بدراسة المشاكل الاجتماعية وترقية التضامن الوطني والتواصل بين الأجيال والحفاظ على المآثر الروحية والمادية للمجتمع الجزائري إضافة إلى بعث الأمل في الشباب وترقية الثقة لديهم في مؤسسات الدّولة وإنجاز دراسات علمية شاملة حول موضوع السّلم مع تفعيل وتنسيق دور الشركاء الذين لهم صلة بثقافة السّلم، ومن بين الأهداف المنوطة للمنظمة هي إرساء ثقافة الحوار داخل الوسط الاجتماعي والمشاركة في مسار التنمية وترقية المجتمع المدني ومساندة وتدعيم القضايا العادلة في العالم . ...ما هي أهمّ نشاطاتها؟ شعار المنظمة الوطنية لترقية السلم هو"إصلاح ذات البين" تأسست في 22 ماي 2010 وتحصلت على الاعتماد في 8 نوفمبر 2011، قامت بعدة نشاطات منذ تأسيسها إلى اليوم أهمها نشر مبادئ السلم وإصلاح ذات البين بين جميع ولايات الوطن عبر مكاتبها وممثليها على كافة ولايات الوطن. كما كانت المنظمة حاضرة وبقوة في المظاهرات الأخيرة في ولايات الجنوب وساهمت في إطفاء وإخماد نار الفتنة التي نشبت فيها من خلال توعية الشباب وإرشادهم إلى حلّ الأمور بطريقة سلمية وفتح الحوار بين المواطنين والمسؤولين. ويعتبر الشّباب أهمّ حلقة في تحقيق الأمن والسّلم في البلاد، إذ يعاني هؤلاء من أزمة ثقة والإحباط نتيجة توسّع الفجوة بينه وبين شباب الغرب في كلّ الميادين. ...هل لكم أن توضّحوا لنا مفهوم ثقافة السّلم وكيف سيتم ترقيتها؟ ترقية هذا المفهوم يبدأ بتوحيد الصف والعمل على تماسك الجزائريين وذلك للحفاظ على استقرار البلاد وتضامن المواطنين، من خلال التركيز على وقاية الأسرة والفرد، من حيث تدعيم التماسك الأسري والتقليل من نسب الطلاق العالية، فجلسات الصلح التي تعتمدها جلسات المحاكم غير كافية، فمن الضروري تواجد الأئمة والوساطة القضائية إضافة إلى ميكانيزمات جديدة فيها، وبالتالي يتحقّق التكامل بين جميع الأطراف. كما أنّ التربية نقطة أخرى مهمة، فالعنف اليوم قد تجذّر في أطفالنا، سواء في المدرسة أو الشارع أو الملاعب، وتأثير وسائل الإعلام سبب أساسي في ذلك، إضافة إلى تفشي ظواهر المخدّرات، التدخين التي تؤدي لانتشار العنف وسط الشباب. .. هل لمفهوم ثقافة السلم امتداد لمشروع رئيس الجمهورية "ميثاق السلم"؟ طبعا، هو امتداد لمشروع فخامة رئيس الجمهورية الداعي للسّلم والأمن والمصالحة وهو إكمال لمفهوم ميثاق السلم المشروع الذي يعمل على استقرار الشعب الجزائري والأمن في البلاد ووحدة الشعب وتماسكه. .. هل لديكم من الآليات لتحقيق برنامج منظمتكم سيما وأنّ ثقافة السلم ليست بالأمر السهل؟ السلم ليس بالأمر السهل والهين هذا أكيد فنحن من خلال عملنا نركّز على جوانب من المجتمع لنشر هذه الثقافة، الجانب الأوّل نقوم بتدريس السّلم وغرسه في أذهان الأطفال ونفوسهم منذ الصغر وذلك في المدارس الابتدائية أي نعلم الطفل كيف يكون مسالما منذ الصغر، وثانيا من خلال نشر ثقافة الحوار بين المواطنين والمسؤولين لسماع مشاكلهم وانشغالاتهم بطرق سلمية عبر الحوار البناء المسالم خاصة وأنّ الجزائر تمرّ بمرحلة صعبة يجب العمل على نشر السّلم من خلال هذه المبادرات الخيرية السلمية. .. تتهمكم بعض الأوساط أنّكم موالون أو تخدمون جهة معينة، كيف تردّون؟ أكيد، أنا جزائرية ابنة مجاهد أحب الوطن وأحب أن يعيش بلدي في سلم وأمن دائمين، والرئيس بوتفليقة جاء بالسلم والمصالحة للوطن كيف لا نوالي لمن يريد السلم للبلاد ويعمل لنشره؟. ..هل تؤيّدون ترشح الرئيس لعهدة رابعة؟ بالطبع نحن نؤيد ترشحه لأنّ الرئيس سياسي كبير محنك أعطى الكثير للجزائر، عرفت معه البلاد تغيرات هامة إلى الأحسن خاصة في مجال السلم والأمن فهو رجل الحوار والسلم والمصالحة. ..سمعنا أنّكم تودون بناء تمثال لرئيس الجمهورية ما الهدف منه؟ وهل تمت الموافقة عليه؟ نحن نطالب رئاسة الجمهورية بالموافقة على مشروع المنظمة لبناء تمثال للرئيس بالحديقة الزهرية مقابل قاعة ابن خلدون بالعاصمة، وأقول بصفتي الأمينة العامة للمنظمة أنّه ليست لنا أي جهة أو دافع لهذا المشروع سوى أنّ هذا الرجل رجل سلام وأمن أعطى للجزائر الكثير فهو يستحق هذا المشروع وهو تمثال من البرونز مع أنّه يستحقه من ذهب نظير الأعمال التي قام بها في الجزائر ورفع رايتها في الخارج. كما أقول أنّ هناك العديد من الجهات رفضت الأمر تماما وضغطت على المنظمة وعليّا شخصيا لكنني أكرّر أنّني متمسكة بالمشروع وأنا أسعى جاهدة لأخذ موافقة كتابية من رئاسة الجمهورية لبناء التمثال بالحديقة الزهرية تحت شعار "عزيز الجزائر".