نالت الثورات التي عرفتها الدول العربية في تونس ومصر وسوريا، حيزا معتبرا من الكتابات، والتي اجتهد أصحابها في قراءة أسبابها وتبعاتها، وأن كان الغالبية قد وقفت إلى جانب الشعوب، مع التأكيد على وجود "يد خارجية" أطرت أو إرادتا جني بعض المكاسب منها، كان بعض الكتاب قد أعلنوها صراحة وخاصة في سوريا وهي أنها تتعرض لمؤامرة كونية. لم تمنع الحرب الدائرة في سوريا بين المعارضة والحكومة، الناشرين السوريين من حضور الصالون الدولي للكتاب في طبعته 18، وسجل السوريين-38 ناشر- حضورهم تحت مظلة بشار الأسد وعلم الدول السورية، لكن ولواءاتهم لبشار لم تترجم في عناوين تمجده أو تدافع عنه، ويقول المسؤول عن دار المكتبية "حقيقة لا توجد كتب تتحدث عن الأزمة التي تمر بها سوريا، ربما ينتظر المختصون انتهائها حتى يكتبوا عنها"، ولم يخفي محدثنا تضرر نشاط الطبع نتيجة للأوضاع التي تمر بها سوريا، باستثناء المطابع ودور النشر المتواجدة في العاصمة دمشق. وقدمت دار المكتبية السورية، بعضا من الكتب التي تفخر بالمقاومة السورية في مواجهة إسرائيل، ك"حكايات وبطولات من الجولان"، و"الكمين"، وعند الحدود الجنوبية من الجولان"، وكتاب أخرى ما يعتبره مؤله فضحا لأمريكا، اختار له عنوان "خفايا الدعم الأمريكي لإسرائيل"، فيما ركزت غالبية الدور السورية الأخرى، على الكتاب الديني والثقافي والتاريخ، وكتب الأطفال. وبالمقابل، يهاجم كتاب "الأزمة السورية...ماضيها حاضرها ومستقبلها" لضياء الموسوي، بشار الأسد توقع عدم سقوطه، ويقرن ذلك بقيام الحرب العالمية الثالثة، وحتى ظهور الأعور الدجال. وعما جرى في تونس ومصر، جاءت بعض العناوين عنها، حيث كتب الإعلامي والسياسي المناهض للإخوان مصطفى بكري"الجيش والإخوان"، وحاول في كتابه الإجابة على أسئلة محددة وهي"ماذا جرى خلال اليوم الأخير فيحكم مبارك-هل حدثت صفقة بين المجلس العسكري والإخوان-هل كمان أحمد شفيق فائزا في الرئاسيات-القصة الحقيقة لقرار الرئيس بإقالة المشير وسامي عنان". كما عرضت الدار المصرية كتاب "ثورة 25 جانفي...بين التحول الديمقراطي والثورة الشاملة" لسيد ياسين، وبعنوان مشابه"25 جانفي بحوث وشهادات"، ويقول أصحاب المؤلف الجماعي"لقد كسرت ثورة 25 جانفي جدار الهلع من السلطة الفاسدة والمستبدة، وأطلقت تجربة جديدة لم تصل بعد إلى خواتمها...ثورة 25 جانفي لمك تنتب فجأة كحنظل صحراوي بلا جذور". وعن الثورة التونسية، كتب كذلك مجموعة من المؤلفين "ثورة تونس...الأسباب و السياقات والتحديات"، ويقولون عنها"ممارسة ضد أنظمة مدججة بظروف الاستبداد المصادرة"، كما حاول كتاب"بين الشريعة والسياسية...أسئلة لمرحلة ما بعد الثورات" لجاسر عودة، الاستفاضة في بعض الجوانب الخفية عن الثورات العربية بالقول"ما الذي أدى إلى انتفاض الشعوب على حكامها وجلاديها الطين لكم يستمعوا لصوت العقل ورياح التغيير". ونتيجة للدور الذي تلعبه العربية السعودية، فقد اجتهد مفكرين غربيين على تشخيص المملكة، "الحراك الشيعي في السعودية"، و"الجهاد في السعودية"، و"زمن الصحوة والحركات الإسلامية المعاصرة في السعودية"، زيادة على كتاب"علماء الإسلام...تاريخ بنية المؤسسة الدينية في السعودية ".