تعزيزات أمنية أمام الدور المغربية وإصدارات "الثورة السورية" غائبة - عارضون ل"البلاد": تكلفة الشحن الجوي تفرض زيادة 10 بالمائة حتى تصل الكتب في موعدها شهد المعرض الدولي للكتاب الذي تحتضنه الجزائر إلى غاية التاسع نوفمبر الجاري في يومه الثاني، إقبالا مشهودا للزائرين مقارنة بيومه الأول، حيث تنوعت اهتمامات القارئ الجزائري بتنوع العناوين والكتب المعروضة والموزعة عبر مختلف أجنحة دور النشر البالغ عددها 922 دار عربية وأجنبية. ولدى توقف "البلاد" عند دور النشر السورية البالغ عددها 38 دارا، لاحظنا غياب الكتب التي تتحدث عن الثورة ضد نظام الأسد وما يحدث من انفلات أمني هناك، واقتصرت مواضيع الكتب في مجملها على الدين والتاريخ القديم وكتب الأطفال والرواية، فدار "المكتبي" السورية عرضت بجناحها الذي يتواجد بالطابق العلوي للجناح المركزي؛ كتبا عن "دمشق الأسطورة والتاريخ" و"وحكايات الجولان" لعمر بكر المرعي، فيما جلبت دار "طيبة الغوثاني" كتبا دينية. ونفس الأمر بالنسبة إلى دار "اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع". ولعل مشاركة سوريا القوية في الطبعة ال18 لمعرض الجزائر الدولي للكتاب قوية في كمها، ولكنها لم تحمل من الكتب كما كان منتظرا وما يعكس الوضع الراهن في البلاد. وقال مسؤول دار "المكتبي" في حديث مع "البلاد" إن الناشرين في سوريا يعانون من أزمة خانقة بسبب المطابع التي أغلقت أو تعاني من مشاكل، وإن حركة النشر في بلده تأثرت بسبب الحرب. ولفت انتباهنا أيضا مجموعة من العناوين المرصوصة بجناح دار "الشبكة العربية للأبحاث والنشر" اللبنانية أهمها كتاب عن "الجهاد في السعودية.. قصة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" لتوماس هيغهامر، وكتاب "حوارات من أجل المستقبل" للدكتور طه عبد الرحمن وآخر بعنوان "بين الشريعة والسياسة.. أسئلة لمرحلة ما بعد الثورات" للدكتور جاسر غودة، وآخر اسمه "الخوف من حكم الإسلاميين" عن الدولة المدنية والحريات والمواطنة وتطبيق الشريعة لعصام تليمة، وهو المؤلف الذي يتناول الخلفية الموجودة لدى البعض حول "الإسلاميين"، سواء كانت صحيحة أو غير ذلك، والمخاوف من دخولهم معترك السياسة خاصة بعد الثورات العربية. من ناحية أخرى، ولا تزال بعض الأجنحة المخصصة لدور النشر المغربية شاغرة منها "المركز الثقافي العربي" و"إفريقيا الشرق" و"التوحيدة دار الأمان". ولدى اقترابنا من ناشر مغربي من "دار طوقان"؛ قال إن هذا خارج عن إرادة دور النشر، وإن المشكل يتعلق بخطأ وقع في شحن الكتب، مما فرض بقاءها في الميناء. وأوضح أن هذا لا علاقة له بالتوترات الأخيرة بين البلدين، مضيفا "المشكل تقني فقط". وأكد محدثنا أنه شحن كتبه إلى الجزائر جوا بزيادة في التكلفة مقارنة بالبحر تقدر ب10 بالمائة، وذلك ضمانا لوصولها في الموعد، على أن يلقى مصير زملائه، وهذا أدى، حسبه، إلى ارتفاع بالضرورة في سعر الكتاب. ولاحظت "البلاد" خلال جولتها وجودا أمنيا مكثفا أمام الأجنحة المغربية، مخافة حدوث أي انزلاقات، وفق ما أوضحته لنا مصادر مختلفة. وبعيدا عن الناشرين؛ يقبل زوار معرض الكتاب، وعلى رأسهم الطلبة؛ على مختلف الكتب التي تلبي اهتماماتهم ورغباتهم بنهم، مع الحرص على اقتنائها رغم أسعارها المرتفعة نوعا ما، والتي قد لا تتماشى مع القدرة الشرائية للجزائريين، ولكن أمام أهميتها يجد الزائر نفسه مجبرا على تسديد ثمنها.