أحيت الجمعيتان الموسيقيتان دار"الغرناطية" من القليعة و"ابن باجة" من مستغانم أول أمس حفلا ساهرا في ثاني يوم من فعاليات الطبعة ال7 للمهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية "الصنعة" وسط حضور جمهور غفير من محبي هذا الفن الكلاسيكي الأصيل. وتحت إشراف عبد الوهاب أوساي نشطت دار"الغرناطية" الجزء الأول من السهرة فأدت نوبة سيكا التي استهلتها بمصدر "ياناس أما تعذروني" تلاه بطايحي "زاد الحب وجدي" وسط تجاوب من الجمهور الذي أحب أداء الجوق واستخدامه لبعض الآلات الموسيقية الدخيلة لربما على موسيقى الأندلسي. وواصلت الجمعية عرضها تحت تصفيقات الحضور باستخبار "قتلني بغير وشرع" ومن بعده درج سيكا "ريم نظرتني" ثم بانصراف "لولاك ما همت وجدا" وانصراف ثاني "يا ساقي لا تغفل" ومن بعده دليدلة سيكا "يفرج ربي" وانصراف "طياري مسرار" قبل أن تنهي أداءها بخلاص "يامن درى من نعشق". وتعتبر"الغرناطية" -التي تأسست بالقليعة في 1972- من أقدم جمعيات الموسيقى الأندلسية في الجزائر وعلى مر 40 سنة شاركت الجمعية في العديد من التظاهرات الوطنية والدولية كما نالت بعض الجوائز. وأدت من جهتها جمعية "ابن باجة" نوبة حسين فتحت قيادة فيصل بن كريزي وعلى توشية غريبة حسين افتتح جوقها الموسيقي عرضه قبل أن ينتقل لمصدر حسين "باح سري" ثم بطايحي حسين "عشقتك من نظيرة" ودرج حسين "يا طايحي قم"، ووفقا لتقليد مدرسة الصنعة للعاصمة التي تعمل جمعية "ابن باجة" من مستغانم على إبرازها والتمسك بها واصل جوقها الموسيقي أداءه باستخبار عراق ثم انصراف حسين "آه لولاك ما" قبل أن ينهيه بخلاص "يا أهلا الحمى" على وقع التصفيقات، وتمثل جمعية "ابن باجة" -التي تأسست في 2002 وتحمل اسم الفيلسوف العربي المسلم ابن باجة- إحدى أهم جمعيات الفن الأندلسي في الجزائر إذ ورغم حداثتها إلا أن لها حضور كبير عكسته مشاركاتها الكثيرة في المهرجانات الوطنية وايضا في الخارج وقد حازت في 2011 الجائزة الأولى من المهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية في طبعته الخامسة. وتم خلال الحفلين تكريم قائدي جوقي الجمعيتين من طرف محافظة المهرجان السيدة كريمة بوشتوت وقد أبدى الحضور رضاهم عن أداء المجموعتين رغم المستوى "المتوسط" الذي قدمتاه حسب بعض هؤلاء. وتتنافس على الجائزة الأولى لهذه الدورة من المهرجان -التي تمتد فعالياتها إلى غاية 10 ديسمبر الجاري- 8 جمعيات من العاصمة والقليعة ومستغانم وشرشال وبوفاريك وتيزي وزو وبجاية ومعسكر. ونظمت صباح أول أمس على هامش المهرجان بالمعهد العالي للموسيقى محاضرة حول مدرستي تلمسان والعاصمة بينما ستنضم أخرى بعد غد الأحد حول الفنان الصادق البجاوي الذي كرمت هذه الدورة.