الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بدا منتشيا وهو يجمع الزعماء الأفارقة في قمة الاليزيه "إفريقيا للسلم والأمن"، بدا منتشيا أكثر وهو يتحدث عن وجود ما لا يقل عن 1600 عسكري فرنسي في إفريقيا الوسطى، منتشيا لان هولاند أعاد فرنسا الاستعمارية إلى موقعها وجغرافيتها .. فبعد تجربة التدخل العسكري في شمال مالي، ها هو يخاطب الفرنسيين والأفارقة على حد سواء بلهجة المنتصر، منتصر لأنه أعاد القوات الفرنسية إلى معاقل إفريقيا بعد حركات وثورات تحررية تمكنت بعد نضال وكفاح طويلين من إخراج القوات الفرنسية خانعة من أدغال افريقيا... هولاند الذي يوصف بالرجل الهادئ حقق لفرنسا بالدبلوماسية ما لم تحققه آلتها الحربية، فالرجل أعاد القوات الفرنسية إلى القارة السمراء من نافدة شمال مالي، وهاهي تدخل اليوم بانغي من أبوابها الواسعة وغدا لا نعلم أين ستكون هذه القوات... هولاند تحدث كثيرا على السلم والأمن للأفارقة، لكنه لم يتحدث عن التنمية ومساهمة بلاده فيها، لم يتحدث عن المصالح الفرنسية في المنطقة والتي كثيرا ما كانت وراء السلم المفقود، والأمن المنشود. هولاند وعد الأفارقة بتدريب قوات التدخل الإفريقية، وتسليحها ودعمها، لكنه لم يقل أن فرنسا ستضخ أموالا لمحاربة الفقر والأمراض التي تفتك بالقارة الإفريقية المترامية الأطراف ... هكذا هي إذن فرنسا هولاند وهكذا هي إفريقيا اليوم ...