قرر القادة الأفارقة في ختام قمة الاتحاد الإفريقي أمس، بالعاصمة الإثيوبية، استحداث قوة تدخل سريع إفريقية، مهمتها فض النزاعات في مختلف مناطق التوتر في القارة. وقال هايليماريام ديسالانيي الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي والوزير الأول الإثيوبي، إن القرار التاريخي المتخذ لإنشاء قوة تدخل سريع إفريقية، حظي بترحيب من طرف الدول الأعضاء التي أكدت مشاركتها فيها. وأكد رمضان لعمامرة مفوض لجنة السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، أن هذه القوة سترى النور قريبا، بعد أن أبدت دول مثل جنوب إفريقيا وأوغندا وإثيوبيا استعدادها للمشاركة في تشكيل نواتها الأولى. وقال لعمامرة، إن تشكيل هذه القوة، يعد إجراء مؤقتا، في انتظار المصادقة على مشروع إنشاء القوة الإفريقية ودخوله حيز التنفيذ. يذكر، أن قادة الدول الإفريقية طرحوا منذ سنوات فكرة إنشاء قوة تدخل إفريقية، إلا أن تشكيلها ودخولها الخدمة الذي كان مقررا نهاية عام 2010، تأجل مرة أخرى وقد يطول إلى غاية 2015. وفي انتظار ذلك، رأى القادة الأفارقة في قمتهم بالعاصمة الإثيوبية أمس، أن تشكيل قوة تدخل سريع، هي الفكرة التي تجسدت على إثر العملية العسكرية التي قادتها فرنسا في شمال مالي، في وقت عجزت فيه دول إفريقية على تشكيل هذه القوة لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي اتخذت من محافظات شمال هذا البلد معقلا لها. وهو العجز الذي جعل الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما يعيد طرحها على القمة الإفريقية وحظيت بموافقة القادة الأفارقة الآخرين، الذين أبدى العديد منهم استعدادهم للمشاركة فيها بوحدات عسكرية أو بقوات الشرطة والعتاد اللازم، لتمكينها من تجسيد وجودها العملي. وجاء إقرار إنشاء هذه القوة، في وقت دعا فيه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قادة الدول الإفريقية إلى العاصمة باريس يومي 6 و7 ديسمبر القادم، لعقد قمة تبحث القضايا الأمنية في القارة الإفريقية. وقال لعمامرة، إن المبادرة الفرنسية تستحق التشجيع، ولكن يجب التحضير لها وبكيفية تحدد خلالها دور الدول الإفريقية في ضمان أمنها، وأن يكون الشركاء الدوليون سندا لها في إنجاح هذا الدور”، في تلميح واضح إلى ضرورة قيام الأفارقة بضمان أمنهم بأنفسهم. وتأكد عجز الدول الإفريقية على حماية أمنها بداية العام الماضي، عندما عجزت في تشكيل قوة مشتركة لدحر عناصر التنظيمات الإرهابية، بينما تمكنت فرنسا القوة الاستعمارية السابقة في القارة من تشكيلها في وقت قياسي. وأكد القادة الأفارقة في الإعلان، على التزامهم بالمبادئ الإفريقية وتطلعات القارة إلى “وحدة أكبر”. كما أكدوا على عزمهم على “بناء إفريقيا مندمجة ومزدهرة يسودها السلام، وتتطور بفضل مواطنيها” والتي تشكل “قوة ناشطة” وتسود فيها المساواة بين الرجل والمرأة ووحدة الشعوب.