كشف رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، عز الدين ميهوبي، أن المجلس سيرفع تقريره السنوي لرئيس الجمهورية، لإطلاعه على الوضع الذي عليه اللغة، وابرز تواصل المجلس مع مختلف الهيئات من خلال التقارير الخاصة بمدى تطبيق وتعميم استعمال اللغة العربية في المؤسسات والهيئات التي تعمل بالتنسيق مع المجلس في المجالات التقنية للذهاب باللغة العربية إلى أفضل مستوياتها أداءا واصطلاحا. وأضاف عز الدين ميهوبي للإذاعية الوطنية، أمس، أن الجزائر البلد الوحيد في الوطن العربي الذي يمنح اللغة اهتماما خاصا وذلك من خلال الثلاث هيئات التي تعنى باللغة وهي المجلس الأعلى للغة العربية والمحافظة السامية للغة الأمازيغية والمجمع الجزائري للغة العربية، في حين أكتفت الدول العربية الأخرى بمجمع ذو الجانب العلمي الأكاديمي. وأشار ميهوبي إلى أن المحتوى الرقمي العربي لا يتجاوز 3 بالمائة والجزائر لا تشكل فيه إلا 0.3 بالمائة وهو رقم مخيف والمجلس يعول على الشباب الجامعي الجاهز لأن يخوض الرهان ويكسب التحدي في تمكين الجزائر من أن يكون لها حضور في شبكة الانترنت من حيث المضامين بالمساهمة في المشترك الإنساني. وقال المتحدث إن الجزائر تشارك في الملتقى العالمي حول"محراب اللغة العربية" بتونس لعرض خبرتها في خدمة اللغة العربية، مذكرا بأن اليونسكو اختارت يوم 18 ديسمبر يوما عالميا للغة العربية وهي واحدة من 06 لغات معتمدة في الأممالمتحدة وهناك أزيد من 450 مليون نسمة ناطقة بها، مشبها الحراك اللغوي في العالم بالحروب اللغوية غير المعلنة. .. دور الإعلام في تقوية أو إضعاف اللغة العربية تحت مجهر اليونسكو تقيم منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) اليوم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف ال 18 من ديسمبر من كل عام بحضور ممثلي الدول الأعضاء في اليونسكو وجمع من المتخصصين والكتاب والباحثين من مختلف دول العالم، وسيكون المحور الرئيسي لاحتفالية هذا العام حول (دور الإعلام في تقوية أو إضعاف اللغة العربية) بمشاركة خبراء إعلاميين يمثلون وسائل إعلام متنوعة منها قنوات تلفزيونية وصحف ومجلات إلى جانب لغويين متخصصين وجمهور من الكتاب لمناقشة دور اللغة العربية في إثراء العالم ومدلولاتها الحضارية. وتكتسب احتفالية اليونسكو باللغة العربية أهمية متزايدة عاما بعد عام خصوصا بعد قرار الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (ارابيا) التابعة للمنظمة الدولية خلال اجتماعها في أكتوبر الماضي اعتماد اليوم العالمي للغة العربية كأحد "العناصر الأساسية" في برنامج عملها كل سنة، وقال رئيس الهيئة الاستشارية (ارابيا) المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو السفير زياد الدريس أن "الاحتفال باليوم العالمي داخل أروقة اليونسكو هو مساهمة استثنائية تمثل رمزية مهمة بان تقوم منظمة دولية كبيرة بمكانة اليونسكو بالاحتفاء بلغة بمكانة اللغة العربية". وأضاف "نحن في اليونسكو سنحاول أن نشكل ذروة الاحتفاء بهذا اليوم تزامنا مع الاحتفالات التي ستقيمها معظم الدول العربية عبر مؤسساتها الوطنية إلى جانب المؤسسات التعليمية والثقافية المنتشرة في الوطن العربي لايلاء الاهتمام اللائق باللغة العربية". وحول الدور الذي تقوم به (ارابيا) التابعة لليونسكو في نشر الثقافة العربية قال السفير الدريس أن "الخطة الدولية هي مشروع مهم جدا يبعث على الارتياح منذ بداياته على الرغم من بعض الخمول الذي أصابها خلال السنوات الأخيرة". وأوضح أن "الهيئة الاستشارية لخطة (ارابيا) تسعى جاهدة ودون كلل لاستعادة النشاط الذي كانت عليه الخطة في بداياتها عبر تبني برامج طموحة لتحقيق أهدافها في الارتقاء بالثقافة العربية". وأشار السفير الدريس إلى أن الهيئة الاستشارية للخطة اتفقت على ضرورة احتضان هذه الاحتفالية السنوية وتسكينها داخل خطة التنمية على اعتبار أن اللغة العربية جزء أساسي لا يتجزأ من الثقافة العربية، من جانبه قال المندوب الدائم لدولة الكويت لدى اليونسكو السفير الدكتور علي الطراح أن "احتفال اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية جاء ثمرة جهود حثيثة قامت بها المجموعة العربية في عام 2011 لتكريس هذا اليوم باعتباره مناسبة ثقافية عالمية". وأضاف الطراح أن "اللغة العربية هي لغة القران الكريم وهي مكون ثقافي وحضاري للأمة ومن اللغات السامية وأقدمها كما أنها اللغة العالمية التي يتحدث بها نحو 422 مليون شخص" مشيرا إلى أن "الاحتفال باللغة العربية هو مناسبة مهمة لتأكيد الجوانب الحضارية للغتنا العريقة"، وأوضح أنها "مناسبة أيضا لتأكيد التواصل الحضاري خصوصا في ظل عولمة ثقافية تقتحم العالم قد تضعف لغتنا الحضارية"، وقال "هناك جهود كبيرة تبذل في دولة الكويت لتعزيز دور اللغة في ثقافتنا كي تمنحنا الثقة بان اللغة العربية لها تاريخها العريق وعلينا الحفاظ على مكوناتها الثقافية التي تميزنا ثقافيا وحضاريا"، واعتبر أن اللغة العربية تشهد في السنوات الأخيرة تراجعا في استخدامها بين الناطقين بها بعد إدخال مفردات تشكل خليطا ثقافيا يضعف اللغة العربية مؤكدا أهمية تبني وزارات التعليم في الدول العربية سياسات تعليمية رصينة تحفظ مكانة اللغة بين الأجيال. وتعتبر اللغة العربية إحدى لغات العمل الست في المنظمة الدولية وهي لغة 22 دولة من الدول الأعضاء في اليونسكو ويتحدث بها ما يزيد على 422 مليون عربي ويستخدمها اكثر من 5ر1 مليار مسلم.