هاجمت الصحف الإيرانية التيارات الإسلامية في الجزائر المتشددة إزاء انتشار المد التشيعي بالجزائر، وجاء تهجم الصحف الإيرانية في أعقاب تحذيرات أطلقها أئمة جزائريون عن خطوة انتشار التشيع والذي سبق لوزير الشؤون الدينية أن أشار غليه في خرجات سابقة له. ونقل موقع "شيعة أون لاين" الإيراني، بانتقادات شديد لتحذير عدد من الخطباء الجزائريين من جهود إيرانية لنشر التشيع في الجزائر، وأورد موقع شيعة أونلاين، التابع للحوزة الدينية في قم، بأن "ما يقوم به الإسلاميون في الجزائر يعد حربا على التشيع من فوق المنابر". ويبدو من خلال التهجم الإيراني على الإسلاميين بالجزائر ، ان سببه المباشر أن كان أحد خطباء الجمعة الماضية في تلمسان قال "إنه في الوقت الذي تمر به الأمة العربية والإسلامية بظروف عصيبة في العراق وغزة وغيرها من بلاد المسلمين، نجد بيننا من الجزائريين المنخدعين بدعوات التشيع "وهو ما ذكره الموقع الشيعي الإيراني صراحة، والذي نقل عن الإمام أيضا تحذيرا للمتشيعين قائلا "إن لم يكف هؤلاء المرتبطون بإيران عن فتنتهم التي يحاولون من خلالها استهداف المجتمع الجزائري المسلم السني، فسوف نكشف أسماءهم وعن طبيعة نشاطهم لنشر التشيع في الجزائر". وانتقد الموقع الإيراني مصادرة الكتب الداعية للتشيع في المكتبات الجزائرية، ووصف الخطوة بأنها "سياسة منظمة وممنهجة ضد نشر المذهب الشيعي في الجزائر"، وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف السابق بوعبدالله غلام الله أكد على عدم السماح لأي نشاط طائفي لنشر التشيع في الجزائر، وأكد ان مصالح الوزارة ستقف " بجدية ضد هذه الدعوات والأنشطة المذهبية وسوف نحاربها بقوة لنقضى عليها". واعتبر وزير الشؤون الدينية والأوقاف الحالي، محمد عيسى أن "ظاهرة التشيع بالجزائر هي محاولة لإدخال سياسة توسعية واستخباراتية في نشر الأفكار بالجزائر التي تملك مرجعية دينية متينة". وأوضح الوزير في تصريح للصحافة على هامش جلسة علنية بمجلس الأمة بخصوص انتشار ظاهرة التشيع بالجزائر أن "المشكل لا يكمن في المذاهب وإنما في ما أسماه بالحركات النحلية أو أدلجة المذهب الفقهي لإدخال ايديولوجية سياسية توسعية أو استخباراتية في نشر هذه الأفكار في الجزائر". وقال عيسى في هذا الصدد ان الجزائر "التي تملك مرجعية دينية اصيلة ومتينة ولها رجالها ومبادئها لا نريد ان يطمع فيها وأن تغزى فكريا" مضيفا ان "أسوار الجزائر منيعة". ويرى مراقبون للشأن الإيراني أن النظام يحاول استغلال العلاقات الدبلوماسية الإيرانيةالجزائرية، ويوظف جانبا منها لنشر التشيع في المناطق الفقيرة لتكوين موطئ قدم لطهران، كما حصل ذلك في بعض الدول العربية والأفريقية. يذكر أن بعض القنوات الشيعية الإيرانية مؤخراً أصبحت تستهدف المجتمع الجزائري من خلال أنشطتها الطائفية، وتقدم فرصا وظيفية للطلبة الجزائريين الذين تخرجوا من الحوزة الشيعية في قم، من خلال المنح الدراسية التي قدمتها لهم إيران لتوجيه خطابهم الشيعي إلى المجتمع الجزائري.