وقّع أمس الأمين العام للإتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين جناح صالح صويلح، ورئيسة الهلال الأحمر الجزائر سعيدة بن حبيلس على اتفاقية شراكة تخص التضامن، حيث اتفق الطرفان على برنامج مشترك للتعاون والمتعلق بدعم ومساندة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، وسبل الإغاثة الإنسانية عبر مخطط للتضامن السنوي من خلال إنشاء اللجنة الوطنية التضامنية التابعة للاتحاد. وقال صالح صويلح في ندوة صحفية على هامش توقيع اتفاقية الشراكة مع الهلال الأحمر الجزائري عقدت بمقر الاتحاد بالعاصمة، "أنّ هذا الإمضاء على اتفاقية الشراكة لا يخص قطاع غزة فقط، وإنّما هو سوف يدوم ويتعداه لدعم قضايا أخرى"، وكشف المتحدث عن عملية توزيع مطويات يقوم بها الأمناء العامون الولائيون للاتحاد عبر بلديات تراب الجمهورية على كل التجار والحرفيين وأصحاب الخدمات، تتضمن رقم الحساب البريدي الجاري للهلال الأحمر الجزائري يقوم فيه التجار بصب ما يستطيعون التبرع به للشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى تنصيب لجنة وطنية تضم رجال أعمال وتجار الجملة لجمع المواد الغذائية والتي خُصص لها مكان لجمعها في قصر المعارض بالصنوبر البحري قصد إرسالها إلى قطاع غزة المحاصر، معتبرا أنّ موقف رئيس الجمهورية من قضية دعم فلسطين هو تشريف للجزائر والجزائريين. وبدورها، كشفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس عن تمكن مصالحها من جمع حوالي 130 طن من الأدوية والمواد الغذائية وغيرها لصالح سكان قطاع غزة، وتلقيها مساهمات مالية من متعامل الهاتف النقال أوريدو بقيمة 3 ملايير سنتيم، في انتظار مزيد من الدعم من الهيئات الوطنية الأخرى. وأكدت المتحدثة أنّ مساعي الهلال الأحمر الجزائري للتقيد بالشروط جارية، والمواصفات التقنية التي فرضها الجانب المصري على كل من يريدون إرسال مساعدات إلى سكان قطاع غزةبفلسطين، وأنّ السلطات المصرية أضافت شرطا آخر هو "أنّ المساعدات تسلم للهلال الأحمر الفلسطيني، فنحن نبحث سبل إرسال المساعدات دون حصول تعطيلات في الجانب المصري، مما يتطلب ذلك جهدا ووقتا"، مضيفة "لقد تلقينا قائمة من الهلال الأحمر الفلسطيني قائمة بالأدوية المطلوبة ونحن نعمل على توفيرها، خاصة الأدوية الجراحية، وكذا أدوية الأمراض المزمنة، كالسرطان والسكري، وهناك حوالي 500 ألف طفل فلسطيني يحتاجون إلى أطباء نفسانيين جراء ما أصابهم من هلع من العدوان والقصف الهمجي"، وبخصوص إرسال أكياس الدم قالت المتحدثة "نحن قررنا عدم إرسال أكياس الدم إلى قطاع غزة، لأنّها لن تصل إلى هناك صالحة للاستعمال وهذا يعتبر جريمة في حق الشعب الجزائري". وقالت المتحدثة "أنّ الهلال الأحمر الجزائري يعمل على كل الجهات فيما يخص العمليات التضامنية، وأنّ هناك تضامن وطني يتم بين الجزائريين والجزائريات يخص المناطق الريفية والمعزولة، وتضامن جهوي يخص العمليات التضامنية لصالح مناطق الشمال المالي كا كيدال وغاوا، وتومبغتوا، وإقليمي فيما يخص قطاع غزة والهبة التضامنية الواسعة التي لقيتها المبادرة، وتضامن أخير دولي، وأنّا كممثلة للهلال الأحمر الجزائري ضد ما يسمى بالتضامن الظرفي" . كما عبرت وزيرة التضامن السابقة عن افتخارها بموقف الجزائريين قائلة " نفتخر بالموقف الرسمي والشعبي بالنسبة للقيام بالواجب تجاه الشعب الفلسطيني والصحراوي، واللذين جاءا متوافقين في دعم التحرر، والحق في الأرض، فنحن لم نكلف أنفسنا جهد كبير لتوجيه الدعوة للشعب الجزائري للتضامن وإنّما جاء تلقائي". كما ثمنت بن حبيلس دور المجتمع المدني الجزائري في التضامن بالإنساني، وأنّه يأتي على عاتق الفاعلين، واصفة إياه بأنّه "تكميلي"، لأنّه تقول "يتم ويكمّل مجهودات الدولة الجزائرية، فهو يحيي قيم التضامن والتكافل، فهو يكمل السياسة الوطنية للجزائر، والدولة الجزائرية بحاجة إلى دور المجتمع المدني".