تمكن الجيش الوطني الشعبي من القضاء على 86 "إرهابيا" منذ مطلع العام الجاري أغلبهم في ولايات وسط البلاد المعروفة بنشاط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى جانب الحدود الجنوبية مع ليبيا وماليوالنيجر التي تعرف محاولات تسلل متكررة. وأسفرت عمليات التمشيط والكمائن المتواصلة التي نفذها الجيش الجزائري منذ جانفي من العام الجاري عن مقتل 86 "إرهابيا" إلى جانب حجز كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر بمختلف أنواعها، حسب بيانات نشرتها وزارة الدفاع الجزائرية اليوم السبت. وحسب المصدر نفسه، فإن هذه العمليات وقع أغلبها بولايات وسط البلاد الواقعة شرقي العاصمة وهي تيزي وزو، بومرداس والبويرة وهي مناطق معروفة بنشاط عناصر ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حسب خبراء أمنيين جزائريين. كما تركزت عمليات الجيش على الشريط الحدودي الجنوبي مع مالي، النيجر، ليبيا وتونس، حيث دفعت السلطات الجزائرية منذ أشهر بآلاف الجنود لمواجهة عمليات التسلل من الجماعات الإرهابية في هذه الدول التي تعرف حالة عدم استقرار أمني. وكانت وحدات الجيش قد ألقت القبض على 20 مجرما وهم يحاولون عبور الحدود مع النيجر حسب إعلان وزارة الدفاع الاثنين 6 أكتوبر، وكان الرعايا السودانيون والتشاديون على متن سيارتين وست دراجات نارية تمت مصادرتها حسب ما جاء في بيان الوزارة. وتكشف العمليات الأخيرة تحوّل النشاط الإرهابي إلى الحدود مع النيجر، بعدما كانت أغلب العمليات الأمنية السابقة تسجل عبر الشريط الحدودي مع مالي وليبيا وتونس. وربما تسعى الجماعات الإرهابية إلى صرف أنظار السلطات الأمنية بعيدا عن هذه الحدود حسب العسكري المتقاعد الطاهر بن ثامر. وأضاف "المناطق الحدودية مع عين قزام، من المناطق التي تعرف نشاط أهم العصابات المتخصصة في تهريب الأسلحة والمخدرات"، مضيفا "أغلب المجموعات الإجرامية التي تنشط بالمنطقة لها علاقات مع تنظيمات جهادية على غرار التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا التي شكلت تحالفا مع تنظيم الملثمين بزعامة مختار بلمختار". وقال "تعمد هذه العصابات إلى استغلال عناصر تمتلك دراية بالمسالك الصحراوية للإفلات من المراقبة على الحدود، وغالبا ما تكون المجموعات التي تحاول عبور الحدود مدججة بالأسلحة لحماية شحنات المخدرات التي يتم تهريبها عبر المناطق الحدودية إلى مالي ومناطق أخرى". من جانبه يرى العقيد المتقاعد محمد الصالح خلفاوي أن العمليات الأخيرة للجيش تكشف حدوث تحول في الإستراتيجية العسكرية، وقال "وحدات الجيش، أصبحت تستخدم تجهيزات نوعية ومتطورة لرصد تحركات الإرهابيين، خاصة على الحدود"، وتشير تقارير مؤخرا إلى أن قوات الأمن الجزائرية بصدد التحضير للمزيد من العمليات. وفي رسالته للتهنئة بمناسبة عيد الأضحى، قال الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، إن القيادة العسكرية بصدد التحضير لعمليات عسكرية ضد المجموعات الإرهابية. وتذكر المصادر أن قيادة الجيش قررت الاستعانة ب 218 من مقتفي الآثار من البدووالطوارق، لمساندة الجيش ، لحماية الحدود على مسافة 1800 كلم من الشريط الحدودي الجنوبي بين ماليوالنيجر بولايتي تمنراست وأدرار. بالإضافة إلى اعتماد طلعات جوية ليلية لتعقب الحركات المشبوهة للإرهابيين.