حين يفكر المثقفون والفنانون بصوت مرتفع عن آمالهم في السنة الجديدة تعددت طموحات وأمنيات المثقفين والفنانين الجزائريين في العام الجديد، إذ تمنوا تحقيق انجازات ثقافية وفنية حقيقية، بعيدا عن الدعائية والملتقيات الشكلية التي حفل بها العام الماضي، ولم تسجل تطويرا في بنية الفعل الثقافي، وأن تتجدد المحاولات لتجاوز ما وصف بإخفاقات وكبوات عام 2014. فايزة لصنامي / منال شايطة أمين الزاوي. . لابد من عودة الجزائر إلى الحظيرة المتوسطية الروائي أمين الزاوي وجد سنة 2014 سنة شحيحة ثقافيا لأنها شهدت غياب أهم الأقلام الجزائرية على غرار أنور بن مالك وليلى مروان ومليكة مقدم بالإضافة إلى أن الإنتاج الأدبي كان ضعيفا مقارنة بسنة 2013. وعن تطلعاته لسنة 2015 قال الزاوي ل الحياة العربية أنه لابد من عودة الجزائر إلى الحظيرة المتوسطية وعودة المثقفين وتموقعهم في الساحة الأدبية العربية والعالمية. كما تمنى الزاوي أن تكون سنة 2015 سنة خير وأن تخرج بسلام من الأزمة الواقعة فيها حاليا ويعم السلم والسلام وتعود إلى الجزائر إلى الحاضرة العربية وأن يكون الكتاب الجزائري في مستوى الكتاب السوري والمغربي وأن لا ننتظر المواسم الخاصة والتظاهرات والعواصم الثقافية لننتج ونبدع. .. عز الدين ميهوبي. . الكتاب التاريخي سيكون المتصدر سنة 2015 وبنظرة مخالفة رأى عز الدين ميهوبي أن سنة 2014 كانت حافلة بالإصدارات الأدبية لكن البعض منهم لم ينل حظه من الترويج وأرجع نجاحها لتناولها قضايا الهوية كرواية كما داود التي رشحت لنيل جائزة الغونكور بفرنسا والهوامش الإعلامية التي أثيرت حولها حيث كان هناك جدل حول تصريحات أحد الوجوه السياسية والدينية. و قال ميهوبي أن بعض دور النشر أصدرت أعمالا جيدة غير أنها لم تعمل على ترويجها كما كانت سنة 2014 لها صدى في الشعر كمذكرات لمين بشيشي تناول من خلالها أشياء رائعة عن الطفولة "النهر والجدول". وعن السنة الجديدة قال ميهوبي ستكون متزامنة مع تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية وسيتم التركيز فيها على الكتاب الملتصق بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وسيكون الكتاب التاريخي هو المتصدر. .. المخرجة باية الهاشمي. . لابد أن تكون لدينا صناعة سينمائية و تمنت المخرجة باية الهاشمي في هذا العام الجديد أن يصبح الإنتاج الدرامي والسينمائي في الجزائر صناعة تدعم بها الاقتصاد الجزائري مثل الصناعة الأمريكية والفرنسية والتركية. و تمنت الهاشمي أن تأخذ الحكومة بعين الاعتبار الصناعة السينمائية لأن الجزائر تملك طاقات فنية هائلة وإرادة عالية. .. سعاد سبكي. . نتمنى أن يكون لدينا إنتاج درامي ناجح من جهتها وصفت الفنانة سعاد سبكي الإنتاج الدرامي الجزائري خلال سنة 2014 بالفاشل، حيث كانت النصوص والمواضيع المطروحة فكاهية أكثر منها اجتماعية. وقالت سبكي أنها شاركت خلال هذه السنة في مسلسلات فكاهية لم تأخذ صدى وأرجعت ذلك إلى أن المنتج الذي أصبح شغله الشاغل هو تحصيل المال، وأكدت أنها إلى يومنا هذا لم تتحصل على راتبها من قناة الkbc الممولة من طرف التلفزيون الجزائري. وعن آمالها في سنة 2015 تمنت السبكي أن يكون هناك إنتاج درامي ناجح بأتم معنى الكلمة يتضمن إخراج جيد ونص له صدى وله رسالة واضحة وهادفة. في حين تأسفت الفنانة القديرة دوجة عشاش عن المستوى الضعيف الذي برز في الإنتاج الدرامي خلال سنة 2014 ولامت الجهات الوصية عن تهميش السمعي البصري واهتمامها بالتظاهرات الغنائية. .. 2014 . . الجزائر تودع نجومها بعد أن أمتعوا فيها المشاهد الجزائري فقدت الساحة الفنية الجزائرية خلال سنة 2014، نجوما وفنانين كبار، تركوا إرثا كبيرا ورحلوا بعد مسيرات حافلة بالعطاء امتدت لعقود أمتعوا خلالها المشاهد الجزائري، قبل أن ينهي القدر مسيرتهم الفنية. ففي مطلع السنة، ودع أبو الفنون أحد أعمدته، الممثل والمخرج والمؤلف المسرحي محمد بن قطاف (75 عاما)، الذي"أعطى نفسا جديدا" للمسرح في الجزائر بعد أن تواصل وتفاعل مع خشبتها لأكثر من 40 سنة. واحتك بن قطاف طيلة مسيرته الفنية الثرية بالكثير من نساء ورجال المسرح أمثال علال المحب ومصطفى كاتب ورويشد والسيدة كلثوم وسيد علي كويرات كما تعامل مع فنانين من جيله على غرار المرحوم عزالدين مجوبي وصونيا وزياني شريف عياد حيث خاضوا معا أول تجربة للمسرح المستقل في الجزائر بإنشاء "مسرح القلعة " في 1990. وفقدت الأغنية الأمازيغية في 3 مارس، المغنية الجزائرية القبائلية شريفة، (وردية بوشملال) التي تربعت على عرش الأغنية القبائلية لسنين طويلة جالت التراب الوطني وحققت نجاحات كبيرة لصوتها الجهوري ولبلاغة كلمات أغانيها التي أعادها مطربون وفنانون كبار. وفقد الفن السابع أواخر شهر مارس، الممثل والفنان التشكيلي عصمان بن شيخ والمطرب حكيم تارسيناسو. وفي 17 أفريل توفي أحمد حسين، أول مدير وعضو مؤسس لمتحف السينما الجزائرية (السينماتيك) ليغيب الموت يوم 27 أفريل، الشاعر الملتزم محند أكلي عمروش الملقب بمحند أكلي آث عمارة، صاحب كتاب "أشو غران أقشيش ذا درويش" و"أنفثاغ أنشنو ثايري نتمازيغت" وأيضا" نكد امازيغ". وعن عمر ناهز 64 عاما توفي النحات والتشكيلي بلقاسم حركات، صاحب منحوتة الدلافين بسطاولي (الجزائرالعاصمة) وكذا منجزرسم أول قطعة نقدية ل5 دنانير للجزائر المستقلة ليلتحق به في 13 ماي، الباحث في علم الآثار، عبد القادر بورحلة. وفي أواخر ماي توفي الممثل الكوميدي والمخرج المسرحي عبد الله أورياشي، ليغيب الموت في الفاتح من جوان، عميدة الطرب الجزائري نورة التي أدت الأغاني القديمة للتراث الوطني حيث يبلغ رصيدها الغنائي ال500 أغنية. وفي 18 جوان توفي الممثل الكوميدي عمرزلوم، ليلتحق به في 22 جوان المطرب عبد القادر بوحي والذي ترك العديد من الألبومات. ورحل عن الوسط السينمائي في 23 جوان، المخرج والمؤلف الجزائري عبد الرزاق هلال، الذي قدم العديد من المحاضرات حول تاريخ السينما وشارك في مختلف المواعيد السينمائية كما سبق له وأن أنجز العديد من الأعمال السينمائية من بينها "المصباح العجيب" "La lampe magique" التي تكشف عن الجرائم الاستعمارية في الجزائر منذ 1830 الى الاستقلال. عن عمر ناهز 84 عاما، انطفأت شمعة الفنان التشكيلي محمد بوزيد الذي يعد من مؤسسي الإتحاد الوطني للفنون التشكيلية في 24 جوان ليرحل اسم آخر عن عالم الأدب بوفاة الصحفي والكاتب بلقاسم بن عبد الله، والعضو السابق لاتحاد الكتاب الجزائريين في أواخر نفس الشهر. وغيب الموت في 4 جويلية الفنان التشكيلي عبد الحميد عروسي، الفنان الذي أنجز العديد من الجداريات التي عرضها في الجزائر وفي الخارج منذ سنوات السبعينيات. وقد تقلد الفقيد منصب رئيس الاتحاد الوطني للفنون الثقافية في 1993، الذي أنشأ غداة الاستقلال والذي أداره في نهاية مشواره الفني. وفي 14 جويلية، توفي الفنان لعربي جدي، مؤدي أغنية تاغرغنت (وهو نوع موسيقي أمازيغي الذي أطلق عليه اسم "بلوز الواحة" وأدى أكثر من 22 ألبوما بالأمازيغية وبالعربية لترحل عنا في نفس الشهر وهي في ريعان شبابها، المصورة الشابة نسرين سلال التي كانت قد تحصلت على جائزة أحسن قصة في المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب (2011). في 20 أوت، توفي الكاريكاتوري وصاحب الشريط المرسوم محمد بوصلاح الذي ألف العديد من ألبومات الشريط المرسوم من بينها "من أجل أن تعيش الجزائر" ليودع في 23 سبتمبر عالم الفن التشكيلي النحات داود سباع وهو مؤلف العديد من اللوحات المسجلة أساسا في حركة المذهب الطبيعي. وفي 5 أكتوبر، توفي قائد المجموعة الصوتية التابعة للأوركسترا السيمفونية الوطنية، عزيز حمولي الذي سبق له وأن مثل الجزائر رفقة المجموعة في أكثر من مناسبة وطنية ودولية ليلتحق به في 6 أكتوبر مؤدي الأغنية السطايفية سمير السطايفي. وفي 13 نوفمبر، توفي الممثل الكوميدي والممثل والمنشط الجزائري شريف حجام المعروف باسم "حميميش" ليلتحق به في 19 نوفمبر، الممثل الكوميدي حمدي لوراري، المعروف فنيا بقاسي تيزي وزو. وفي 25 نوفمبر، توفي الفنان مصطفى بن غرغورة، بعد 50 سنة من العطاء حيث كان قائد جوق الموسيقى الأندلسية كما ترأس سابقا الجمعية الفنية "الودادية" التي تكونت في 1932 وعرف من خلال العديد من الأغاني والقصيدات في نوع الأندلسي والعروبي والحوزي. وعن عمر ناهز 75 عاما، غيب الموت الموسيقي رحو بوتليليس الذي كان عضوا للفرقة الفنية للراحل أحمد وهبي كما رافق العديد من الفنانين المشهورين مثل بلاوي الهواري وبن خدة بارودي والراحلة صباح الصغيرة وصوريا كنان وآخرون.