يشهد نشاط تربية المائيات بولاية ورقلة ومنذ بروز أولى ملامحه في 2002 تطورا مستمرا بالنظر إلى النتائج المحققة في الميدان وتوسع هذه التجربة. وبدأت تتجلى هذه النتائج المحققة من خلال إنجاز مشروع ضخم في مجال تربية المائيات في الأحواض، وهو ثمرة استثمار خاص دخل حيز النشاط الفعلي في 2008. وقد اقتحم لاحقا العديد من الفلاحين نشاط تربية المائيات بهذه المنطقة من خلال إدماجها ضمن نشاطهم الفلاحي وتوسيع شعبة تربية المائيات إلى أصناف أخرى من أسماك المياه العذبة، على غرار سمك القط من خلال عمليات استزراع آلاف الأصبعيات أغلبها بمنطقة حاسي بن عبد الله على بعد نحو عشرين كلم من عاصمة الولاية. وسمحت هذه العملية التي شرع فيها منذ 2002 باستزراع أكثر من 692 ألف أصبعية لعدة أنواع من الأسماك وذلك عبر مختلف الأحواض والمسطحات المائية المتواجدة بالولاية، وفقا للمعطيات المستقاة من المديرية المعنية. وبهدف تنويع وتكثيف نشاط تربية المائيات اتجه القطاع نحو صنف آخر من الأسماك لم يكن معروفا من قبل بالمنطقة ويتعلق الأمر بسمك الجمبري، حيث شرع خلال هذه السنة على مستوى بلدية حاسي بن عبد الله وبالتعاون شريك من كوريا الجنوبية في إنجاز مزرعة لتربية الجمبري. ويتربع هذا المشروع الهام الذي يساهم فيه الجانب الجزائري بحوالي 260 مليون دج وستة ملايين دولار بالنسبة للطرف الكوري الجنوبي على مساحة 10 هكتارات. ويحتوي ضمن منشآته وحدة لتصنيع الأغذية وعدة أحواض للتسمين ومركز للبحث الذي هو عبارة عن مجموعة من المخابر مجهزة بمعدات تقنية من أجل البحث وتطوير تربية سمك الجمبري. ومن المنتظر أن تتراوح القدرة الإنتاجية لهذا المشروع المستقبلي لدى دخوله حيز النشاط ما بين 10 إلى 20 طنا سنويا من سمك الجمبري الذي يعيش في المياه العذبة. وتتوفر ولاية ورقلة التي تتربع على مساحة إجمالية قوامها 163.233 كلم مربع على قدرات مائية كبير، مما يؤهلها للاستمرار في تطوير وتوسيع مجال تربية المائيات، ويتجلى ذلك من خلال الموارد الضخمة من المياه الموجودة عبر الطبقات الجوفية، بما يعادل 60 مليار متر مكعب، علاوة على امتلاكها لآلاف الهكتارات من الأراضي الفلاحية الشاسعة. كما تنتشر بها العديد من البحيرات المعروفة بأهميتها البيئية وغناها بالثروة الحيوانية والنباتية والتي يمكن استغلالها لتربية المائيات، على غرار بحيرة حاسي بن عد الله وبحيرة زرزايم بالمقارين والمير بالحجيرة وبحيرتي مرجاجة وتطاوين بالنزلة. ومن أجل تهيئة الأرضية المناسبة للإنطلاق في نشاط تربية المائيات بالولاية كان لزاما استحداث مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية التي أنشئت طبقا للمرسوم التنفيذي رقم 01 -135 الصادر بتاريخ 22 ماي من سنة 2001، والتي من مهامها الرئيسية توفير الثروة السمكية عن طريق الاستزراع السمكي وترقية الاستهلاك في هذا النوع الغذاء. كما يبرز بهذا الخصوص إنشاء الغرفة المشتركة ما بين الولايات للصيد البحري وتربية المائيات بموجب المرسوم التنفيذي رقم 02 -304 الصادر بتاريخ 28 سبتمبر 2002. وضمن نفس التوجه أيضا أنشئت أيضا ملحقة المركز الوطني للبحث وتطوير الصيد البحري وتربية المائيات بحاسي بن عبد الله (دائرة سيدي خويلد) طبقا للقرار الوزاري المشترك رقم 162 المؤرخ في 17 أكتوبر 2005، والتي تتربع على مساحة 39.892 متر مربع. ومن أجل توفير التأطير التقني والعلمي الذي يواكب مشاريع تربية المائيات فقد ساهم قطاع التعليم العالي والبحث العلمي خلال 2005 بفتح فرع تكويني بجامعة قاصدي مرباح بورقلة يعنى بتكوين مهندسين في تربية المائيات. وتشير إحصائيات مديرية القطاع أن أكثر من 200 فلاح قد اقتحموا نشاط تربية المائيات بولاية ورقلة، على الرغم أن أغلبهم لم يتمكن بعد من بلوغ مستوى الإنتاج الوفير من أسماك المياه العذبة الذي يسمح له بولوج مرحلة التسويق. … ولايات الجنوب ستتدعم بدفعة أولى من الأخصائيين ستتدعم المصالح الإستشفائية عبر 11 ولاية من جنوب الوطن ابتداء من مطلع ماي المقبل بدفعة أولى مكونة من 296 طبيبا أخصائيا، مما سيساهم في تدارك العجل المسجل بجنوب الوطن في الأخصائيين وتحسين التكفل الطبي بالمرضى، حسبما أفاد به مدير الموارد البشرية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وأوضح الحاج بن شريك، على هامش أشغال الملتقى الوطني حول الصحة في الجنوب، الذي جرت فعالياته مؤخرا بولاية ورقلة أن هذه الدفعة من الأطباء الأخصائيين تعد دفعة أولى من بين دفعتين بعدد إجمالي يصل إلى 980 أخصائيا سيتم تعيينهم خلال سنة 2015 عبر 11 ولاية من أجل تحسين التغطية الطبية المتخصصة بجنوب البلاد. ويتوزع هؤلاء الأطباء الجدد على عدة اختصاصات، على غرار الطب الداخلي وطب وجراحة الأطفال وطب الأورام وطب النساء والتوليد، بالإضافة إلى تخصصات التخدير والإنعاش. وستشرع الدفعة الثانية من الأخصائيين والمقدرة ب 684 طبيبا في استلام مقررات التوجيه للإلتحاق بمناصبهم في غضون نفس الشهر أيضا، كما أضاف بن شريك. ويشكل توطيد التغطية الصحية بولايات الجنوب – حسب ذات المسؤول- من أهم أولويات السلطات العمومية باعتبار الخصوصيات الجغرافية والبيئية، وكذا الاجتماعية سيما ما تعلق بصعوبة استقطاب وتثبيت ممتهني الصحة، حيث دعمت مختلف البرامج التنموية والبرامج التكميلية القرار السياسي المتمثل في إعطاء الأولوية لولايات جنوب الوطن في مجال تعيين الأطباء الأخصائيين في إطار الخدمة المدنية. وعرفت أشغال الجلسة المسائية من أشغال اللقاء الوطني حول الصحة في الجنوب طرح عديد الانشغالات من قبل مديري الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، وكذا رؤساء المجالس الشعبية الولائية ذات صلة بسبل تحقيق تنمية مستدامة للصحة بولايات جنوب البلاد وتقديم اقتراحاتهم من أجل ضمان تغطية طبية أكثر نجاعة و فاعلية وارتكزت هذه الاقتراحات بالخصوص حول ضرورة تدعيم بعض الولاياتبجنوب البلاد ومن بينها ورقلة وأدرار وتمنراست والبيض بعدد كافي من مؤسسات الصحة الجوارية وإعادة النظر في أجور الممارسين الطبيين، بالإضافة إلى تقديم بعض الحوافز المادية لاستقطاب الأطباء الأخصائيين وضمان بقائهم بهذه المناطق . كما اقترح المشاركون كذلك تمكين الممارسين العامين من الاستفادة من تكوينات طويلة المدى وأخرى متخصصة وتعميم مبادرات التوأمة بين مستشفيات الجنوب ونظيراتها بالجنوب، فضلا عن العمل على إيجاد طرق أفضل لإجلاء المرضى ذوي الحالات المستعصية إلى مستشفيات الشمال من خلال تخصيص طائرات صغيرة.