تشهد العاصمة حركية غير اعتيادية تحضيرا للمولد النبوي الشريف، أيام فقط تفصلنا عن مناسبة المولد إلا أن طاولات بيع المفرقعات غزت شوارع العاصمة كلها حيث انتعشت تجارة المفرقعات والألعاب النارية وكل المستلزمات الخاصة بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليدخل الشباب سباق عرض السلع في أحيائهم على الزبائن وإغرائهم بكل الطرق والسبل. بلاغ حياة سارة من جهة أخرى وبحلول مناسبة المولد النبوي الشريف الذي تفصلنا عنه أيام قليلة هاهم العاصميون يحضرون لهذا اليوم لتتجلى أكبر مظاهر هذا الاحتفال وكالعادة في انتشار طاولات بيع المفرقعات والألعاب النارية حيث يعتبر الحي المعروف "جامع اليهود" الذي تحتضنه بلدية القصبة القلب النابض لهذه التجارة منذ زمن طويل. جامع ليهود.. الوجهة المثلى للحصول على كل أنواع المفرقعات ففي هذه الأيام تحول السوق الممتد من جامع كتشاوة إلى "مارشي كوفار" إلى بقعة نشيطة يقصدها كل شخص يبحث عن مستلزمات وأنواع المفرقعات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وبين هذا وذاك اتخذ بعض الباعة الفوضويين زاوية من الحي فضاء لعرض ما لا يمكن أن يتصوره عقل من مفرقعات وألعاب نارية بمختلف الأشكال والأنواع حتى تتساءل مع نفسك كيف لها أن تشتعل. أسماء غريبة تطلق عليها .. بدخولنا إلى سوق المفرقعات "احمد فارس" المعروف بجامع اليهود لاحظنا أسماء غريبة أطلقت على بعض الأنواع من المفرقعات التي غزت أسواق العاصمة بصفة كبيرة وشكل ملفت للانتباه حسب ما رأته أعيننا لدى شباب يتاجرون في هذا النوع من الألعاب. من جهة أخرى تقربت "الحياة العربية"من بعض الشباب للمعرفة أكثر حول الموضوع إذ أكد لنا إسلام قائلا أنه لا يمكن منع المفرقعات واكسيسوارات المولد لأن الأطفال وحتى الكبار ينتظرون بفارغ الصبر هذه المناسبة للاحتفال، وأضاف سمير لا يمكن توقع الاحتفال بالمولد النبوي دون ألعاب نارية فهي تمثل رمز الاحتفال بالعاصمة وأصبحت عادة لنا. مررنا على سلسلة من الطاولات أغلبها تحوي مفرقعات، وسألنا معظم الشباب من أين لكم بهذه الكميات الكبيرة من المفرقعات وبأسعار معقولة لا يتصورها العقل، فأكد لنا جمال الدين أن صديقه يستوردها من الصين وهو من يبيعها له بأسعار الجملة ويعيد بيعها، ورفض ياسين هو الآخر الكشف لنا عن مصدر هذه المنتجات المعروضة على طاولته، بينما تحدث إلينا إسماعيل أن هذه السلع المعروضة كلها خرجت من ميناء الجزائر لأنه لا يوجد سبيل آخر لدخولها. الأولياء في موقف صعب لتلبية رغبات أبنائهم .. أما السيد محمد فقد قال "يصرّ أولادي الصغار على شراء المفرقعات والألعاب النارية ويرفضون الانتظار وأنا مجبر على تحقيق رغبتهم في هذا الشأن حتى أسعدهم" في حين قال منير "أفضل شراء مستلزمات المولد هذه الأيام كي لا أضطر إلى البحث في آخر لحظة حتى أنني اقتنيت الكثير من المفرقعات والألعاب النارية في انتظار أن أتم شراء الشموع والبخور وغيرها من المستلزمات." للدين رأي في الموضوع .. حرم الله سبحانه وتعالى التبذير في قوله "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين" فتساءل الكثير من المواطنين عن الكيفية المثلى للاحتفال بمولد سيد الخلق حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، باعتبار أن احتفالنا بمولده صلى الله عليه وسلم يعني أن نظهر الفرح والسرور وأن نشكر الله تعالى على هذه النعمة العظيمة نعمة مبعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فالتعبير عن الفرح بمولده صلى الله عليه وسلم لا بد أن يكون بما هو مباح في شريعته وليس بما هو مكروه أو محرم. وقال الشيخ شمس الدين أن القاعدة في موضوع الاحتفال هي أن كل ما يجوز فعله طيلة السنة يجوز فعله ليلة المولد النبوي الشريف، موضحا أنه كلما زاد تعلق الناس بالمولد النبوي الشريف وحتى إشعال الشموع وفرقعة المفرقعات لا يفعلها الناس إلا بدافع محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد تقع بعض الحوادث التي سببها سوء استعمال أدوات الاحتفال كما تقع آلاف حوادث السيارات، فهل نحرم ركوب السيارات أم نحذر من سوء السياقة، وكما تقع حوادث بسبب الغاز فهل نحرم على الناس إدخال الغاز لبيوتهم. وأشار الشيخ إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس له كيفية مخصوصة لا بد من الالتزام أو إلزام الناس بها، بل عن كل ما يدعو إلى الخير ويجمع الناس على الهدى ويرشدهم إلى ما فيه منفعتهم في دينهم ودنياهم يحصل به تحقيق المقصود من المولد النبوي الشريف.