تشهد الجزائر اليوم ظاهرة معاناة المهاجرين الأفارقة الذين ضاق بهم الحال في بلدهم ويتجلى الأمر في تشردهم على أرصفة الطرقات بدون مأوى لتتجاوز بذلك مأساتهم الإنسانية في المبيت في مخيمات وأكواخ في العراء وعليه اختار أطفالهم مهنة التسول الذين بدورهم أصبحوا ينافسون متسولو الجزائربهدف حصولهم على المال. بلاغ حياة سارة وفي ذات السياق اختاروا الجزائر بلدهم الثاني بدل موطنهم الأصلي وفضلوا عدم البقاء فيه بسبب الويلات التي يتخبطون فيها من انعدام السلام والأمن إضافة إلى الفقر والجوع والأمراض المستعصية وحرمانهم من أبسط الحقوق الانسانية التي أقرتها هيئة الأممالمتحدة لحقوق الانسان بالاضافة إلى واقعهم المر وحياة مأساوية جعل فيروس الفقر ينخر أجسادهم، مما دفعهم الدخول إلى التراب الوطني عبر الحدود الجنوبية واتخذوا من الأرصفة والطرقات والأماكن الشاغرة مكانا لنصب خيامهم المصنوعة من بقايا القماش وقطع البلاستيك وغيرها. والملاحظ بالنسبة لهؤلاء هو ميولهم للتسول الذي اتخذوه مهنة واستغنوا بذلك عن ممارسة أي نشاط من شأنه أن يوفر لهم قوت يومهم فيتبعنوك حيثما كنت. أرصفة الطرقات مقاعد للصغار بدل المدرسة أجرت "الحياة العربية" اتصالا هاتفيا مع الدكتورة ميدان كلثوم المختصة في علم الاجتماع وأستاذة بجامعة بوزريعة التي علقت عن وضعيتهم بالقول أن غياب الشرط الأساسي ألا وهو الحق في التعليم حيث أكدت على غياب أقسام خاصة في المدارس الجزائرية لاستقبالهم وأرجعت السبب إلى اختلاف اللهجات والديانات بين الجزائر والبلدان الإفريقية التي قدموا منها وأن بقاءهم في الجزائر مرهون بوقت قصير حيث سيتم ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية في ظرف زمني بسيط مما دفع هؤلاء الأطفال توجههم إلى الأرصفة والطرقات للتسول وطلب المساعدة من المارة تحت شعار "صدكة" حيث اعتاد هؤلاء الصغار على مد يدهم للمارة لكسب بعض الدنانير التي يعينون بها أهلهم على العيش خاصة في الظروف المناخية الصعبة من برد وحر. التسول حلهم الوحيد لكسب قوتهم اليومي وللمعرفة عن التفاصيل أكثر نزلت "الحياة العربية" إلى الشارع الجزائري للمعرفة عن التفاصيل أكثر وللغوص في الظاهرة، محمد صاحب محل للملابس تقربنا منه وسألناه عن الظاهرة أجابنا بأن هذا من مسؤولية الدولة فهي التي يجب أن تتكفل بهم فأصبحوا ينتشرون في كل مكان وأنا شخصيا لا أريد أن اقترب منهم لان مظهرهم غير لائق ويلتفون حولك حتى تعطيهم المال. أما مليكة ربة بيت وأم لطفلين قائلة بأن في مرات عديدة تطبخ لهم الغذاء وتأخده بنفسها لهم فهي تشفق لحالتهم المزرية التي يتخبطون فيها فنحن في بيوتنا في دفئ وأمان وهم في العراء، عصام هو الآخر أكد بأن لو وجدوا السلم والسلام في بلادهم لما قدموا إلى هنا، فظاهرة التسول اقتبسوها من المتسولين الجزائريين فأصبحوا يمتهنون هذه المهنة بكل احترافية.