حظ النجم الجزائري كريم مطمور منذ بداية هذا الموسم كان سيئاً إلى أبعد الحدود، فبعد مرحلة تحضيرات إيجابية على طول الخط بفضل أهدافه الكثيرة، أتت الانطلاقة الرسمية للبطولة الألمانية مُخيبة، تلتها إصابته التي أبعدته لأسابيع عن الملاعب، هذا ويواصل مهاجم “الخضر” الغائب عن رحلة إفريقيا الوسطى علاجه بمدينة مونشنڤلادباخ الألمانية، غير أن الأنباء الواردة من هناك تتحدث عن وضع نفسي سيّئ يوجد عليه الجزائري منذ فترة، يتزايد يومياً كون ما يُعانيه يحتاج وقتا طويلا حتى يتعافى منه بشكل نهائي. السبب الرئيسي وراء تدهور حالته هو تجاربه القليلة مع الإصابات كان مطمور على مر المواسم الأخيرة واحدا من أكثر لاعبي المنتخب الوطني سلامة من الإصابات الخطيرة، والحديث هنا ليس عن الغيابات البسيطة اليومية، ففي الوقت الذي ضربت فيه حمى الإصابات كيان “الخضر” قبل المونديال مثلا، أو أثناء التصفيات الماضية، لم يتعرض مهاجم “ڤلادباخ” إلا لنزلات برد أو التواءات بسيطة اعتيادية لدى لاعبي كرة القدم، لأجل هذا فقد كانت إصابته الطويلة جداً التي تقترب من دخول شهرها الثاني سبباً إضافيا في تدهور حاله بما أنه لم يعتد على ظروف مشابهة. لم يعتد الراحة الطويل، وتربص “الخضر” يؤزّم الوضع يعاني مطمور من التهاب حاد على مستوى وتر آشيل، وهي إصابة خطيرة نوعا ما بالرغم من عدم تطلبها لعمل جراحي، لكن المعروف عنها هو احتياجها لراحة إلزامية طويلة كون العلاج يتم عبر الأدوية فحسب، وقد كانت الراحة الطويلة دون القيام بأي مجهود سبباً إضافيا في حالة الانزعاج الشديدة التي يعانيها نجم فرايبوغ السابق، كما كان لتربص “الخضر” الحالي وكذا الموعد الدولي الهام الذي ينتظر كتيبة عبد الحق بن شيخة بعد 3 أيام في إفريقيا الوسطى وقع سلبي على مطمور بما أنه واحد من أكثر اللاعبين التزاماً بالدفاع عن الألوان الوطنية، والاكتفاء بسماع أخبار الرفقاء عبر الهاتف أو الصحافة ليس من عاداته. مطمور: “الأمر مُزعج جداً ومُمل” من جانبه، كانت لمطمور تصريحات جمعته بصحيفة “إيكسبراس” الألمانية المُقربة من محيط ناديه “بوروسيا مونشنڤلادباخ”، تحدث فيها عن وضعه الحالي الذي لا يسر أحداً، فهو بحسب قوله يعاني الضجر ومنزعج جداً من الأحداث المتلاحقة التي حلت به مؤخرا، من إصابة بدت في بدايتها بسيطة إلى غياب عن الميادين لن يعرف له نهاية على المدى القصير، هذا وتحدث مطمور أيضا عن ملله من احتياطاته الشديدة تجاه أي مضاعفات قد تلحق به لو لم يلتزم بتعليمات الأطباء، قائلا: “أنا في غاية الانزعاج وحزين حقاً، لم أعتد من قبل على الإصابات الطويلة... يجب أن أكون حذرا، أي مضاعفات قد تأتي بانتكاسة، إنه أمر ممل”. “لم أكن صبوراً وأتحمل مسؤولية ما أنا عليه الآن” أقر مطمور بأنه يتحمل الجزء الأكبر من تأزم حالته بعد إصراره على المشاركة قبل أسبوعين أمام نادي سانت باولي في إطار “البوندسليڤا”، فيومها دخل الجزائري 10 دقائق فقط كانت كافية لتمديد عطلته الإجبارية إلى أجل غير معلوم، كيف لا وهو لم يتعاف كلياً من آلامه وأصر على دعم الرفقاء بعد نتائجهم المخيبة خلال تلك الفترة، وقد جاء على لسان مطمور قوله: “لم أكن صبوراً، أردت اللعب وفقط ودعم الزملاء بعد نتائجهم المخيبة قبل ذلك، يجب أن لا يتكرر ذلك الأمر لأنني قررت يومها الدخول في حين أن وقت عودتي لازال مبكرا”. التأثير السلبي على إصابته وارد إقرار مطمور بانزعاجه من إصابته الطويلة وملله من الراحة الإجبارية يذهب بنا مباشرة لمثال آخر أكد المقربون منه أنه في غاية الصبر والعزيمة للعودة من إصابة ستبعده 6 أشهر عن الميادين، ف عدلان ڤديورة وسط ميدان “الخضر” المُصاب مؤخرا بكسر على مستوى قصبة الساق أكد صبره وإصراره على العودة بقوة، وهذا بتأكيد من مدربه ورفقائه في الفريق، حتى أنهم جزموا بقدرته على العودة أقوى مما كان عليه، لأجل هذا قد تعود حالة مطمور النفسية المعاكسة لمواطنه الناشط في إنجلترا بتبعات عكسية، تماماً مثلما قال ميك ماكارثي مدرب ڤديورة في “وولفرهامبتون”: “التواجد في حالة نفسية جيدة يساعد في تعافي اللاعب وعودته من إصابته بقوة، والعكس صحيح...”.