بعيدا عن الأحداث التي راح شباب باتنة ضحيتها عقب نهاية مقابلته أمام مولودية قسنطينة أول أمس بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، فقد ضيع “الكاب” فرصة ثمينة جدا للعودة إلى دياره من أول “داربي” له هذا الموسم أمام “الموك” بالزاد كاملا، حيث لم يستغل لاعبو الشباب هدف التفوق الذي سجلوه بواسطة مايدي والسيطرة التي فرضوها على مختلف أطوار الشوط الأول من اللقاء، دون الحديث عن الفرص الخطيرة التي صنعوها وتفننوا في تضييعها أمام مرمى حارس “الموك” عيساني، وقد كلفتهم سذاجتهم تلقي ثلاثية كاملة جعلتهم يعودون بها إلى الديار يجرون أذيال الخيبة. “ربي يسهل عليكم في بسكرة” وعقب الطريقة التي ضاع بها الفوز على “الموك”، أجمع أنصار الفريق وخاصة الذين حضروا المقابلة بملعب حملاوي على القول للاعبيهم “ربي يسهل عليكم” في نقاط المقابلة القادمة والخرجة الثانية على التوالي التي تقود “الكاب” إلى عاصمة الزيبان بسكرة الجمعة القادم والتي بات من الضروري بل من الواجب العودة بنقاطها الثلاث من أجل تعويض نقاط “الموك” الضائعة وهذا إن أرادوا فعلا تأكيد نيتهم في الصعود ما دام أن الخسارة مرة أخرى لا قدر الله ستعيد الفريق إلى نقطة الصفر وستعمق الفارق بينه وبين فرق الصدارة. دفاع “الموك” ضعيف جدا و”الكاب” ضيع القاضية وبالعودة إلى السيناريو الذي سار عليه اللقاء، فقد كان الشباب قادرا على القضاء على المباراة ووضع نقاطها الثلاث في الجيب منذ الشوط الأول لو عرف كيف يعزز تقدمه بفضل هدف مايدي أو على الأقل المحافظة على النتيجة خاصة بعد الضعف الذي أبان عنه الخط الخلفي للمنافس والأخطاء التي ارتكبها، إلا أن ذلك لم يدم سوى 10 دقائق قبل وصول شرماط إلى شباك بابوش معادلا النتيجة. وخلال الشوط الثاني الذي كان من المفترض أن يستدرك فيه أبناء يعيش الموقف ويعودوا في اللقاء، تلقوا هدفا ثانيا ثم ثالثا قضيا على آمالهم. “الكاب” لم يفرح بهدف مايدي أكثر من 10 دقائق لم تفرح تشكيلة الشباب فوق أرضية الميدان ولا حتى أنصارها الذين حضروا في المدرجات بالهدف الذي سجله مايدي في (د17) برأسية إلا قليلا، ما دام أن شرماط لاعب المنافس تمكن من الرد عليه بصاروخية سكنت شباك الحارس بابوش بعد عشر دقائق بالضبط، وقد ساهم تراجع عناصر تشكيلة الشباب بعض الشيء إلى الخلف وتهاونها في تلقيها هدف التعادل الذي أدخل الفريق إلى غرف تبديل الملابس ما بين الشوطين ونفسيته مهزومة بعض الشيء، وهو ما تجسد خلال الشوط الثاني. يعيش حذر من الكرات الثابتة للمنافس ما يجعل رفقاء بورحلي غير معذورين في هزيمة “الموك” هو أن مدرب شباب باتنة عبد القادر يعيش بعد المعلومات التي تمكن من الحصول عليها من قبل الرئيس نزار والتي تخص نقاط قوة وضعف المنافس، حذر لاعبيه من الكرات الثابتة للمنافس والتي تعد إحدى نقاط قوته وأن هي ما مكن “الموك” من العودة في النتيجة أمام مستغانم، لكن خسارة الشباب أول أمس جاءت من كرة ثابتة تمكن البديل فلاحي من تجسيدها بعد مخالفة أرضية، وهو الهدف الذي أحبط معنويات “الكاب” الذي تلقى الضربة القاضية بتلقيه هدفا ثالثا قضى على جميع آماله في العودة في النتيجة. اللاعبون لم يكونوا على علم بما كان يحدث في المدرجات الشرفية من حسن الحظ أن لاعبي الشباب بعد دخولهم إلى غرف تبديل الملابس بين شوطي المقابلة لم يكونوا على علم بما جرى لرئيس فريقهم في المدرجات الشرفية والاعتداءات التي راح ضحيتها إلى جانب بعض المسيرين حتى في غرف تبديل الملابس، ومع ذلك سجل المنافس خلال الشوط الثاني ثنائية، والأكيد أنه لو كان لاعبو الشباب يعلمون بما حدث لكان ذلك سيجعلهم يدخلون المرحلة الثانية بمعنويات منحطة للغاية مقارنة بالتالي دخلوا بها وانهزموا بها بثنائية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى كان ذلك سيكون حجتهم في نهاية المقابلة بأنهم تأثروا لما تعرض له الرئيس والمسيرين. نزار غادر في قمة الغضب بعد هدف فلاحي غادر رئيس شباب باتنة الملعب وهو في قمة الغضب بعد تلقي فريقه الهدف الثاني بواسطة فلاحي من مخالفة مباشرة، وفي التصريح الذي أدلى به لنا بخصوص المقابلة، قال: “خسرنا بطريقة ساذجة للغاية أمام دفاع ضعيف جدا للمنافس والذي كنا قادرين على استغلاله للوصول إلى مرماه لكن سذاجة وبساطة مهاجمينا الذين تفننوا في تضييع الفرص حالتا دون ذلك، ولأن قاعدة كرة القدم ثابتة فإنه بعد تضييعنا فرصة قتل اللقاء في شوطه الأول انقلبت علينا المعطيات خلال الشوط الثاني رأسا على عقب لنتلقى هزيمة مذلة”. دفاع “الكاب” يصمد ثم يسقط بثلاثية بعد أن طمأن الأنصار في المقابلتين الفارطتين على صلابته وتماسكه بعدم تلقيه أي هدف وهذا أمام جمعية وهران خارج الديار وأمام ترجي مستغانمبباتنة، انهار دفاع “الكاب” أمام هجوم مولودية قسنطينة بثلاثية كاملة وهذا بطريقة ساذجة للغاية حسب وصف إدارة الفريق ولا يتحمل الحارس بابوش الذي تلقت شباكه الثلاثية المسؤولية لوحده فقط بل كل الفريق ما دام أن تضييع عناصر القاطرة الأمامية فرصا سهلة خلال المرحلة الأولى أعاد على الشباب الضغط في الشوط الثاني ما ساهم في تعميق فلاحي النتيجة إلى ثلاثية. رغم كل شيء “هاذي هي الضربة اللي تفطن الراقد” ورغم كل شيء وبقدر ما كانت للهزيمة أثار سلبية على نفسية اللاعبين إلا أنها تبقى بشهادة العارفين بخبايا الفريق جيدة ومفيدة ما دام أن مثل هذه الضربات “هي اللي تفطن الراقد” لأن أشبال يعيش بعد عودتهم من وهران بتعادل في الجولة الأولى وفوزهم على أرضهم أمام مستغانم في الجولة الفارطة ربما كانوا يعتقدون أنهم “خلاص طلعو”، ويبقى المطلوب منهم أن يضعوا في الحسبان أن جميع المنافسين المستقبلين لهم لن يرحموهم مثلما لم يرحمهم “الموك”. حلالشي نموذج الحكام الذين يجب ترقيتهم على الرغم من أن فريقها عجز عن العودة إلى دياره بفوز كان في المتناول، إلا أن ذلك لم يمنع إدارة “الكاب” من الإشادة بطريقة تحكيم الحكم حلالشي الذي أسندت إليه اللجنة المركزية للتحكيم مهمة إدارة اللقاء والذي منحته درجة ممتاز بعد أن وفق في جميع قراراته. وقال رئيس “الكاب” نزار إن الحكم حلالشي هو النموذج الحقيقي للحكام الذين يجب ترقيتهم، ويكون الحكم قد تلقى التهنئة من طرف أعضاء الإدارة في غرف تبديل الملابس بعد نهاية اللقاء والذين تمنوا أن يكون جميع الحكام الذين سيتم تعيينهم مستقبلا لإدارة مقابلات الفريق نزهاء مثله.