سيكون المنتخب الوطني الأول بعد أقل من شهر من الآن على موعد مع اختبار ودي جديد أمام منتخب لوكسمبورغ، منتخب متواضع بكل المقاييس، ولعل الأرقام والإحصائيات التي نضعها أمامكم خير شاهد على ذلك.. خيار يبدو غير موفق تماما ويضع أكثر من علامة استفهام حول الأسباب التي تكمن وراء اختيار هذا المنتخب ليكون أول موعد ودي من اثنين ينتظران الخضر قبل المواجهة المرتقبة أمام المنتخب المغربي شهر مارس من العام المقبل وحول الفائدة التي سيخرج منها المدرب بن شيخة من هذه المواجهة اللغز. هو أضعف المنتخبات الأوروبية مثل سان مارينو ومالطا ويصنف منتخب لوكسمبورغ على الصعيد الأوروبي على أنه أضعف المنتخبات الأوروبية التي تستعمل هذا المنتخب عند مواجهته في تصفيات أمم أوروبا أو العالم لتحسين رصيدها من فارق الأهداف شأنه شأن منتخبات ليشنشتاين ومالطة وسان مارينو وغيرها، منتخب هذا البلد الجميل الذي يتوسط ألمانيابلجيكاوفرنسا والذي يقطنه نصف مليون ساكن يشتهر أكثر ببنوكه التي ترقد فيه نصف ثروات العالم، أكثر من كرة القدم التي لم يكن لها ذكر ولا تاريخ في هذا البلد، فمنتخبه الذي يحتل حاليا المرتبة 130 في تصنيف الفيفا الأخير لم يحقق أي إنجاز يذكر، فلم يتأهل يوما الى نهائيات أي منافسة كانت عدا بعض المشاركات في الألعاب الأولمبية في دورات الخمسينات التي لم يتعدّ خلالها الدور الأول. لاعبوه ينشطون في البطولة المحلية وأفضلهم بديل في ماتز وبقراءة بسيطة لتعداد منتخب لوكسمبورغ الذي يقوده المدرب لوك هولتز سنجد أنه يعتمد بالأساس على اللاعبين المحليين في غياب شبه تام للعناصر المحترفة التي تعد على أصابع اليد الواحدة أحسنها يلعب بديلا في نادي ماتز الفرنسي (قد يكون فرنسيا في الأصل بحكم قرب المنطقة من المدينة الفرنسية)، تواضع التعداد الحالي (وحتى السابق، فأفضل لاعبي المنتخب على مر التاريخ لعبوا في أندية فرنسية متوسطة)، يبرر النتائج الضعيفة له في مختلف المنافسات التي يشارك فيها وآخرها تصفيات كأس العالم 2010 التي أنهاها في الصف ما قبل الأخير في مجموعته، وهو المنتخب الذي لا تواجهه المنتخبات الأوروبية وديا سوى بمنتخبها الرديف أو بمنتخب الآمال كما حصل مع إسبانيا، إنجلترا وحتى فرنسا لضعف مستواه، ووجد في الجزائر منافسا جيدا، خاصة أن الخضر لا زالوا يحملون صفة منتخب مونديالي ومدعّمين بعناصر محترفة في أندية تبدو كبيرة جدا بالنظر لنوعية الأندية التي يلعب فيها منافسوهم في مباراة 17 نوفمبر المقبل. نتحجج بالحرارة والرطوبة ونواجه لوكسمبورغ في العواصف والثلوج ويبدو خيار لوكسمبورغ الذي تبقى الاتحادية هي المسؤولة عنه، خيارا سيئا جدا، كيف لا ومنتخبنا الذي اشتكى عدم تعوّد لاعبيه على حرارة أدغال إفريقيا والمدعو الى رحلة لا تقل “رطوبة” إلى دار السلام لمواجهة تنزانيا، ويشتكي من عدم تعوّد لاعبيه المحترفين على تلك الأجواء التي واجهها في بانغي يستعد لتحضير المرحلة المقبلة من التصفيات بالتحوّل لأجواء مغايرة تماما لما سيواجهه، فالطقس بارد تماما في لوكسمبورغ التي تقع في المنطقة الشمالية من أوروبا ودرجات الحرارة مرتقب أن تنخفض أكثر يوم المباراة ولن نستبعد أن تكون وسط العواصف والثلوج التي تميّز المنطقة، فلا نوعية المنافس ولا مكان المباراة يخدم منتخبنا الذي كان عليه التفكير في خوض مباراة أمام منتخب إفريقي في الأجواء الإفريقية استعدادا للمواجهات المقبلة، ربما الاتحادية فكّرت في إراحة اللاعبين من مشقة السفر لإفريقيا وفضلت أن تقربهم من عائلاتهم خاصة أن لوكسمبورغ على حدود فرنسا، أو أنها فضّلت منتخبا متواضعا حتى ترفع معنوياتهم بفوز عريض قد يكون ذرًا للرماد في العيون، لأن مواجهة المغرب ستكون بمعطيات أخرى وظروف مختلفة تماما والحساب يومها على خيار لوكسمبورغ سيكون عسيرًا جدًا.