رغم أنّ المدرب بن شيخة لم يكشف خلال ندوته الصحفية التي عقدها صبيحة أمس عن أي شيء جديد سيقوم به مستقبلا على رأس المنتخب الوطني، إلاّ أن تطرقه للاعبين المحليين وما إذا كانت لهم حظوظ في الالتحاق بالمنتخب الأول خلال عهدته، أعطانا الإنطباع أن الرجل لم يقص اللاعب المحلي من حساباته.. ولم يدفنه مثلما حدث له (اللاعب المحلي) مع الطاقم الفني السابق، وأنه يضع العديد من اللاعبين الذين يشرف على تدريبهم في المنتخب المحلي وفي البطولة الوطنية في حساباته، لكنه يفضّل فقط أن يتريث على حدّ قوله أمس، إلى غاية الوقوف من خلال الحصص التدريبية على نقاط قوة وضعف التركيبة البشرية التي تركها سعدان وراءه، على أن يفصل بعدها في أمر من هم مرشحين لتدعيم “الخضر”، وفي الوقت الذي يجب الاستنجاد بهم. من الصعب الاستنجاد بالمحليين بداية من إفريقيا الوسطى تأكيد المدرب الجديد على ضرورة وقوفه على إمكانات التركيبة البشرية التي يضمها المنتخب، وعلى نقاط ضعف وقوة كل لاعب على حدة الذين تركهم سالفه سعدان، لن يتسنى له إلا بعدما يقف على ذلك عن كثب أي بعد أن يشرف عليهم في الحصص التدريبية خلال التربص المزمع إقامته قبل لقاء إفريقيا الوسطى، وخلال المباراة، ما يعني أن الرجل لن يقوم بإحداث أي تغيير على مستوى التركيبة البشرية في الجولة المقبلة اللهمّ فقط الاستغناء عن بعض العناصر المحترفة وتعويضها باللاعبين الذين سيعودون في صورة المدافع عنتر يحيى العائد من العقوبة، ولحسن الذي ظهر وقال إنه شفي من الإصابة، لكن اللاعبين المحليين فمصيرهم أن ينتظروا فرصة أخرى بعد لقاء إفريقيا الوسطى. قد تكون بداية بعضهم أمام “لوكسمبورغ” وقد تكون فرصة جابو وتجار ورفاقهما بداية من اللقاء الودي الذي سيخوضه “الخضر” أمام “لوكسمبورغ” وديا، وهو لقاء أسرت لنا مصادرنا الخاصة أن بن شيخة ينوي فيه الاستنجاد ببعض المحليين بغية منحهم فرصتهم من جهة، والوقوف على ما هم قادرون على تقديمه دوليا من جهة ثانية، رغم أن الأمر يتعلق بمنافس مغمور لا تجربة له في الساحة الدولية والأوروبية لكرة القدم. ... وكأس إفريقيا بالسودان أحسن فرصة للجميع والفرصة الأحسن لمنشطي بطولتنا المحلية ستكون خلال شهر جانفي من السنة المقبلة عندما يكون منتخبنا المحلي على موعد مع كأس إفريقيا للمحليين هناك بالسودان، وهي فرصة لن تقتصر على جابو وتجار المرشحين فوق العادة لتدعيم المنتخب مستقبلا، بل هي فرصة للاعبين آخرين حتى يظهرون ما في جعبتهم من إمكانات للعب تحت ألوان المنتخب الأول، فرصة لمترف وكذا لحاج عيسى مثلا إذا أراد العودة إلى سابق عهده، لدراڤ وغيرهم من اللاعبين، والتألق في العدد الكبير من المباريات التي سيخوضها هؤلاء في السودان، والوصول إلى أبعد محطة ممكنة ولم لا التتويج بالكأس القارية وحده كفيل بأن يلتفت إليهم بن شيخة بعد جانفي المقبل دون أن يتلقى انتقادا من أي أحد على خياراته. يعرفهم أفضل من أي شخص آخر وأي قرار منه سيكون صائبا ومهما يكن، سواء استنجد بن شيخة بواحد أو اثنين أو ثلاثة من المحليين، وفي أي وقت كان سواء خلال اللقاءات الودية أو بعد نهائيات كأس إفريقيا للمحليين، وحتى إن طال عدم استدعاء أي واحد منهم، فإن بن شيخة لن يلام ولن يعاتب مثلما لقيه سالفه سعدان، لماذا؟ لأن ابن “الأبيار” يعرفهم جميعهم أكثر من أي شخص آخر، مدرب كان أم صحفي، وذلك بحكم إشرافه على تدريب أفضلهم وأحسنهم في المنتخب المحلي منذ فترة، وبالتالي فنظرته وبداية من وقوفه على نقاط ضعف وقوة غزال ورفاقه خلال لقاء إفريقيا الوسطى، ستكون أكثر وضوحا إن كان هذا المنتخب الأول في حاجة إلى لمسات جابو في الهجوم، وإلى لمسات تجار وتحركاته في الوسط أيضا، أو إلى لمسات أي لاعب محلي آخر قادر على تدعيم المنتخب الأول. حتى اللاعب المحلي عليه ألا ينام وينتظر صدقة منه ورغم أن انضمام بن شيخة إلى المنتخب الأول اعتبر بمثابة بشرى للاعبين المحليين الذين صار عددهم قليل في عهد المدرب السابق سعدان، ورغم أن العديد من المحليين راحوا يهللون لتنصيب بن شيخة على رأس المنتخب الأول، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن بن شيخة سيفتح أبواب المنتخب لكل من هب ودب، فعلى اللاعب المحلي أن ينزع الحسابات الضيقة من ذهنه، لأن النوم العميق وانتظار صدقة بن شيخة خطأ فادح قد يرتكبه رفاق تجّار لا سيما إذا اعتبروا أن بن شيخة سيلتفت إليهم حتى وإن لم يصنعوا شيئا، ولذلك فهم مطالبون الآن بمضاعفة مردودهم فوق الميدان سواء مع أنديتهم أم مع المنتخب المحلي حتى يحظوا بفرص المشاركة في المنتخب الأول وتمثيل الجزائر في أكبر المحافل الدولية، خاصة أن أعين بن شيخة ستكون قريبة من كل واحد منهم. هاجس بن شيخة الهجوم وسيلجأ إلى خليط “أوروبي - محلي” وحسب مصادرنا الخاصة، فإن الهاجس الذي يؤرق بن شيخة في الوقت الحالي هو العقم الذي يعرفه الخط الهجومي منذ فترة طويلة، فالأرقام بدت رهيبة بالنسبة إليه لأن منتخبنا سجّل هدفا وحيدا فقط في اللقاءات الرسمية منذ لقاء كوت ديفوار في جانفي الفارط، وشرع منذ اجتماعه الأول يوم الإثنين الفارط بالمساعد الذي خلفه سعدان قبل رحيله، في التباحث حول الأسباب التي جعلت مهاجما مثل غزال يعجز عن التسجيل منذ أكثر من سنة، وعن الأسباب التي جعلته يتحوّل إلى ظهير أيمن ولاعب في هذا الرواق في المباريات الأخيرة، وجعلته يتباحث عن سر تألق كل من زياية وجبور مع نادييهما وصيامهما مع المنتخب، وغير ذلك، ولم يستبعد بن شيخة حسب ما علمناه من مصادرنا المقربة أن يبحث عن علاج هذا الداء بدواء محلي خالص من المهاجمين المتألقين في بطولتنا حتى وإن كانت بطولة عرجاء، لعل وعسى قد يجد في النهر ما لا يجده في البحر. وأضافت مصادرنا أن بن شيخة قد يلجأ إلى خليط هجومي “أوروبي يضم اللاعبين المحترفين في أوروبا ومحلي يضم من ينشطون في أنديتنا المحلية“ لفك الشفرة في القاطرة الأمامية.