في الوقت الذي مازال الغموض يكتنف حول هوية المنتخبين اللذين سيواجههما المنتخب الوطني وتتعامل معه الإتحادية بسرية كبيرة، أطلّ علينا موقع “الفيفا“ في الساعات الأخيرة بخبر جديد مفاده أن “الخضر“ سيواجهون رسميا المنتخب الأوكراني يوم 28 ماي المقبل، وذلك دون تحديد مكان إقامة هذه المباراة الودية... والغريب في الأمر أن موقع الإتحادية الجزائرية لم يؤكد ولم ينف هذا الخبر حتى كتابة هذه الأسطر. للإشارة، فإن المنتخب الوطني سيخوض أولى مبارياته الودية تحسبا ل “المونديال“ بعد شهر بملعب 5 جويلية أمام منتخب صربيا الذي يضمّ عدة نجوم عالمية في تعداده، وستكون المباراة فرصة للجمهور الجزائري لملاقاة نجومه بعد غياب طويل. سعدان يكون هو من إختار المواجهة للتشابه الكبير بين الكرتين السلوفينية والأوكرانية ورغم أننا نتعامل مع خبر مواجهة المنتخب الجزائري أمام نظيره الأكراني بتحفظ شديد مادام أن الإتحادية لم تؤكده إلى حد الآن، إلا أن كل المؤشرات توحي أن القائمين على الاتحادية والمدرب الوطني رابح سعدان اختارا المنتخب الأوكراني بدقة وعرفا لماذا اختاروه من جملة العروض التي وصلتهم، بما أن المباراة ستكون مفيدة جدا نظرا للتشابه الكبير بين المدرستين الأوكرانية والسلوفينية واللذان يعتمدان على الفنيات والسرعة في تنفيذ الهجمات، لذلك فإن هذه المواجهة، وإن تأكدت، ستسمح للطاقم الفني للوقوف على مدى جاهزية التشكيلة قبل عشرة أيام فقط عن موعد مباراة “الخضر“ أمام المنتخب السلوفيني، وهي المباراة التي يعلق عليها الجزائريون آمالا عريضة لدخول غمار “المونديال“ بقوة وتدشينه بانتصار. الإختبار مفيد جدا رغم أن أوكرانيا لم تتأهّل إلى “المونديال وقد يتساءل بعض النقاد والتقنيين الجزائريين عن سرّ اختيار هذا المنتخب رغم أنه غير متأهل إلى “المونديال“، وقد يواجهنا بفريق جديد بعدما قرّرت معظم كوادره الاعتزال بعدما أخفقت في الوصول إلى “المونديال“، إلا أن الاختبار سيكون مفيدا من كل النواحي نظرا لقيمة الأسماء التي يضمّها المنتخب الأوكراني وتلعب في أكبر الأندية الأوروبية، على غرار “أندري تشيفشنكو“ العائد مؤخرا إلى فريقه الأول “دينامو كييف“ بعدما كانت له تجربتان من أعلى مستوى في ميلان وتشيلزي، كما أن احتكاك “الماجيك“ بوڤرة ورفاقه بمنتخب عالمي من قيمة أوكرانيا سيكون مفيدا جدا، لكسب المزيد من الخبرة ورفع المعنويات قبل أيام قليلة من “المونديال“. وللإشارة، فإن المنتخب الأوكراني احتل المرتبة 24 عالميا في ترتيب “الفيفا“ المتعلق بشهر جانفي والذي صدر في الساعات القليلة الماضية. أوكرانيا كانت في مجموعة إنجلترا وخسرت المباراة الفاصلة أمام اليونان وكان المنتخب الأوكراني تأهل لأول مرّة في تاريخه إلى كأس العالم في “مونديال“ ألمانيا 2006، وهو الإنجاز الذي حلم الأوكرانيون بتكراره في جنوب إفريقيا لكنهم اصطدموا بواقع مجموعتهم النارية التي ضمّت إلى جانبهم: المنتخب الإنجليزي صاحب التاريخ الكبير الذي سيلعب مع المنتخب الوطني في المجموعة نفسها في “المونديال“، والمنتخب الكرواتي الذي رسم لنفسه مكانة في خارطة كرة القدم العالمية. وقد جاءت فرصة التعويض للأوكرانيين لمّا تأهلوا للعب مباراة السدّ أمام المنتخب اليوناني، وهي الفرصة التي لم يستغلها زملاء “أندري“ بعدما انهزموا ذهابا في أثينا بهدف دون مقابل، وبالنتيجة ذاتها في مباراة العودة في “كييف“. وكان المنتخب الإنجليزي فاز هو الآخر على أوكرانيا ذهابا وإيابا في التصفيات وحجز لنفسه المركز الأول الذي أهّله مباشرة إلى “المونديال“. آخر مباراة ودية قد تكون أمام كوت ديفوار يوم 4 جوان أكد المدرب الوطني رابح سعدان عند نزوله ضيفا على التلفزيون الجزائري بعد عودة المنتخب من أنغولا، أنه يسعى لضمان ثلاث مباريات ودية قبل انطلاقة “المونديال”. وإذا كانت المباراة الأولى قد ترسّمت يوم 3 مارس القادم أمام المنتخب الصربي بملعب 5 جويلية، ويتحدّث موقع “الفيفا“ عن مباراة ودية ثانية يوم 28 ماي أمام المنتخب الأوكراني دون تحديد مكان إجراء هذه المواجهة، فإن المباراة الثالثة تطرح أكثر من علامة استفهام، ولو أن الاتحادية الجزائرية عبّرت عن رغبتها الصريحة في أن تكون المباراة بملعب 5 جويلية وأمام جمهور المنتخب في إطار الاحتفالات بعيدي الاستقلال والشباب، ومن المحتمل جدا أن يكون المنافس الأخير هو المنتخب الإيفواري الذي يوجد رئيس اتحاديته في مفاوضات متقدّمة مع روراوة. وكانت الإشكالية القائمة حول تاريخ إقامة المباراة الودية، حيث اختار الإيفواريون أواخر شهر ماي وهو ما رفضه الإتحاد الجزائري الذي بقي متمسّكا بتاريخ 4 جوان، وكأن أموره مضبوطة مع الإتحاد الأوكراني حول إقامة مباراة ودية يوم 28 ماي.