ماذا عن أخبارك مع فريقك أولمبي باجة؟ بخير.. أننا بصدد التحضير لمباراة بعد غد الأحد (الحوار أجري ليلة أول أمس) أمام النادي الإفريقي.. وهي المباراة التي تبقى صعبة كثيرة، خاصة أننا في لقائنا الأخير الأربعاء الفارط انهزمنا أمام قوافل ڤفصة بنتيجة كبيرة (باجة انهزمت بنتيجة 4/1) رغم أننا كنا متفوّقين في بداية اللقاء، لكننا لم نلعب جيدا يومها ودفعنا ثمن ذلك غاليا. نريد الآن أن نسألك عن خرجة “الخضر“ الأخيرة الودية أمام منتخب صربيا؟ قد تضحك عليّ إن قلت لك إني لم أشاهد اللقاء بسبب عطب أصاب جهاز التلفزة.. و”تقلقت بزاف” لأني سارعت للعودة إلى المنزل لتتبّع اللقاء مباشرة بعد نهاية لقاء فريقي أمام قفصة، لكن للأسف الشديد لم أتمكن من تتبع اللقاء. لكن هذا لا يعني أنه لم تصلك أخبار عن مردود المنتخب الوطني يومها؟ تعرفني جيدا أني متعلق جدا بكل ما يخصّ الكرة في الجزائر وأنا مطلع دائما على أخبارها سواء من خلال مطالعتي عبر الأنترنيت لجريدتي “الهدّاف” و”لوبيتور”، كما أني في إتصال دائم بعدّة أصدقاء ينشطون في محيط الكرة في بلادنا، ومن هذا المنطلق فإني تحصلت على عدة معلومات مفادها أن منتخبنا لم يلعب جيّدا أمام صربيا. هل ذلك يفسّر هزيمته بثلاثية نظيفة أمام حوالي 80 ألف متفرّج؟ لمّا تنهزم في ملعبك بنتيجة عريضة فإنه لا يوجد تفسير آخر غير أنك لم تلعب جيدا وفقط، وأعتقد أن المدرب الوطني استنتج النقائص التي ظهرت على منتخبنا، وعليه فقط بمعالجتها في أسرع وقت ممكن لأن الوقت لم يبق حتى انطلاق “المونديال“. لكن التخوّف أصبح شديدا لدى الجمهور الجزائري بعد الذي شاهده أمام صربيا؟ ما يحس به الجمهور الجزائري مفهوم خاصة لمّا نعلم أن المنتخب انهزم في لقاءاته الثلاثة الأخيرة، برباعية أمام مصر ولو أنه يمكن تبرير تلك الهزيمة بالحكم يومها، ثم خسر أمام نيجيريا وأخيرا أمام صربيا، ونجد أنه في 3 لقاءات تلقى دفاعه 8 أهداف كاملة مقابل عدم تسجيل هجومه لأي هدف، لكن ما أخافني أنا شخصيا كثيرا هي هزيمتنا أمام مالاوي. كيف تفسّر الأهداف الكثيرة التي أضحى دفاع “الخضر“ يتلقاها في كل مرّة؟ لا أعتقد أن اثنين يمكن لهما الاختلاف بخصوص قوة دفاعنا في التصفيات التي أهلتنا إلى كأس إفريقيا للأمم الأخيرة وإلى “المونديال“، لكن الكارثة أن نقطة قوتنا أصبحت الآن نقطة ضعفنا بعد أن أصبح دفاع “الخضر“ يتلقى سيلا من الأهداف في كل لقاء، وهو أمر خطير ويتطلب إيجاد حلّ سريع. وهنا بودّي توضيح شيء مهمّ. تفضل... ربما قد يُخطئ البعض لمّا يؤكد أن المشكل خاص أساسا بالمدافعين، بل أن المشكل ربما يكمن في وسط الميدان الذي لا يقوم لاعبوه بدورهم الدفاعي، وبالتالي يقع العبء كله على المدافعين، ومن هنا على سعدان إيجاد حلّ سريع لأنه هو من يعرف إمكانات لاعبيه أفضل من أيّ كان. لكنه أمام صربيا أشرك 3 لاعبين مسترجعين في وسط الميدان لكن دون فائدة؟ يمكن لك أن تلعب ب 3 لاعبين للاسترجاع في وسط الميدان وحتى 8 مدافعين لكنك ستتلقى أهدافا، أعتقد أن المشكل هو في تضييع الكرات في الهجوم وعدم عودة اللاعبين بسرعة لأماكنهم، خاصة بالنسبة للذين يقومون بالتغطية لمّا يصعد الظهيران، وهذا هو مشكل المنتخب الوطني الكبير حسب ما لاحظته في نهائيات كأس أمم إفريقيا، وقد تحدثت على ذلك معك لما اتصلت بي في المرّة السابقة. هناك انتقادات لاذعة موجّهة لسعدان على التركيبة البشرية المستدعاة إلى صفوف “الخضر“ في كلّ مرة، فما هو تعليقك؟ أعتقد أنه لا يمكنني مناقشة قرارات المدرب الوطني لأنه يعرف أحسن من أي كان احتياجات التشكيلة، ولهذا لا يمكنني أن أضع نفسي مكانه، لكن أقول إنه وجب فقط أن نجد حلاّ سريعا للأهداف الكثيرة التي أصبح يتلقاها دفاعنا في كل مرّة وكذا عقم الهجوم. مباراة صربيا جعلت الجمهور الجزائري متخوّفا كثيرا من “تبهديلة” في المونديال، فما هو رأيك؟ لم يبق وقتا طويلا عن بداية كأس العالم، لكن أعتقد أنه من الواجب أن يبقى الجمهور متفائلا ولا يكون خائفا كثيرا، لأن ذلك سيتحوّل حتما للاعبين الذين سيدخلهم الشك في إمكاناتهم وحينها ستكون الكارثة. ولهذا أقول إنه من الواجب أن نترك المنتخب يعمل في هدوء وبعيدا عن الضغط خاصة في الوقت الراهن. إلى جانب سعدان فإن الانتقادات مسّت كثيرا بعض اللاعبين الآخرين بعد مردودهم الشاحب أمام صربيا، فهل أنت على علم بذلك؟ مثلما قلت لك سابقا لا يمكنني أن أعطي رأيي في بعض الأمور لأني لو أفعل ذلك سأتهم بأني أريد خلق المشاكل وسيقولون إن بلحوت “ماشي“ جزائري، وأمورا أخرى كثيرة، ولهذا أفضّل الصمت وعدم الكلام. لكن ألا ترى أن هناك لاعبين قادرين على إعطاء إضافة للمنتخب؟ قلتها وأعيدها إن لاعبا مثل مفتاح هو الأحسن في منصبه في الجزائر ولا يوجد أحسن منه، حيث أني لا أنتقد رحو الذي يبقى مدافعا يلعب بقلبه ولا يغشّ وهو يريد إنهاء مسيرته بتميّز، لكن مفتاح وبصراحة الأفضل في الجزائر، وأقول إن الوقت لم يفت ويجب منحه ولو فرصة واحدة قبل الحكم عليه. المطالبة أيضا بعودة شاوشي تزيد من يوم إلى آخر، ما تعليقك؟ شاوشي مثل مفتاح هو الأحسن في منصبه ولا يوجد أفضل منه، هو أخطأ فعلا في لقاء مصر لكنه صغير ووجب أن لا نحكم عليه بقساوة، خاصة أني أعرفه جيدا بعد أن درّبته في سطيف مثلما درّبت ڤاواوي مع عنابة.. أقول إنه وجب فقط تقديم نصائح ل شاوشي الذي مازال صغيرا في السنّ، ومتأكد أنه سيكون منضبطا وسيفيد المنتخب كثيرا في المستقبل. وبودّي تأكيد شيء آخر. ماذا تريد القول بالضبط؟ أعتقد أن تلقي حارس مرمى 3 أهداف و4 في كل مرّة يفقد زملاءه الثقة في أنفسهم ويزعزع الفريق، وهذا ما يجعل دور الحارس مهمّا جدا، لهذا على الطاقم الفني وضع الأفضل ولا تكون الخيارات مبنية على العاطفة أو أي شيء آخر. هناك لاعب آخر محلّ انتقادات كثيرة هو وسط الميدان منصوري، هل ترى أن لديه مكانة في التشكيلة الأساسية؟ ليس لدي الحقّ في الحديث مثلما قلت لك سابقا مكان المدرب الوطني، ولهذا اسألوا سعدان عن منصوري وسيجيبكم وأنا سأحتفظ برأيي لنفسي (يضحك)... لكن أقول إن سعدان ربما يرى أن منصوري يعتبر كمدرب ثان فوق الميدان، لهذا يجدّد فيه ثقته في كل مرّة. المنتخب الوطني سيواجه وديا إيرلندا وبعدها الإمارات العربية المتحدة قبل “المونديال“، كيف ترى هذين المنافسين؟ بالنسبة لإيرلندا أقول إنه منافس قوي لأن طريقة لعبه تتميّز بالاندفاع البدني وهي شبيهة لطريقة لعب المنتخب الإنجليزي، ولهذا فإن المباراة اختبار جيّد لنا، لكن بالنسبة لمنتخب السعودية... (نقاطعه) المباراة ستجمعنا بالإمارات التي تحتل المركز 115 عالميا وليس السعودية هذا أمر أسوأ بكثير حيث كنت أعتقد أننا سنواجه السعودية، وأرى أن هذه المواجهة لن تفيدنا في شيء لأننا بحاجة لمنتخبات قوية حتى نختبر دفاعنا، ولهذا أتمنى أن يتم البحث عن منتخب أقوى لمواجهته مع الاحتفاظ بمواجهة الإمارات. سعدان قرّر إبعاد 6 لاعبين من المشاركة في “المونديال“ ويتعلق الأمر ب زاوي، رحو، بابوش، أوسرير، بزاز وبوعزة، فما هو رأيك؟ (يتفاجأ)... وهل هذا الكلام رسمي؟ هو رسمي وقد أعلن عنه المدرب منذ قليل في القناة الوطنية الأولى؟ لا يمكنني أن أقول لك إن أحسن فعلا أو العكس، لكن أعتقد أن حان الوقت لاتخاذ قرارات جريئة وحتى إن كانت هذه القرارات ستؤلم بعض اللاعبين، فإنه وجب أن تمرّ المصلحة الوطنية قبل كل شيء. وهنا لا يمكنني أن أقول إن رحو أو زاوي لا يستحقان المشاركة في “المونديال“، لكن الذي ليس لديه مكانة “ما لازمش يبقى ذراع” في المنتخب الوطني. هل من توضيح أكثر ؟ أقول فقط إننا سنلعب كأس العالم وهي المنافسة القمّة التي لا يوجد أصعب منها في كرة القدم، ومن هذا المنطلق وجب أن نضع جانبا العواطف و”السوسيال”، واستدعاء دائما أحسن اللاعبين والأقوى وفقط، حتى لا تحصل الكارثة ومنه يخيب شعب بأكمله وضع ثقة عمياء في هذا المنتخب الوطني. ------ بعد الوجه الذي قدّمته أمام قطر في المباراة الودية الأخيرة.. سلوفينيا أساءت الإختيار، لاعبوها يُعوّضون تواضع بنيتهم بالسرعة وميسو ونوفاكوفيتش مصدر الخطر لم يكن الفوز العريض الذي حققه المنتخب السلوفيني على نظيره القطري في المباراة الودية الأخيرة معيار لقوة منافس الجزائر في “المونديال” المقبل، بقدر ما كان اختبارا فاشلا بكلّ المقاييس لهذا المنتخب الذي لم يحسن تماما اختيار منافسه الذي كان متواضعا لأبعد الحدود. والأكيد أن مبعوث الطاقم الفني بوعلام لعروم قد وضع أول استنتاجاته بهذا الخصوص من خلال التقرير الذي سيرفعه في الأيام المقبلة للمدرب سعدان، والذي يضمّ العديد من الملاحظات عن نقاط قوة هذا المنتخب وضعفه، والتي سجلناها بدورنا من خلال متابعتنا المباراة المذكورة أمام قطر والتي نلخصها في النقاط التالية. خيار قطر لم يكن موفقاوتشكيلة ميتسو كانت خارج الإطار وأول الملاحظات التي يمكن أن نخرج بها من متابعة المباراة التحضيرية للمنتخب السلوفيني أمام المنتخب القطري، هي أن خيار مواجهة تشكيلة المدرب الفرنسي “برونو ميتسو” لم يكن موفقا تماما، وهذا بالنظر للسهولة التي خاض بها القطريون المباراة حيث افتقدوا للجدية أين بدوا وكأنهم في نزهة أكثر منه خوض مباراة تحضيرية، وهو ما يفسّر النتيجة العريضة التي انتهت عليها المباراة، مع العلم أن المنتخب القطري لا يملك أي مسابقات هامة يراهن عليها بما أنه متأهل مباشرة لنهائيات أمم أسيا المقبلة كونه البلد المضيف. وبهذا يمكن القول أن الاتحادية السلوفينية التي كانت تتصوّر أن مواجهة منتخب عربي قد يمنحها فكرة ولو عامة عن مواجهة المنتخب الجزائري، تكون ندمت كثيرا على اختيارها لقطر بعد المردود الضعيف الذي قدّمه “العنابي” في تلك المباراة. المدرب السلوفيني لم يُبد رضاه ويكتفي بثلاثة تغييرات ولم تكد تمضي دقيقتان حتى توصل المنتخب السلوفيني لمرمى قطر بعد خطأ فادح في الدفاع القطري، لتتهاطل الأهداف الواحد تلو الآخر حتى وصلت الحصيلة أربعة أهداف، وكان بإمكان أصحاب الأرض إحراز حصيلة أوفر من الأهداف لولا السهولة التي وقعوا فيها نتيجة تواضع المنافس وعجزه عن المقاومة، ما أفقد المباراة نكهتها، لدرجة أن مدرب المنتخب السلوفيني الذي لم يكن راضيا تماما على نوعية المنافس واكتفى بثلاث تغييرات فقط منصبا بمنصب، وهذا بعد أن أدرك أن تجريب لاعبين وخطط أمام منافس متواضع مثل الذي واجهه لن يخدمه في شيء. لاعبو سلوفينيا متواضعون من الناحية الجسمانية وهذا يخدم منتخبنا ومن النقاط المسجلة على المنتخب السلوفيني من خلال معاينة المباراة أمام قطر، هي تواضع البنية الجسدية للاعبين السلوفينين، حيث أنهم لا يملكون لاعبين أقوياء من الناحية الجسمانية وهو ما سيخدم حتما منتخبنا، خاصة إذا تذكرنا تميّز “الخضر” في الكرات العالية الثابثة التي أحرز منها رفقاء عنتر يحيى عديد الأهداف خلال التصفيات الأخيرة وأحرزوا منها هدف التأهل للدور ربع النهائي في “كان” أنغولا الأخيرة. دفاعهم مسطّح ووسط ميدانهم ثقيل ومن الملاحظات التي يمكن الخروج بها أيضا والتي قد تكون في مصلحة “الخضر” هي الدفاع المسطح للمنتخب السلوفيني والذي لا يتحرّك كثيرا بنفس القدر كوسط ميدانه الدفاعي البطيء الحركة، والذي يمكن اختراقه بسهولة مع سرعة توغل مطمور على الجهة اليمنى وبلحاج على الجهة اليسرى وتحرّكات غزال وجبور التي من شأنها فتح ممرّات في هذا الدفاع للوصول لمرماهم. ينتظرون المنافس ويلعبون الهجوم المُعاكس ويمكن القول إن منافسنا الأول في “مونديال” جنوب إفريقيا يعتمد دائما على خطة ترصد المنافس قبل الانطلاق في الهجمات المعاكسة التي يطبّقونها بشكل جيّد جدا، معتمدين على سرعة مهاجميهم في نقل الهجمة من دفاعهم لدفاع المنتخب المنافس، وهذا هو السيناريو الذي قد يحضرونه للمنتخب الجزائري خلال المباراة الأولى، حيث لا يستهويهم صناعة اللعب بل دائما يترقبون منافسهم ويستغلون أيّ فرصة للانقضاض عليه في هجمات مرتدة سريعة. جيّدون فنيا والهدف الثالث يؤكد النقائص المسجلة على المنتخب السلوفيني لا تعني أنه منتخب سيء تماما، فهو يملك عناصر القوة أيضا بداية بالمهارات الفنية للاعبيه الذين يعوّضون بها تواضعهم من الناحية البدنية، وما يجسّد المهارات التي يتمتع بها اللاعب السلوفيني هو الهدف الثالث الذي أحرزوه في مرمى قطر خلال هذه المباراة والذي جاء عن طريق كرة على الطائر استقبلها أحد اللاعبين ووضعها في الشباك القطرية بطريقة فنية رائعة. ميسو ونوفاكوفيتش... نقطة قوّتهم ومن عناصر القوة لدى المنتخب السلوفيني الثنائي الخطير ميسو - نوفاكوفيتش، الأول يلعب ظهيرا أيمن فيما يلعب الثاني وراء المهاجمين، وقوتهما في التفاهم الكبير بينهما خاصة أنهما ينشطان في ناد واحد هو واست بروميتش ألبيون من الدرجة الثانية الإنجليزية. ويتمتع ميسو بسرعة فائقة ويصعد كثيرا نحو الهجوم، وفي المقابل يبدو زميله بطيئا في تحرّكاته لكنه مع ذلك يتمتع بفنيات عالية ويمرّر كرات على طبق لزملائه. هذا الثنائي هو بامتياز نقطة قوة المنتخب السلوفيني، ولن تشتكي سلوفينيا من الحراس مثل الجزائر مادام أنها تملك حارسا جيدا يحرس مرمى نادي أودينيزي الإيطالي، ولو أنه لم يوضع تحت الاختبار كثيرا في المباراة الأخيرة أمام قطر.