أفرزت التصريحات التي أدلى بها زيداني مسعود رئيس مولودية باتنة في عدد أمس من "الهداف" العديد من ردود الأفعال، فعلاوة على عدم استساغته للجمود الذي يميز مجلس إدارة الشركة الذي لازال بعيدا عن الطموحات المستقبلية للمولودية، فقد حسم في نقطة كثيرا ما شغلت الشارع الباتني، ويتعلق الأمر بانتدابات "الميركاتو" الذي قرر صرف النظر عنها مقابل وضع الثقة في العناصر الحالية مع إمكانية تدعيمها بلاعبي الأواسط ممن كشفوا على صحة إمكاناتهم وكانوا محل متابعة الطاقم الفني للنادي، ما يؤكد في نظر المتتبعين لمحيط المولودية رغبة زيداني في مواصلة سياسة التشبيب وإنجاحها ميدانيا بعد المؤشرات الإيجابية التي كشف عنها النصف الأول من مرحلة الذهاب. تصريحاته تعزز الثقة في الأواسط وعلى خلاف التوقعات الأولية التي صبت في إمكانية تعزيز التشكيلة ببعض العناصر التي بمقدورها منح الإضافة اللازمة في عدد من المناصب الحساسة سواء على مستوى الهجوم أو خطي الوسط والدفاع، إلا أن قرارات رئيس المولودية جاءت لتصب في مواصلة تجسيد سياسة التشبيب التي عرفت خطوات مهمة في ظل العمل الذي قام به أبناء بن جاب الله منذ بداية هذا الموسم، ما سمح لهم بتحقيق نتائج إيجابية مكنتهم من احتلال المرتبة الرابعة التي تبقى قابلة للتحسين في نظر محبي النادي إذا واصل زملاء زياد التفاوض مع المواعيد المقبلة من موقع مريح. الشبان يؤيدون المقترح ويراهنون على مواصلة التأكيد وقد خلفت التصريحات الأخيرة للمسؤول الأول في المولودية العديد من علامات الارتياح لدى عدد هام من العناصر الشابة للمولودية الذين ينشطون في صنف الأواسط ويواظبون على التدرب مع لاعبي الأكابر، خاصة أن هذا القرار سيمنحهم فرصا إضافية في سبيل الكشف عن مهاراتهم الحقيقية في المباريات المقبلة تتمة لتأكيدهم على رفع التحدي مطلع هذا الموسم، وهو ما جعل البعض يعتبر أن نظرة زيداني ستفرز قرارات جديدة تصب في منح فرصة الترقية لأسماء أخرى من الأواسط موازاة مع الوجه المقدم في الميدان وقدرتهم على فرض أنفسهم في تشكيلة المدرب بن جاب الله . رسم هدف البقاء يجعل الإدارة غير متحمسة للانتدابات وفسر عدد من المتتبعين عدم تحمس إدارة زيداني لإحداث انتدابات خلال فترة التحويلات الشتوية إلى عدد من الأسباب والمبررات في مقدمة ذلك العمل على تكوين فريق شاب الغرض منه التأقلم مع معطيات الدرجة الثانية الاحترافية واقتصار الأهداف المسطرة على ضمان البقاء في هذا المستوى دون المراهنة على لعب الأدوار الأولى، رغم المرتبة المتقدمة التي يتواجد فيها زملاء عليلي، حيث أكد زيداني أن فريقه غير مؤهل للعب من أجل ورقة الصعود معتبرا أن الوجه المقدم من لاعبيه يعكس إمكانية مواصلة سياسة تكوين فريق شاب يكون قادرا على رفع التحدي مستقبلا لكن دون ممارسة الضغط والإلحاح على مزاحمة الفرق الطامحة في لعب ورقة الارتقاء إلى القسم الأول. بن جاب الله يعول على عودة المصابين لاكتمال التعداد وبعيدا عن مخلفات التصريحات التي أدلى بها زيداني بخصوص رؤيته المستقبلية ورفضه خيار الإستقدامات الشتوية، فقد عمد المدرب بن جاب الله إلى تسطير برنامج تحضيري يتماشى مع فترة الراحة التي تمر بها البطولة بعد تأجيل الجولة الثامنة من البطولة للمرة الثانية في ظرف أسبوعين، حيث يبقى الاهتمام مركزا على كيفية استعادة العناصر المصابة أو التي تشكو من الزكام الحاد الذي أرغم 6 لاعبين على الأقل على الركون إلى الراحة منذ أسبوع ونصف تقريبا، ويأمل مدرب المولودية في اكتمال التعداد بالشكل الذي يعينه على ضبط البرنامج التحضيري المسطر قبل حوالي أسبوع من لقاء الكأس أمام إتحاد البرج الناشط في بطولة جهوي باتنة. ويراهن على لقاء ودي قبل موعد الكأس كشف بن جاب الله رغبته في برمجة مقابلة ودية تحضيرية نهاية هذا الأسبوع أو في الأيام الثلاثة المقبلة، لوضع اللمسات اللازمة على مستوى التشكيلة وتحسين اللياقة التنافسية للاعبين في ظل ركون البطولة إلى الراحة منذ بداية هذا الشهر، وهو ما جعل مدرب المولودية يعلم الهيئة المسيرة بأهمية الحسم في هذه المسألة قصد التباري وديا قبل موعد الكأس المرتقب نهاية الأسبوع المقبل أمام اتحاد البرج. التدريبات ستستمر في ملعب الشاوي يرشح أن تواصل العناصر الباتنية برمجة التدريبات في ملعب اللطيف الشاوي، حيث جرت حصة الاستئناف مساء أمس بعد راحة استمرت 3 أيام، ومن المفترض أن يبقي مدرب المولودية على هذا الخيار موازاة مع ركون البطولة إلى الراحة وعدم جدوى التدرب في مركب 1 نوفمبر أمام استبعاد الحصول على حصص في الملعب الرئيسي قبل منتصف الأسبوع المقبل، وعدم الاقتناع بفكرة التدرب في الملحق، ما يجعله يفضل تسطير البرنامج التحضيري على ميدان ملعب الشاوي بصورة عادية تحسبا لموعد الكأس أمام اتحاد البرج.