“أنصح بن شيخة بالتنقل 15 يوما قبل الدورة للتعوّد على حرارة هذا البلد”“إبعاد بلحاج وغزال مؤقت وعبدون ذهب ضحية زياني وبودبوز” المنتخب المحلي سيشارك في كأس أمم إفريقيا في السودان في فيفري القادم، هل تريد المشاركة في هذا المحفل القاري بعد مشوارك الحافل مع المنتخب الأول؟ لست متحمّسا للعب هذه المنافسة لأن هناك لاعبين تعبوا وكافحوا من أجل التأهل والمشاركة في هذه الدورة، كما أعتبر أن سني لا يسمح لي بالتواجد في المنتخب الثاني الذي من المفترض أن يتشكل من لاعبين شبان هم خزان المنتخب الأول. لكن خبرتك قد تفيد أشبال بن شيخة في هذه الدورة؟ صحيح أنني سبق لي المشاركة مع المنتخب الأول في نهائيات كأس أمم إفريقيا وشاركت في صنع التأهل التاريخي إلى “المونديال” الأخير، وهو ما يدفعني لترك مكاني للاعبين شبان ستكون دورة السودان فرصة لهم لكسب تجربة على الصعيد الدولي، ونحضّرهم للعب في المنافسات الدولية الإقليمية قبل الارتقاء إلى المنتخب الأول. لكن المدرب الوطني استعان ببعض اللاعبين الذين يملكون تجربة من أجل تحقيق مشوار مشرّف في هذه الدورة؟ إذا كان هدف المدرب الوطني الفوز بهذه الدورة وهو أمر ممكن بالنظر إلى قيمة تعداد هذا المنتخب، فأنا مستعدّ لمساعدة بن شيخة والمشاركة في هذه الدورة، ولكني ضد أن يقتصر هدف المنتخب المحلي على تحقيق النتيجة، وإلا فما عليهم إلا ضمّ منتخب مشكّل من وفاق سطيف والقبائل لضمان الانسجام، ولكني مع فكرة أن نحضّر هذا المنتخب ليكون زاد المنتخب الأول في ظل تواجد لاعبين يملكون مستوى جيدا في البطولة المحلية. ما رأيك في المجموعة التي سيلعب فيها “الخضر” والتي تضمّ منتخب البلد المنظم؟ لدينا حظوظ كبيرة للتأهل إلى الدور الثاني رغم أن السودان ستكون لديه نوع من الدعم باعتباره البلد المنظم، وفي مثل هذه الدورات هناك عامل لترشيح البلد المنظم، وماعدا هذا العامل فكل المنتخبات تملك حظوظا متقاربة. سبق لك اللعب في “أم درمان” مع “الخضر” وفريقك الشلف، هل تعتبر هذا الملعب عاملا في صالح الجزائريين الذين حققوا تأهلا تاريخيا في هذا الميدان أمام مصر؟ أظن أن روح “أم درمان” ستكون حاضرة في فيفري القادم، وسيفاجأ أشبال بن شيخة بحفاوة استقبال شعب السودان وشهامتهم، حيث لن ننسى وقفتهم معنا في مباراة 18 نوفمبر ومدى تعلقهم ونصرتهم للمنتخب الجزائري، ومتيقن أنهم سيجدون نفس المعاملة والدعم في كأس أمم إفريقيا للمحليين في بداية السنة المقبلة. يبدوا أنك ما تزال تحتفظ بالذكريات الجميلة للمباراة الفاصلة في “أم درمان”؟ بالطبع، إنها “ملحمة” ستبقى خالدة عند كل لاعب وكل الشعب الجزائري. أتذكر جيدا أنه منذ أن وطأت قدماي هذا البلد قادمين من مصر أحسست بثقة كبيرة بأننا سنخرج منتصرين في المباراة الفاصلة، وقد كنت أول من دخل الملعب يوم المباراة وكانت الأجواء مميّزة في المدرجات جعلتني أدخل المباراة بشحنة كبيرة، وأحسست نفسي جنديا في خدمة بلدي، والانتصار في تلك المباراة كان لردّ الاعتبار بعد ما حدث لنا في مصر. كيف ذلك؟ لقد تأكدنا من دعم الجمهور السوداني في آخر حصة التي عرفت حضور قرابة 40 ألف مناصر في ملعب الهلال السوداني، كما أنني شخصيا تأثرت لما حدث لنا من ظلم في القاهرة، حيث أملك “فيديوهات” خاصة بنا نحن اللاعبين عن عملية الاعتداء على الحافلة التي اعتبرها المصريون مجرّد مسرحية. أقسم بالله أنني كنت مستعدا للتضحية ولم نكن نفكر لا في إصابة ولا في أي شيء إلا الثأر، خاصة بعد أن اتصل بي بعض أصدقائي بعد نهاية مباراة القاهرة وطلبوا الحماية لأنهم كانوا محاصرين (تنهد)... “شفنا العجب” في تلك المباراة، وهو ما جعلني أنتظر فرصة دخولي في الشوط الثاني للمشاركة في الانتصار. ماذا كان ردّ فعلك بعد صفارة الحكم وترشّح “الخضر” إلى “المونديال” على حساب بطل إفريقيا؟ لقد توجّهت إلى لاعبي المنتخب المصري وقلت لهم وبلهجة مصرية “لم تكونوا رجالة” لأنكم سكتم على الظلم الذي حدث لنا في بلدكم، وأتذكر أن عمرو زكي هو الوحيد الذي حاول الردّ، ولكن زملاءه منعوه.. هل تعتبر أن صفحة الخلاف هذه طويت بعد أكثر من عام عن هذه الأحداث؟ الحمد لله أننا مسلمون والمسلم مسامح كريم، ومن جهتنا تجاوزنا هذا الخلاف والمهمّ أننا حققنا حلم الجزائريين في المشاركة في “المونديال” بعد قرابة ربع قرن من الغياب. لنعد إلى كأس أمم المحليين، بم تنصح اللاعبين الذين سيلعبون لأول مرّة في هذا البلد؟ لقد لعبت مع “الخضر” في “أم درمان” في شهر نوفمبر وهي فترة كانت الحرارة فيها معتدلة، ولكن في شهر فيفري هو شهر ارتفاع درجة الحرارة، وقد سبق لي اللعب مع الشلف في تلك الظروف حيث تأثرنا من الرطوبة والحرارة وتكبدنا خسارة بثلاثية في ملعب المريخ .. آسف، لم نواجه يومها المريخ بل واجهنا الشمس من شدّة الحرارة (يضحك)... ما هو الحلّ برأيك؟ الحلّ - حسب رأيي- هو التنقل 15 يوما قبل انطلاق الدورة للتعوّد على المناخ وظروف المنافسة الصعبة. على ذكر روح “أم درمان”، ما هي أسباب غيابها عن المنتخب الأول بعد عام فقط من تلك الملحمة؟ الروح لم تغب ولكن ما حدث أن المنتخب عاش منذ تلك المباراة ضغطا رهيبا من طرف الشعب وحتى وسائل الإعلام بكل أطيافها، حيث أصبح الجميع يتدخل في الجانب الفني والتكتيكي، وهو ما أثر في استقرار هذا المنتخب. لكن الأوضاع تدهورت إلى حدّ عدم قدرتنا على الفوز أمام منتخب مغمور مثل “لوكسمبورغ”؟ بعد “المونديال” كثرت الغيابات في صفوف المنتخب حيث في كلّ مباراة نلعب منقوصين من خمسة إلى ستة لاعبين، ولكن باكتمال التعداد سيكون وجه المنتخب أفضل. وللعودة إلى مباراة “لوكسمبورغ” أقول إنه لا يمكن الحكم على مردود “الخضر”، بالنظر إلى التجديد الذي مسّ التعداد، ولا يمكن الحكم على اللاعبين الجدد في أول مباراة في ظل نقص الانسجام فيما بينهم. ولكني بودّي التطرّق إلى نقطة مهمة.. تفضّل... “لوكسمبورغ” ليس المنافس الذي نقيس به إمكاناتنا، وتلك المواجهة لم تكن لها أي فائدة بالنظر إلى مستوى المنافس. لقد أصبحت الجزائر منتخبا “موندياليا” بعد مشاركتنا الأخيرة في جنوب إفريقيا، وكان من المفترض أن نواجه الفرق الكبيرة مثل المكسيك، كولومبيا أو منتخبا “موندياليا” آخر في إفريقيا، من أجل معرفة حقيقة مستوانا وتقييم مردود المنتخب، وحتى في حال تلقي خسارة كبيرة أمام هذه الفرق، إلا أننا كنا سنستفيد باحتكاكنا بمنتخب كبير، لأن مكانة الجزائر تغيّرت ولم تعد ذلك المنتخب المغمور الذي كان يواجه في السابق الفرق الصغيرة. أتذكر مثلا أننا واجهنا “ران” وفريقا بلجيكيا دربه “ليكنس” من أجل تحضير المواعيد القارية في بداية مشواري مع “الخضر”، بل أتذكر أننا واجهنا فريق البطالين في سنة 2003 لأننا لم نكن نملك السمعة التي وصلنا إليها حاليا من أجل تنشيط مواجهات ودية، والتي يجب أن تستغلّ لبرمجة مباريات مع أكبر المنتخبات العالمية وليس مع فرق ما بين الأحياء أو منتخبات هي التي تستفيد بمواجهتها ل “الخضر” كما حدث في مباراة “لوكسمبورغ”. ما تعليقك على مواجهة تونس قبل “داربي” المغرب؟ هذا الاختيار صائب لأنه سيسمح للاعبينا بالدخول في أجواء “الداربي” أمام المغرب، والتحضير مع منتخب مغاربي يملك مستوى على غرار منتخبات أخرى مثل ليبيا أو مالي تساعدنا على تحضير جيّد لهذه المباراة الهامة. كيف ترى مأمورية بن شيخة لتأهيل “الخضر” إلى دورة الغابون؟ بن شيخة ورث قنبلة من سعدان لأن الحمل سيكون ثقيلا بعد المشاركة في “المونديال”. ورغم النتائج المحققة والمخيّبة في بداية التصفيات، إلا أنني أثق في قدرة هذا المنتخب في التأهل إلى دورة الغابون وغينيا الاستوائية، وأقول إنه من المستحيل أن تخسر الجزائر أمام المغرب حتى في مباراة العودة في المغرب. ما هو سرّ هذه الثقة المفرطة؟ أؤكد أنه في حال استعادة المدرب الوطني الركائز التي شاركت في “المونديال” بشرط ألا تعاني نقص المنافسة وتنشط بشكل منتظم مع فرقها سنفوز على المغرب ذهابا وإيابا، كما أنني سبق لي مشاهدة المنتخب المغربي في المباريات الودية حيث اكتشفت أنه منتخب يلعب كرة حديثة وعلى الطريقة الأوربية ويقدم وجها طيبا أمام المنتخبات الأوربية، ولكنه بمجرّد مواجهة منتخب إفريقي مثل الجزائر مستواه يتدهور ويعجز على فرض نمط لعبه، وهو السبب الذي يجعلني أتفاءل بقدرة الجزائر على الفوز على الأشقاء المغاربة. ما رأيك في برمجة المباراة في ملعب 5 جويلية بدلا من ملعب البليدة؟ أنا أفضل لو تم برمجة اللقاء في البليدة لأن الجمهور العاصمي صعب وقد ينقلب على “الخضر” في حال عدم تحقيق نتيجة في بداية المباراة، عكس جمهور البليدة الذي تميّز بدعمه ل “الخضر” طيلة 90 دقيقة كما كان الشأن في التصفيات الأخيرة. ألا ترى أن إبعاد بلحاج وغزال تم بنفس الطريقة التي أبعدتم بها قبل “المونديال”؟ لا، الأمر مختلف لأننا أبعدنا من المشاركة في “المونديال”، بينما إبعاد بلحاج وغزال مؤقت، وعودتهم ستكون سريعة للنخبة لأنهم يملكون المؤهلات اللازمة للتواجد مع المنتخب الأول. ماذا عن عبدون؟ عبدون له مؤهلات فنية ولكنه ضحية تواجد زياني وبودبوز في منصبه، وهو ما جعل المدرب يتخلى عنه. ماذا عن العناصر المحلية التي شاركت في هذا الاختبار؟ لا يمكن الحكم عليها في هذه المباراة، ولكن ما شدّ انتباهي أن الفرصة الوحيدة التي بنيت في المباراة كانت من صنع زرداب ومفتاح، وهو مؤشر جيّد بالنسبة للاعبين المحليين للبروز في المنتخب الأول. هل هناك عناصر أخرى قادرة على طرق أبواب المنتخب؟ هناك زميلي في الشلف غربي الذي اعتبره أحسن لاعب في الجزائر، حيث يلعب في خمسة مناصب، وأطلب من بن شيخة معاينته لأنه يملك مستوى كبيرا يسمح له بتقديم خدمة ل “الخضر”. من ترشّحه للفوز بالكرة الذهبية لهذا الموسم؟ بوڤرة هو المعلم.. صراحة ودون عواطف هو الذي يستحقّ التتويج للمرة الثانية بالجائزة، لأنه اللاعب الأكثر انتظاما ومشاركة مع فريقه، وقد توّج مع ناديه باللقب، ومشاركته كانت مشرّفة في “المونديال”، والأمر نفسه في رابطة أبطال أوربا، ما يجعله يستحقّ أن يكون الأفضل هذا الموسم.