“لما إلتقيت اللاعبين قبل الحفل إسترجعت الذكريات الجميلة” أوّلا شكرا لك شيخ على تلبيتك الدعوة. لا شكر على واجب، أنتم من يجب شكركم لأنكم فكرتم في شخصي ودعوتموني اليوم لأكون في هذا الحفل الكبير الذي لمّ شمل الكرة الجزائرية وسمح لنا بالالتقاء من جديد. هذا واجبنا، لكن بودنا أن توضّح للرأي العام بأن لا مشاكل لك مع “الهداف” مثلما يزعم البعض والدليل على ذلك أنك حاضر اليوم معنا (الحوار أجري سهرة أول أمس)؟ حضوري اليوم معكم خير دليل على أنه ليس لدي أي مشكل تجاه “الهداف” و”لوبيتور”، ثمّ أن تلبيتي للدعوة بصدر رحب تعطي نظرة وصورة واضحة عن الشخصية الحقيقية ل سعدان، في مجال كرة القدم تحدث خلافات ويكون هناك سوء تفاهم واختلاف في وجهات النظر، وما حدث بين الطرفين كان مجرد سوء تفاهم لا أكثر ولا أقل، واليوم كان من الواجب أن نكون جميعا هنا لأنّ هذا الحفل هدفه لمّ شمل الكرة الجزائرية وتطويرها والمضي قدما بها نحو الأمام من أجل تحقيق إنجازات أكبر، بالإضافة إلى تقدير وتثمين ما فعلناه للجزائر، وحضوري يعبّر عن كل شيء. حضورك يعبر عن أنّ سعدان صديقنا اليوم مثلما كان بالأمس، أليس كذلك؟ بالضبط، لن أستعمل مصطلح المصالحة لأننا اختلفنا ولم ندخل في عداوة، نحن أصدقاء، في حياتي لم أعاد أي طرف ولم أضعه عدوا أو خصما لي خاصة “الهداف” و”لوبيتور”، والمهم أنّ حضوري اليوم كان من أجل المساهمة مع وسائل الإعلام في تطوير كرة القدم الجزائرية، لأن دور الصحافة و“الهداف“ و“لوبيتور“ كان دوما إيجابيا في تطويرها، وأتمنى أن يبقى إيجابيا على الدوام حتى يحقق منتخبنا نجاحات أخرى في المستقبل وحتى تكون لدينا بطولة محلية قوية، وعلينا ألا ننسى أننا جميعا سواء صحفيين، مدربين، محللين نعمل من أجل مصلحة الكرة الجزائرية وبالتالي لا داعي لوجود خلافات أو عداوة نحن في غنى عنها. وهل من تعليق على الأجواء التي تعيشها في هذا الحفل؟ إنها سهرة رائعة وناجحة بكل المقاييس، كلامي ليس مبالغة أو مجاملة لأنكم تحدثوني الآن بل هي حقيقة قالها كل الحضور الكرام، لقد نجحتم في الوصول إلى هذا المستوى بجمع شمل وجوه كروية كبيرة سواء المحلية لأننا اليوم نحضر تواجد وجوه كروية أعطت وقدمت الكثير للكرة الجزائرية، وعالمية أيضا في صورة نجم الكرة الإسبانية سابقا ولاعب ريال مدريد سابقا أيضا “بوتراغوينيو”، كما أنكم جمعتم لاعبي المنتخب الوطني من جديد، إنه أمر رائع وهذا هو الهدف الذي على كافة الصحف أن تسعى من أجله خدمة للكرة الجزائرية. كنت من بين الوجوه البارزة التي كرمناها بالنظر إلى الخدمات الكبيرة التي قدمتها للكرة الجزائرية، فماذا يمثل لك هذا التكريم؟ شرفني أن أكرّم اليوم رفقة كافة الوجوه الرياضية التي تألقت الموسم الماضي، وأسعدني أن ألقى هذا الاستحقاق والاعتراف منكم وهذا دليل على أنكم تقدرون ما قدمناه ونقدمه للكرة الجزائرية وللجزائر ككل، ثق أني سأبقى أعتز كثيرا بهذا التكريم وأفتخر لأني لم أُنس من طرف أبناء جلدتي وتحيا الجزائر دوما وأبدا. شاهدناك قبل انطلاق الحفل تتحدث مطولا مع أشبالك سابقا في صوة مغني، بوڤرة، صايفي وغيرهم، ما الذي جرى بينكم وهل استرجعت من خلال حديثك معهم ذكريات الماضي الجميل وهل شعرت بأنك معهم مجددا في غرف الملابس؟ (يضحك قبل أن تغرورق عيناه بالدموع) ... كنا من قبل عائلة واحدة أنا وأشبالي، كنا نملك مجموعة متماسكة تسودها روح قوية لم يسبق لي أن لمستها في أي فريق أو منتخب دربته، وهو سرّ نجاحنا وتحقيقنا لكل تلك الإنجازات، وفي الحقيقة لقد كنت سعيدا لأني التقيت بهم من جديد في غرفة واحدة ولأني تجاذبت أطراف الحديث معهم مرة أخرى وتشرفت بذلك أيضا، والفرصة سمحت لي باسترجاع ذكريات الماضي الجميل كما ذكرت، ذاكرتي عادت إلى الوراء واسترجعت كل الصور الجميلة ... (يتنهّد ويصمت). مثل ماذا؟ كل الفترات التي قضيناها سويا لاسيما الفترة التي تأهلنا فيها إلى المونديال، ما قاسيناه وعانيناه، كله استرجعته في تلك اللحظات، سعدت لملاقاتهم جميعا ومن دون استثناء وسعدت لملاقاة مغني الذي ضحّى من أجل الجزائر وكان بيننا اليوم، كما أني فكرت في تلك اللحظات حتى في الغائبين في صورة قادير الذي أتمنى أن يشفى في أقرب الآجال لأن مستقبلا كبيرا ينتظره، وبودّي أن أقول أيضا إنني والدهم وصديقهم جميعا وأتمنى أن أراهم دوما سعداء ومبتهجين . بوڤرة اختاره أهل الاختصاص للمرة الثانية على التوالي أحسن لاعب جزائري ونال الكرة الذهبية، فهل ترى أنه الأجدر بها؟ بطبيعة الحال، ولا شك في ذلك، بوڤرة اجتهد منذ أن كان شابا في الفرق التي لعب لها وواصل اجتهاده لدى مجيئه إلى الجزائر عندما كان مع المنتخب الأولمبي، وسار على خطى زياني وتألق مع المنتخب الوطني للأكابر سريعا وواصل تألقه في البطولات الأوروبية إلى أن وصل إلى ڤلاسڤو رانجيرز الذي توج معه بالعديد من الألقاب، وعلى العموم ونظرا إلى ما قدمه سنة 2010 أرى أنه الأجدر بالحصول على الكرة الذهبية وأستغل الفرصة لأتقدم له بالتهاني الحارة مرة أخرى. كيف تسير معك الأمور في مجال التحليل الذي اقتحمته مؤخرا؟ الحمد لله، تنقلت من عالم التدريب إلى عالم التحليل وأحاول أن أعطي وجهة نظري في مختلف المباريات التي أحللها، وأتمنى أن أكون قد وفقت في مهمتي الجديدة. هل ترغب في البقاء محللا على الدوام أم أنك لا زلت تفكر في العودة إلى مجال التدريب من جديد؟ تريد الصراحة، أنا أفتقد للميادين كثيرا ولو أجد وجهة تناسبني في المستقبل سأعود من جديد إلى مجال التدريب. إذن لم تعتزل مجال التدريب مثلما أشيع؟ لا، لم أعتزل بعد لازلت قادرا على توظيف خبرتي وتجربتي في هذا المجال. وهل تلقيت عروضا؟ نعم، العروض موجودة لكني لازلت لم أقرر. هنا أم في الخارج؟ في الخارج لكن لا شيء رسمي. في بلدان الخليج العربي؟ نعم، هناك عروض من الخليج العربي وبعض البلدان العربية الأخرى لكني لازلت لم أقرر لأن لا شيء رسمي حتى الآن اتضح، أتمنى أن تتقدم الأمور حتى أختار وجهتي وإذا لم تتقدم سأبقى محللا إلى إشعار آخر. ماذا تقول في النهاية. بودي أن أعرب مرة أخرى عن سعادتي بتواجدي معكم اليوم وسعادتي بملاقاة أشبالي من جديد والالتقاء بكافة الوجوه الكروية التي لم أشاهدها منذ فترة، شكرا لكم على الدعوة وعلى نجاحكم في تنظيم حفل كبير من هذا النوع، ومبروك على بوڤرة وكافة المتوجين اليوم والعاقبة لنجاحات أخرى لكم جميعا في المستقبل.