لم يتمكن نصر حسين داي من إحراز الفوز على ضيفه رائد القبة، في لقاء لم نشاهد فيه الكثير ولم يرق إلى المستوى المطلوب ولم يظهر لاعبو النصرية ذلك الاندفاع المطلوب في مثل هذه المواجهات المحلية، وهو ما سمح لأبناء القبة بتسيير المواجهة مثلما أرادوا... بل وكانوا قادرين على مخادعة النصرية في الدقائق الأخيرة بعد الفرصة التي أتيحت للاعب خلاف الذي مرّت كرته جانبية عن إطار مرمى الحارس ناتاش. كما أن خط الهجوم لم يكن في المستوى مرة أخرى، حيث لم يتمكن لاعبوه من تجسيد الفرص القليلة التي أتيحت لهم وهو ما يجعلهم بعيدين كل البعد عن ما هو منتظر منهم. ويبقى الأكيد أنه باللعب الذي أظهروه في اللقاء أمام القبة، فإن الفريق لن يتمكن من تحقيق الصعود، خاصة أنه لا يستفيد في كل مرة من تعثرات رائد الترتيب شباب قسنطينة والفرق الأخرى التي تلعب الأدوار الأولى، وهو ما يعني أن النصرية غير قادرة على التنافس على الصعود بهذه العقلية في عدم وجود “حرارة” في اللعب. ناتاش، بن عمري ومونجي الأحسن ورغم أن مردود العام للتشكيلة كان بعيدا عن ما كان منتظرا في مثل هذه المباراة، إلا أن هناك ثلاثة لاعبين أدوا دورهم وهم: الحارس عبد الرؤوف ناتاش، المدافع جمال بن عمري ولاعب الوسط فيصل مونجي، عكس بعض العناصر التي كانت بعيدة كل البعد عن المستوى المطلوب. كما اتفق الجميع على أن الحارس ناتاش، الذي كان قائدا للتشكيلة في هذه المواجهة هو أحسن عنصر في الفريق هذا الموسم، نظرا للمردود الذي بات يقدّمه، خاصةً في هذا اللقاء أمام القبة التي تمكّن فيها من صد محاولات خطيرة من الرائد خاصة عن طريق الكرات الثابتة التي كان ينفّذها ماضي أحسن عنصر في القبة. تغييرات كردي محل انتقادات انتقد البعض التغييرات التي قام بها المدرب مجدي كردي في هذه المباراة، حيث لم يفهموا –حسبهم- لماذا أخرج اللاعب عقبي، الذي كان قادراً على تقديم الإضافة للتشكيلة، في حين أن عاودية مر جانباً في اللقاء ولم يظهر الكثير. ورغم أن كردي أراد أن يريح الفار في البداية قبل أن يدخله في الشوط الثاني، إلا أن البعض رأى أن هذا اللاعب كان من المفترض أن يدخل منذ البداية، خاصةً أن النصرية كانت تلعب دون قلب هجوم صريح وكانت تعتمد على لاعبين كانوا يلعبون في الجناح وهو الأمر الذي سهّل مهمة مدافعي القبة الذين لم يجدوا صعوبات للحّد من خطورة مهاجمي النصرية. العنف يعود من جديد وإذا كانت البداية جميلة في الملعب بفضل خرجة الأنصار في المدرجات، فإن النهاية كانت كارثية حيث وقفنا على عودة العنف بين أنصار الفريقين من جديد، حيث اشتبك بعض الأنصار خارج الملعب في حي العناصر، بالإضافة إلى رشق أنصار النصرية لبعض الحافلات التي كانت تمر بالعناصر وهو الأمر الذي أحدث بعض الإصابات، خاصة ضمن الراكبين في الحافلة التي كانت متجهة نحو ڤاريدي. وأرجع البعض أعمال العنف تلك إلى نقص تعداد أعوان الأمن، خاصة خارج الملعب بالإضافة أيضا إلى سوء التنظيم، لا سيما أن أنصار النصرية والقبة خرجوا من جهة واحدة، في حين أنه كان من الأجدر تقسيم الأنصار ليخرجوا من جهات مختلفة. حتى في النفق “تخلّطت” بين اللاعبين وإذا كانت المباراة جرت في روح رياضية عالية داخل الميدان، فإن الأمور انزلقت في النهاية خاصة عند مخرج اللاعبين في النفق المؤدي إلى غرف حفظ الملابس. وقد علمنا أن لاعب القبة إسلام آيت علي هو من بدأ في إثارة المشاكل، حيث تشابك مع المهاجم محمد رضا الفار، لتتطوّر الأمور إلى لاعبين آخرين وقد تدخل العقلاء لتفرقة اللاعبين. وبعدما عاد الهدوء اعتذر آيت علي من لاعب النصرية هشام عقبي، الذي يعرفه جيداً بحكم لعبه معه في منتخب الأواسط هو وسفيان خليلي. وقد قبل عقبي اعتذار آيت علي وأكد له أن مثل هذه الأمور تحدث في كرة القدم. إصابة خليلي ليست خطرة كشف لنا اللاعب سفيان خليلي، أن الإصابة التي تعرض إليها في هذه المباراة على مستوى الركبة ليست خطرة. وكان خليلي تلقى هذه الإصابة بعد اصطدامه بأحد لاعبي القبة. ويرى البعض أنه كان على المدرب إراحته بما أنه عاد من المغرب ليلة المواجهة وبالتالي لم يكن جاهزا مائة من المائة لهذه المباراة. لكن لم يكن أمام كردي خيارا آخر لأن اللاعب وهاب دوّار كان معاقبا بعد خروجه بالبطاقة الحمراء في مواجهة المدية. الأواسط تعادلوا أيضا والحكم في قفص الاتهام....... انتهت مباراة الأواسط بين الفريقين بالتعادل أيضا، في مباراة شهدت سيطرة كاملة للاعبي النصرية الذين لم يتمكنوا من تجسيد الفرص العديدة التي أتيحت لهم وهو ما تأسف له طاقم تدريب الأواسط. وقد اتهم الطاقم الفني أيضا التحكيم، حيث أكد لنا المدرب المساعد لهذه الفئة عمر مشطة أن الحكم كان قد حرم فريقه من أخطاء عديدة. ورغم هذه النتيجة، إلا أن أواسط النصرية يتواجدون في مركز جيّد ولو أن الأهم بالنسبة للطاقم الفني هو تكوين لاعبين قادرين بعدها على اللعب في التشكيلة الأولى.