“المهمة صعبة أمام مالي.. لأن 20 دقيقة الأخيرة التي ظهر بها زملاء كانوتي أمام أنغولا منحتهم ثقة أكبر” قد يتذكّر العديد من قرّاء “الهدّاف” الأوفياء التحذيرات التي أطلقها المدرب الفرنسي بيار لوشانتر عن العواقب الوخيمة التي قد تنجرّ عن التحضير لموعد أنغولا في “كاستولي”، حيث رأى أنه من غير المعقول أن يتنقل المنتخب الجزائري إلى جنوبفرنسا في عزّ الشتاء والأجواء في بلد مثل أنغولا يسودها حر شديد، وكان لنا معه هذا الحوار.. صباح الخير سيد لوشانتر، أكيد أنكم تعلمون سبب اتصالنا بك من جديد، وهو لنسألك عن رأيك في أول ظهور رسمي للمنتخب الجزائري في كأس إفريقيا المقامة حاليا في أنغولا ؟ شاهدت اللقاء فعلا أمام مالاوي، وببساطة أنا مصدوم. من أي جانب أنت مصدوم ؟ من جوانب عديدة، خاصة الناحية البدنية حيث شاهدت أشباحا بأتم معنى الكلمة فوق أرضية الميدان واعذروني على هذا المصطلح، لأني أحترم المنتخب الجزائري كثيرا باعتباره “موندياليا” ومن غير المعقول أن يقدّم لاعبوكم مثل ذلك الأداء ومرورهم بجانب الإطار طوال دقائق المواجهة، في مباراة كان الكل يرشحكم للفوز بها. ما مردّ هذا الأداء الباهت حسب رأيك ؟ نحن الآن أصدقاء ودعوني أسألكم قبل أن أجيبكم، ما هي أسباب هذه النكسة حسبكم ؟ ربما ستقول لي التحضير الذي سبق المنافسة الإفريقية، والذي كان من بين الأشياء التي حذّرت منها في حوارك السابق معنا، أليس كذلك ؟ بالضبط، والعديد من الجزائريين سيشاركونني في هذا الأمر، وما أريد الإشارة إليه هو أن منتخبكم اصطدم في آخر المطاف بالأمر الواقع أمام منتخب مالاوي الذي أخذ الثقة في نفسه، وأرى أن الجزائر دفعت ثمن اختيار فرنسا من أجل التحضير لكأس إفريقيا. اللاعبون كانوا يتدربون في أجواء باردة جدا، ليجدوا أنفسهم يستهلون المنافسة في أجواء صيفية حارة ورطوبة عالية جدا، واللاعبون استنزفوا الطاقات في الدقائق الأولى ولم نشاهد رد فعل قوي وفعّال مع مرور الدقائق. إذن مسؤولية اللاعبين كبيرة في النتيجة التي آل إليها اللقاء ؟ صحيح أنهم يتحمّلون المسؤولية بما أنهم المعنيون في المقام الأول، ولغة الميدان لا يفهمها إلا ال11 لاعبا الذين اختارهم سعدان، ولا يجب أن نخفي بعض الأخطاء القاتلة التي ارتكبوها وأعتقد أن أخطاء مثل تلك وفي مواجهة دولية رسمية أمام الملايين من المشاهدين غير مقبولة تماما. ومن جهة أخرى أقول أن النصيب الأكبر من المسؤولية يقع على عاتق من اختار التربص في فرنسا بنسبة 70 بالمائة حيث لم يكن صائبا بالمرة، بالإضافة إلى أمر جد مهم للغاية يجب الإشارة إليه. ما هو؟ لم أر في حياتي منتخبا يستعد للمشاركة في كأس إفريقيا التي تبقى تحظى بمكانة هامة لا يلعب ولو لقاء وديا واحدا، هذا بالنسبة لي الجنون بأم عينيه، ولن أتقبل أي أعذار في هذه النقطة بما أنه لا مفر من هذه الحقيقة، وسأعود لأتكلم عن مقر التربص الذي اختاره المسؤولون في بلادكم، لأنه ليس لقلة الإمكانات عندما اختار الكاميرون وكوت ديفوار التحضير في بلدان حارة، بل لأنهم كانوا يعلمون ما ينتظرهم في أنغولا. وهل ترى أن إمكانية التدارك متوفرة أمام مالي وأنغولا؟ متوفرة هذا أكيد لأن كرة القدم ليست علما دقيقا، كما أن هناك أمورا تصب في صالحكم نوعا ما، وهي أن نتيجة التعادل التي انتهت عليها مواجهة الافتتاح بين مالي وأنغولا ستخدمكم، إلا أنني أقول أن المهمة أمام مالي ستكون صعبة جدًا، خاصة بعد ال20 دقيقة التي لعبتها مالي وعادت من بعيد وستمنحها ثقة أكبر أمامكم، أما أنغولا فستكون أمام طريق مفتوح عندما تواجه مالاوي ومهمتكم أمامها معقّدة كثيرًا، ومختصر القول، الجزائر صعّبت الأمور على نفسها. وما هي الحلول حسب رأيك ؟ يجب أن نتفق على أن نتيجة مالاوي ليست نهاية العالم، وهناك 6 نقاط في المزاد يجب على اللاعبين الظفر بها مهما كانت الدواعي والأسباب، والحل في كل هذا هو أن يلعب أشبال سعدان بالإرادة التي أعرفها عن اللاعب الجزائري الذي ينتفض في الأزمات، وأنا أركّز في الإرادة، لأنها هي التي ستصنع الفارق في المباراتين القادمتين ولا شيء سواها.