بيار لوشانتر: “إنجلترا، أمريكا وسلوفينيا إكتشفوا عصبيتكم وسيُحاولون التأثير فيكم بشتى الوسائل” بداية، كيف يمكن أن تقيّم لنا المشاركة الجزائرية في دورة كأس أمم إفريقيا الأخيرة؟ في نظري كانت إيجابية إلى حد بعيد، حيث استطاع المنتخب الجزائري أن يبرهن على كل مواصفات الفريق الناجح، هذا الكلام لم يصدر عني فقط بل عن كل التقنيين الذين شاهدوا المباراة، ومن موقعي كعارف ومتابع لشؤون الكرة في القارة السمراء، أقول إن مشوار الجزائر كان إيجابيا إلى حد بعيد والفريق تمكن من فرض منطقه على منافسيه بالرغم من البداية الصعبة التي كانت له أمام مالاوي. إذن هزيمة الجزائر أمام مالاوي لم تكن منطقية. هذا أكيد، لأنه سبق وأن صرحت عبر جريدتكم المحترمة بأنه يجب انتظار التعثر أمام مالاوي بالنظر للطريقة التي تم التحضير بها لكأس إفريقيا الفارطة، وعلى هذا الأساس، أنا أرى أن الأجواء التي تم التحضير فيها هي التي جعلت المنتخب الجزائري يبدأ بتلك البداية المحتشمة جدا والتي لم ينتظرها أحد. وكيف وجدت عودة الجزائر بعد ذلك؟ كانت متوقعة إلى حد بعيد، وبكل صراحة، الكبير يظهر مع الكبار والجزائر برهنت على أحقيتها في أن تلعب الأدوار الأولى في كل المنافسات التي تشارك فيها، وكان من الواجب إذن أن ننتظر انتفاضة جزائرية، وهو ما حصل فعلا عندما أطحتم بمالي وفرضتم التعادل على منتخب أنغولا المستضيف، وهو ما سمح لكم بضمان التأهل إلى الدور الثاني ومواجهة كوت ديفوار التي كانت قوية بكل المقاييس. على ذكر مباراة كوت ديفوار، كيف رأيت المواجهة؟ — كانت قوية، والنتيجة التي انتهى عليها اللقاء كانت خير دليل على كلامي، الجزائر في تلك المواجهة أزاحت أحد المرشحين لنيل اللقب القاري عن جدارة واستحقاق، ولولا المباراة نصف النهائية التي انهزم فيها أشبال سعدان أمام المنتخب المصري لربما كان “الخضر” قد وصلوا إلى النهائي وظفروا بالكأس الإفريقي. إذن تابعت طريقة التحكيم للحكم البنيني كوفي كوجيا. لنكن صرحاء فيما بيننا، الحكم يتحمل مسؤولية في الإقصاء، لكن ليست كاملة، بما أني اكتشفت أن لاعبي المغرب العربي جد عصبيين ولا يترددون في التعبير عن غضبهم بسرعة ودون تعقل، وهو ما حصل للجزائر أمام مصر، حيث دخل اللاعبون الجزائريون في طريقة لعب منافسهم، الأمر الذي دفعوا ثمنه غاليا، نصيحتي لهم هي أن يكونوا أكثر رزانة بما أنهم انكشفوا أمام منافسيهم للمونديال القادم في جنوب إفريقيا، فأمريكا، إنجلترا وسلوفينيا ستحاول التأثير في معنوياتهم والسعي لنرفزتهم لا محالة. هل تعرف اللاعبين الجزائريين؟ أعرف العديد منهم بما أنه سبق لي أن شاهدت مباريات منتخبكم الوطني، لقد أعجبني زياني، بوڤرة وخاصة بلحاج الذي يبقى من بين أحسن اللاعبين الذين شاهدتهم في دورة أنغولا. من هم اللاعبون الذين ترى أن وجودهم في المنتخب الجزائري أصبح غير مجدٍ؟ لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال لأنني لست مدربا، بالإضافة إلى أن هناك مدربا مشرفا على العارضة الفنية ل “الخضر” ويجب أن لا نسمح لأنفسنا بأن نتدخل في عمله، من الواجب الآن أن يفكر في تدعيم الفريق ببعض اللاعبين الذين سيساهمون في منح الإضافة إلى الخطوط الثلاثة للمنتخب الجزائري الذي أرى أنه قادر على تجاوز الدور الأول من كأس العالم المقبلة دون أي مشكل، خصوصا إذا نجح في الفوز على سلوفينيا وأحسن التفاوض مع الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإنجلترا، لكن على اللاعبين أن يطبقوا الكرة الخاصة بهم والبعيدة عن التعقيد.